يعلم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة أن محيطه مليء بالمنتفعين وقناصي الفرص، والذين يبحثون على موطئ قدم إلى جانبه، ولا يوجد أحسن من المناسبات الانتخابية ليعرضوا خدماتهم حتى دون إذن، ويعلم الرئيس جيدا ويعي أن محيطه فيه كثير من المنتفعين الذي يتغيرون مع تغير الظروف والمستجدات ويعيشون بلا قناعات، أمثال هؤلاء كانوا عبئا على الرئيس طيلة عشرية من الزمن ومشواره في الحكم، وساهموا في تعطيل كثير من الأمور وحتى التشويش باستغلالهم لمناصبهم وتقربهم من الرئيس ليفرضوا منطقهم في التسيير والتدبير أيضا، ونفسه الرئيس اعترف في مناسبات عدة أن بعض من مقربيه كذبوا عليه وأخفوا عنه حقائق عن واقع البلاد، كل هذا نتيجة فشلهم في التسيير وعدم قدرتهم على تقديم شيء للمصلحة العامة. الآن وبعدما أن فوّض الشعب الرئيس بوتفليقة لعهدة ثالثة بنسبة سحقت منافسيه وأطاحت بهم في الدور الأول، لابد وأن يكمل الرئيس مشواره في الإنجازات بمزيد من التطور والرقي، ويحقق وعوده لهذا الشعب الذي سانده بقوة خاصة وأنها العهدة الأخيرة. ومن دون شك لن يتركها بوتفليقة تمر دون أن يترك بصمة واضحة أكثر وضوحا من بصمته خلال عشرية كاملة، إلا أن هذا لن يتأتى له إلا بتطهير محيطه من بعض الأسماء التي أرهقت كاهله وكاهل البلاد ولم تقدم شيئا يحفظ لها وجودها في مناصبهم، فعزم الرئيس على إحقاق المصالحة وتعميقها وإعادة الأمل للشباب ونفخ روح الثقة في النفس وبوطنهم لن يكون ذا جدوى إلا برحيل الكثير من الوجوه التي احتكرت الجلوس في الصفوف الأمامية في كل المناسبات التي تواجد فيها الرئيس، وربما بوتفليقة يعي جيدا أن الوجوه التي اكتسحت القرب منه ولم تقدم للوطن شيئا آن لها أن تنسحب وتترك المجال لجيل أكثر قدرة على استيعاب المستجدات الوطنية والدولية، وهذا ما تجلى في كلمته الموجهة للشباب في آخر خطاب له في إطار حملته الانتخابية حين فرض على الجميع أن تكون الصفوف الأمامية التي تقابله كلها للشباب مغيبا بذلك وجوها ألف الجميع رؤيتها في كل مناسبة يكون فيها الرئيس، زد على ذلك قوله "إن المستقبل لكم" ويعني بذلك الشباب، إضافة إلى هذا كله، فالرئيس يعلم أن مسيرة الإنجازات شابتها الكثير من الانحرافات وآن الوقت لتصحيح مسار الكثير من الأمور وفاء لعهوده أمام الشعب، وإن كانت الكثير من الشخصيات قد أمضت صكا على بياض للرئيس، فهذا لا يعني أن وجودها مرغوب فيه خاصة إذا كانت عدة قطاعات لم تستطع أن تنهض بالكيفية المطلوبة وهو على رأسها، فالنتيجة الحتمية اليوم والرئيس يدخل إلى مرحلة جديدة وتحديات كبيرة خاصة ما تعلق منها بالأزمة المالية العالمية وانخفاض سعر النفط هو إعادة ضخ دماء جديدة في عدة قطاعات تكون قادرة على مواكبة التغيرات وتطهير محيطه من الذين لا همّ لهم سوى التواجد في كل مناسبة في واجهة الأحداث ليقال عنهم إنهم رجال الرئيس.