كشف وزير الموارد المائية عبد المالك سلال، أمس الاثنين، عن أن وزارته تحضّر حاليا لإعلان مناقصات وطنية ودولية خاصة بمشاريع استغلال السدود في النشاطات السياحية والترفيهية والرياضية، على غرار ما هو معمول به في الدول المتقدمة التي منحت للسدود المائية بعدا تجاريا وسياحيا وحتى ثقافيا، مؤكدا في ذات الوقت أن الأولوية في هذه المشاريع ستمنح للشركات المحلية التي أبدت رغبتها واستعدادها لإنجاز هذه المشاريع ذات المردودية الكبيرة، وعلى رأسها مجمع "كوسيدار". من جانب آخر، أكد سلال أن حصة المواطن من الماء ستوفر بمقدار 170 لتر يوميا للفرد كمعدل وطني وللقطاع الفلاحي ب 65 بالمائة من الموارد المائية الوطنية، كما أن 70 بالمائة من بلديات الوطن يوزع فيها الماء بصفة دائمة والسعر يبقى مدعما ولا نية للحكومة في الوقت الحالي لرفعه. وأشار عبد المالك سلال، في تصريحات أدلى بها للقناة الإذاعية الأولى، إلى أن السياسة المنتهجة من طرف الوزارة منذ سنتين تهدف إلى التقليص في استغلال المياه الجوفية، وذلك بالرفع من نسبة تخزين المياه فوق مستوى المعدل الوطني المقدر حاليا ب 75 بالمائة في السدود الوطنية ال 66، كما كشف سلال عن أجندة عمل تتضمن إنجاز 13 سدا جديدا خلال المخطط التنموي الجاري 2010 - 2014.
سلال: لا نستغل سوى 5 مليارات م3 من المياه الجوفية حاليا
من جهة أخرى، أكد "ضيف الأولى" أن عدة مناطق في الوطن مصدر المياه فيها جوفي وكل الدراسات بينت أن المياه الجوفية في الصحراء غير متجددة وهي هائلة تقارب 40 ألف مليار متر مكعب، ولا يتم استغلال سوى كميات تتراوح ما بين من 3 إلى 5 مليارات متر مكعب سنويا وانطلاقا من هذا المخزون تم مشروع تحويل المياه من عين صالح إلى ولاية تمنراست الذي دخل حيز الخدمة في أفريل الماضي. أما في مناطق الشمال، فهناك إعادة للمياه الساحلية بعد معالجتها إلى الأرض، فتصبح مياها جوفية صالحة للاستغلال في جل القطاعات، وتأمين الماء تم أكثر عن طريق مشاريع تحلية مياه البحر. وذكّر الوزير سلال بأن هناك خزانات للمياه. ففي منطقة الشرق، نجد سد بني هارون كأكبر سد في الجزائر من حيث المخزون. أما في الوسط، حوض "تاقصبت "بولاية تيزي وزو، وفي منطقة الغرب حوض "القارقار". وفي هذا الصدد، طمأن الوزير المواطنين بأنه لا خوف من استهلاك مياه البحر المعالجة، لأنها تمر عبر سلسلة تحاليل معمقة وعمليات مراقبة دورية من طرف فرق البحث والمعاينة.
الجزائر تجاوزت مرحلة الجفاف بفضل مشاريع رائدة وقال سلال إن الجزائر قد تجاوزت شح المياه نتيجة للإنجازات العديدة التي حققتها، مثل السدود ومحطات تحويل للمياه ومشاريع تجديد شبكات التوزيع. وفي هذا الصدد، قال سلال إن الوزارة أطلقت مؤخرا مشاريع لتجديد شبكات مد المياه في 50 مدينة عبر القطر الوطني، في انتظار مشاريع أخرى تشمل عشرات المدن على المدى القريب، موضحا أن الجزائر كسبت معركة وفرة الماء، في انتظار كسب معارك عصرنة التجهيزات وتحديث آليات وأنظمة التسيير والخدمات الملحقة المرتبطة بهذا القطاع الحيوي والاستراتيجي.