في هذا الحوار يتحدث مرشح الجبهة الوطنية، موسى تواتي، عن انتقاداته الشديدة للمرشح المستقل عبد العزيز بوتفليقة، ويقول إنها رد فعل طبيعي من مرشح يرى اختلالا في تكافؤ الفرص وانتهاكا لقوانين الجمهورية. * * كما تطرق تواتي إلى الاحتمالات التي يفرزها الصندوق، جازما بأن رئاسيات 2009 ستكون بدورين إلا في حالة حدوث تزوير. * * الشروق اليومي: لا حظنا خلال الحملة الانتخابية أن خطاباتكم كانت قاسية أكثر من غيركم من المترشحين تجاه الرئيس المترشح، الا تخشون من تكرار سيناريوهات رئاسيات 2004؟ * *تواتي: نحن أردنا من خلال الرسائل والعبارات التي رفعناها في الحملة الانتخابية المنقضية، الدفاع عن شيء اسمه حق المواطن في انتخابات حرة ونزيهة، أردنا من خلال ذلك الدفاع عن قوانين الجمهورية والمساواة في الحقوق والواجبات. يجب ألا يكون هناك فرق بين أولئك الذين بيدهم السلطة، وأولئك الذين يفتقدونها، نحن من حقنا الدفاع عن نزاهة الانتخابات، وكذا استعمال الكلمات والعبارات التي نراها كفيلة بإيصال الرسالة التي نريد تسويقها للمواطن العادي، وإن حدثت تجاوزات في ذلك، فالقانون يسمح لمن يرى أن الضرر قد لحق به أو طاله قذف أو شتم، أن يتوجه إلى العدالة لاسترداد حقه إن كان قد مس حقيقة. * إن الذين يروجون لمثل هذه الاتهامات إنما يريدون مصادرة حق من حقوقنا. نحن شرحنا واقع معيش، وتكلمنا عن شخصيات معنوية تشغل مناصب سامية في الدولة، ولم نهاجم أشخاصا طبيعيين، ولم نتعرض لحياتهم الشخصية، كل ما صدر منا كان انتقادا لممارسات نعتقد أنها لم تكن مثلما كان منتظرا، كما انتقدنا أداء سلطة تنفيذية عجزت عن تحقيق ما وعدت به الشعب قبل خمس سنوات. إن ما قلناه حق مكفول بموجب الدستور وقوانين الجمهورية، وذلك مجرد جزء بسيط من حقوقنا السياسية. * * الشروق اليومي: ولكن لماذا تركز محور حملتكم الانتخابية على مرشح واحد هو المرشح المستقل عبد العزيز بوتفليقة دون غيره؟ * *تواتي: ينبغي على الجميع أن يدرك أن الرئيس المترشح هو مسؤول دولة انتهت عهدته الانتخابية ودخل في سباق انتخابي جديد، وبالتالي فمن الطبيعي أن يتحمل مسؤولية المشاكل التي تعاني منها البلاد، هذا من جهة. ومن جهة أخرى، كيف يمكن للرئيس المنتهية ولايته أن يعمد إلى "تخييط" العملية الانتخابية على مقاسه، منذ إجراءاتها التحضيرية الأولى. كيف يمكن للرئيس المترشح أن يقوم بنفسه بتعيين اللجان التي تشرف على الانتخابات، بداية باللجنة الوطنية لتحضير الانتخابات الرئاسية، التي يرأسها الوزير الأول أحمد أويحيى، الذي يتزعم حزبا مشكلا للتحالف الذي يدعم الرئيس المترشح، ويقوم بإقامة التجمعات والمهرجانات خلال الحملة الانتخابية لصالح بوتفليقة. كيف له أن يعين بنفسه منسق اللجنة الوطنية لمراقبة الانتخابات الرئاسية، وغير هذا كثير، وربما ما خفي كان أعظم. أين هي النزاهة وتكافؤ الفرص بين المرشحين، التي يقرها القانون ويشدد على حمايتها. ولذلك أقول ليس هناك إنصاف بين المتسابقين نحو قصر المرادية، وفي ذلك إخلال بأحد أهم شروط مصداقية الانتخابات. * * الشروق اليومي: كنتم المرشح الوحيد خلال الحملة الانتخابية الذي استفاض في الحديث عن عدم قدرة المرشح بوتفليقة على حسم الأمور في الدور الأول، على غرار ما حصل في انتخابات 2004، على ماذا بنيتم هذه الفرضية؟ * *تواتي: وقفنا من خلال حملتنا الانتخابية أنه من المنطقي والمعقول أن تحسم الأمور في الدور الأول، سواء أكان ذلك يعني المرشح بوتفليقة أو غيره. وهنا أقول إن أحسن الرؤساء في العالم الذين خدموا شعوبهم بتفان وإخلاص وقدموا له خدمات جليلة تذكرها الأجيال على مر التاريخ، لم يتمكنوا من حسم الانتخابات الرئاسية في الدور الأول. * فكيف يحسم أمر الانتخابات الرئاسية عندنا في الدور الأول، علما أن الرئيس المترشح قضى عهدتين كاملتين على رأس أعلى مؤسسة دستورية في البلاد، ولم يحقق ولو جزءا بسيطا مما وعد به. ليس هذا تجن على الرئيس المترشح ولا انتقاصا من الجهود التي بذلها، ولكن هي الحقيقة المرة، التي لم يتجرعها الكثير ممن يقف إلى جانب بوتفليقة اليوم. ربما هم مقتنعون بكلامي في قرارة أنفسهم، ولكنهم لا يستطيعون قول ذلك بصوت مسموع.. هل يستطيع الرئيس المترشح أو من يساندوه أن ينكروا أن الوضع العام في البلاد ليس كما وصفه الرئيس المترشح في حملته الانتخابية؟ * إن البلاد تعيش على وقع أزمات متعددة الجوانب والأبعاد، فالأغلبية الساحقة من الشباب الجزائري وخاصة المتخرجين من الجامعات يعانون من بطالة قاتلة، كانت سببا في اندفاعهم عبر قوارب الموت عبر البحر، سعيا منهم إلى الوصول إلى الضفة الشمالية للبحث عن شغل يحفظ لهم كرامتهم. * هل يستطيع الرئيس المترشح ومساعدوه أن ينكروا غلق المئات من المؤسسات العمومية وتشريد الآلاف من عمالها؟ هل يستطيعون نكران الإضرابات والاحتجاجات المتكررة عبر مختلف ولايات الوطن، فضلا عن انتشار الفساد وتفشي الرشوة.. إنها كلها آفات تؤثر من دون شك على حظوظ الرئيس المترشح. ومن هذا المنطلق أستطيع أن أجزم بأنه من غير المنطقي أن يحسم أمر الانتخابات الرئاسية في الدور الأول. * وبالاضافة إلى ما سبق، فقد لمسنا من خلال حملتنا الانتخابية أن الشعب لم يعد يثق في النظام الحالي، وهو يتوق إلى إحداث التغيير عبر الصندوق، لكن اعتقد أن الزمرة الحاكمة والمنتفعين من * الوضع الحالي، ستعمل بكل ما أوتيت من قوة ونفوذ من أجل إبقاء الوضع الراهن على ما هو عليه، حفاظا على مصالحهم. * * الشروق اليومي: ومن سترشحون لمنافسة بوتفليقة في الدور الثاني؟ * *تواتي: نحن لم نقم بسبر آراء، والإعلام يمكنه القيام بذلك، ومن خلال ذلك يمكن الحديث عمن سيكون منافس الرئيس المترشح في الدور الثاني. ورغم ذلك يمكن القول إن بوتفليقة ومهما حققه من نتائج فإنه سوف لن يتعدى نسبة ال 50 بالمائة في كل الأحوال. * * الشروق اليومي: مادمتم تتحدثون عن الدور الثاني، وإمكانية منافستكم لبوتفليقة في هذا الدور، ما هي الأحزاب التي يمكن أن تتحالفوا معها؟ * *التحالف يجب أن يكون من الدور الأول لقطع الطريق على الرئيس المترشح، الذي وقفت إلى جانبه أحزاب التحالف، ليس حبا فيه وإنما من أجل الحفاظ على مصالحها، وهي بموقفها هذا تكون قد فقدت الموقع الذي يحب مناضلوها أن يروها فيه. * وبالنسبة لي أقول إن سندي الوحيد هو الشعب الجزائري "المحڤور"، الذي يبحث عن السراب في الضفة الشمالية للبحر المتوسط مخاطرا بحياته في قوارب الموت، هو الجزائري الذي يعيش التهميش، هو البطال الذي يعيش على هامش المجتمع. *