مر أسبوع كامل على المشاروات السياسية الجارية في المرادية بين لجنة بن صالح والفعاليات السياسية، والشخصيات الوطنية من أجل تقديم الإقتراحات في ما يخص الإصلاحات، إلا أن القراءة الأولى للاسبوع الأول من المشاروات تظهر أن اللامبالاة على المستوى الشعبي هي التي ميزت المشهد طيلة اسبوع من الزيارات المبرمجة لكثير من الشخصيات والاحزاب السياسية للجنة بن صالح. كشف الأسبوع الأول من المشاروات الجارية بين لجنة عبد القادر بن صالح الذي يساعده فيها كل من الجنرال المتقاعد محمد تواتي والوزير السابق محمد علي بوغازي مع الطبقة السياسية والشخصيات الوطنية، عن ظهور بعض الأحزاب التي نسيها المواطن تماما، بينما ذهبت من ذاكرة البعض، خاصة وأن هذه الأحزاب لم يعد لها دور يذكر في الحياة السياسية سوى التواجد والمشاركة في الانتخابات المختلفة من أجل المشاركة لا غير، بينما بعضها لم يستطع حتى جمع التوقيعات اللازمة من أجل الترشح، وهو ما يطرح السؤال عن جدوى استدعاء مثل هذه الأحزاب للمشاروات وما الذي يمكن أن تقدمه للجنة من اقتراحات وهي التي لم تستطع ان تجمع حولها عشرات من المناضلين وغابت عن الساحة قرابة العقد من الزمن؟ ومن جهة أخرى، كشف اسبوع من المحاورات عن نفس الكلام الذي تكرره الأحزاب المعروفة، بينما ركزت أحزاب أخرى على موضوع لا يراه الكثيرون أنه يعتبر مشكلا بالنسبة للجزائر حين راحت شخصيات حزبية تقترح نظاما معينا، رئاسيا كان أو برلمانيا، وهو ما قال عنه البعض إن الحديث عنه سابق لأوانه باعتبار أن النظامين ناجحان في عدة دول ولا يشكل هذا مشكل الأزمة في الجزائر، وهو ما يكشف عجز الطبقة السياسية عن إقتراح يرقى إلى مستوى طموحات الشعب، خاصة وان كل الإقتراحات التي قدمت ليست سوى اقتراحات قديمة كانت تجترها الأحزاب في كل مرة. أما بالنسبة للشخصيات التي استقبلتها لجنة بن صالح، فإنه الأمر يبدو غريبا، خاصة وان هذه الشخصيات كانت في سنوات مضت تصنع القرار ولم يكن باستطاعتها التغيير أو حتى فرضه، وبالتالي لا يمكن لها تقديم الشيء الملموس والجديد، وهو ما يطرح الكثير من الاسئلة عن مشاورات تفتقد للتجديد ولوجوه جديدة يمكن أن تقدم الشيء الملموس، خاصة النقابات المستقلة وبعض الهيئات الأخرى التي يمكن أن تقدم اقتراحات جيدة. كما لوحظ، خلال الأسبوع الأول، غياب فئة الشباب التي كان من المفروض أن تساهم في اثراء المقترحات باعتبار أن الجيل الحالي هو المعني بالدرجة الأولى بالمستقبل. واذا استثنينا اقتراح رئيس اللجنة الوطنية لترقية حقوق الإنسان فاروق قسنطيني الذي اقترح أن تسند حماية الدستور للجيش، فإن باقي الإقتراحات لم ترقى لا هي ولا الوجوه التي أتت بهذه الإقتراحات إلى مستوى تطلعات الشعب. وفي انتظار ما ستتمخض عنه الأسابيع المقبلة من وجوه وشخصيات، وحتى اقتراحات، فإن الأسبوع الأول من المشاورات السياسية بين لجنة بن صالح والأحزاب السياسية والشخصيات الوطنية، مرّ بدون أي جديد أو حدث يمكن أن يجعل من المشاورات آلية حقيقية للتغيير.