في ظل اكتساح المعلوماتية للقطاعات الحيوية بالجزائر تشهد العديد من مقاهي وفضاءات الانترنيت المنتشرة عبر ولايات الوطن الثماني والأربعين توافد أعداد كبيرة من الطلبة المقبلين على اجتياز إمتحان شهادة الباكلوريا وشهادة التعليم المتوسط تحضيرا للامتحانات التي باتت مرتبطة بشبكات الانترنيت على حد تصريحات العديد من التلاميذ الذين صادفناهم وهم متوجهون إلى مقاهي الانترنيت لتعزيز تعليمهم حيث قالوا : "إن الشبكة الدولية توفر لنا كتلاميذ فرصا كثيرة للإطلاع على مختلف النظريات والمقاربات التي ندرسها في المدرسة فما يتم تقديمه لنا داخل حجرات الدراسة غير كاف على الإطلاق لذا لابد من تتبع مختلف المواد على الشبكة. " وفي ذات السياق صرح الأستاذ الجامعي قارة السعيد بأن الثورة المعلوماتية الكونية جعلت من المدرسة محطة صغيرة من محطات التحصيل المعرفي، لذلك أصبح الأستاذ يشعر بالإحراج لأن ما يقدم هوفقط معلومات محدودة وقال: "عندما يقوم التلميذ بوضع عنوان درس ما في إحدى محركات البحث الدولية، فإنه يتفاجأ بكم مذهل من الشروحات والتحاليل والتعليقات وما إلى ذلك، وإن استخدام الانترنت اليوم في عملية التحضير أصبح أكثر من ضرورة سواء تعلق الأمر بالأستاذ أوالتلميذ فكلاهما بحاجة إلى التكنولوجيا الحديثة". ومقابل آراء الأساتذة وبعض المتمدرسين، فإن الآباء الذين تعودوا على ثقافة أكاديمية كلاسيكية لا يرون في ذلك ضرورة، بل هي مجرد مضيعة للوقت، لا سيما وأن الوقت ليس في صالح التلاميذ الذين يشرعون في الإعداد لامتحانات البكالوريا وشهادة التعليم المتوسط والمجبرين على تتبع ومراجعة دروس المقرر البيداغوجي الذي على أساسه تم اختيار الأسئلة والتوجه إلى محطات الانترنيت سيعمل على تشتيت وتشويش معلوماتهم وتركيزهم في هذه الفترة ولا بأس من دخول الشبكات المعلوماتية في أيام العطل والرخاء للتزود بشتى المعارف. من جانبه، قال "أحمد" وهو صاحب مقهى للانترنت "المقهى يعرف في الفترة الأخيرة توافد جحافل تلاميذ المدارس الخاصة من المرشحين لاجتياز البكالوريا وهذا لساعات طويلة يعملون على إخراج بعض مواضيع الامتحانات السابقة من مواقع البحث الإلكترونية وتصفحها للاستفادة منها ". توجه الكثير من التلاميذ إلى مقاهي الإنترنيت لم يمنع تواجد العشرات منهم داخل المكتبات، مفضلين المطالعة بها على ضوضاء محلات "سيبار كافي" التي لن تزيدهم سوى تعقيدا وتشويشا على أفكارهم ناهيك عن هدر المال وتضييع الوقت.