في خطوة تصعيدية لمناهضي النظام اليمني، احتشد ما يقارب مليون من المحتجين لأداء صلاة الجمعة التي أطلق عليها ''جمعة الفرصة الأخيرة'' بشارع الستين خارج ساحة التغيير بالعاصمة صنعاء، مرددين هتافات تطالب برحيل فوري للرئيس صالح ونظامه. وحث خطيب الجمعة، العلامة الضبياني، المصلين على الصبر وعدم الخروج بتظاهرات إثر الصلاة، تخوفا من حدوث مجزرة يرتكبها النظام، وشدد على ضرورة رص الصفوف والتوحد لمواجهة النظام الفاسد ولإسقاطه. واستنكر حملات الاعتقالات التي تطال المئات من الشباب، ودعا المنظمات الدولية إلى زيارة السجون لكشف ما يمارسه النظام ضد المحتجين السلميين الذين أبهروا العالم بثورتهم السلمية. وكشف عن أن عدد الشهداء تجاوز 200 والجرحى 7000 من المعتصمين في ساحات التغيير والحرية، مجددا دعوته المصلين إلى الصبر والثبات وعدم التظاهر والعودة إثر الصلاة إلى الساحة للاستمرار في الاعتصام. وفي الجهة الجنوبية القريبة من قصر الرئاسة حشد النظام مواليه من كافة المدن اليمنية لأداء صلاة ''جمعة التصالح''، معلنين تمسكهم بالشرعية الدستورية التي تعطي صالح حق الاستمرار في الحكم حتى نهاية 2013 م. وبعد صلاة الجمعة، رحب الرئيس صالح بمبادرة مجلس التعاون الخليجي لحل الأزمة في اليمن وانتقال السلطة، لكنه اشترط أن تتوافق مع القوانين الدستورية، وقال صالح وسط حشد مؤيديه، إنه يرحب بمبادرة وزراء الخليج و''سنتعامل معها بإيجابية وفي إطار دستور اليمن''. وكانت حشود الجماهير اليمنية المؤيدة للنظام قد خرجت الجمعة لإحياء ما أسموه ''جمعة التصالح'' لتأكيد تمسكها بالشرعية الدستورية والتعبير عن التأييد للقيادة السياسية اليمنية ممثلة في الرئيس صالح ولدعوات الحوار ومنها الدعوة الخليجية للحوار بين السلطة والمعارضة اليمنية. إلى ذلك قالت مصادر قبلية يمنية إن أحد عشر جنديا قتل، أمس الجمعة، شرق البلاد إثر هجوم شنه مسلحون يعتقد أنهم من تنظيم القاعدة، مشيرة إلى أن عناصر مسلحين يعتقد أنهم من القاعدة وضعوا كمينا لدورية عسكرية بمنطقة ريدان صافر في محافظة مأرب التي ينشط فيها خلايا القاعدة. هذا وقد قتل جنديان من قوات الحرس الجمهوري وأصيب ثلاثة آخرون، بعد هجوم شنه مسلحون يعتقد بأنهم قبليون على نقطة عسكرية بمنطقة يافع بمحافظة لحج. وقالت مصادر محلية إن المسلحين فرضوا حصارا على ثكنة عسكرية تابعة للحرس الجمهوري الذي يقوده نجل الرئيس صالح، واشتبكوا معهم ما أسفر عن مقتل جنديين وإصابة ثلاثة آخرين، فيما أصيب أحد المهاجمين.