وصل الرئيس السوداني عمر البشير امس، الى العاصمة الصينية بكين لعقد القمة بينه وبين الرئيس الصيني هو جين تاو، فيما كشف نواب في البرلمان عن الغموض الذي اكتنف تأخر وصول طائرة الرئيس عصر امس الأول، متحدثين عن فشل مخطط امريكي كان يعتزم تنفيذه عبر قوات خاصة لاختطاف طائرة البشير أثناء توجهها الى بكين. وبحسب ما جاء في وسائل اعلامية، حطت طائرة الرئيس السوداني في مطار بكين بسلام وسط استقبالات رسمية وشعبية، بعد تأخر وصوله الى الصين، أمس الأول، بسبب تغيير مسار رحلته الجوية في أعقاب تراجع تركمانستان عن الإذن الذي منحته لعبور طائرة الرئيس عبر أراضيها، مما اضطر كابتن الطائرة للعودة إلى طهران ومن ثم الإقلاع مرة أخرى عبر مسار جديد. ونقلت مصادر إعلامية، أمس، عن نواب بالبرلمان كشفهم عن مخطط كان الكونغرس الأمريكي يعتزم تنفيذه عبر قوات خاصة لاختطاف طائرة الرئيس البشير أثناء توجهها أمس الأول للصين. من جهتها، قالت الخارجية السودانية في بيان لها، إن تأخر طائرة الرئيس كان بسبب تعديل في مسار العبور، مشيرة إلى أنه بعد ذلك لم يكن العبور ممكنا إلا عبر مسار جديد ما اضطر قائد الطائرة للعودة بها إلى إيران، قبل أن تحصل الرحلة على مسار عبور جديد، وأضافت الخارجية "أن سفارتي السودان والصين في طهران شكلتا غرفة متابعة للتطورات وتم الحصول على مسار عبور جديد". وفي ذات السياق، قال المؤتمر الوطني "إن تأخير وصول طائرة الرئيس لبكين بسبب ضغوط مورست على بعض الدول، وأكد أن وصوله إلى بكين هزيمة لأمريكا". وألمح رئيس القطاع السياسي بالوطني قطبي المهدي لضغوط تمت على كثير من الدول لمنع الزيارة، قائلا: "هناك دول لا تأتمر برأي الأمريكان". وكان من المقرر وصول البشير للصين أمس الأول، لإجراء محادثات قمة مع الرئيس الصيني هو جين تاو والذي يعد من بين قلة من الزعماء الاجانب المستعدين لاستضافة الرئيس السوداني المتهم بارتكاب جرائم حرب خلال الصراع في اقليم دارفور. لكن البشير لم يصل الى العاصمة الصينية بكين في الموعد وأرجعت وزارة الخارجية السودانية السبب في ذلك الى تغيير مسار رحلة الطائرة التي تقله. والصين هي من الدول الرئيسية المستوردة للنفط السوداني وستحرص على ان تقسيم البلاد الى دولتين واحدة في الشمال تحت رئاسة البشير وواحدة في الجنوب الذي لديه معظم النفط لن يتحول الى حرب أهلية تعطل الامدادات وتضر بمصالح بكين في المنطقتين. ونقلت مصادر اعلاميو صينية عن هونغ لي المتحدث باسم الخارجية الصينية تأكيده وصول البشير قائلا "خلال زيارة الرئيس البشير للصين سيبحث الجانبان سبل تعزيز الصداقة التقليدية بين الدولتين في ظل الظروف الجديدة، مضيفا أن ان الجانبين سيبحثان أيضا عملية السلام بين الشمال والجنوب وقضية دارفور. وتقيم بكين علاقات مع الجنوب لكنها ما زالت واحدة من الدول الداعمة للبشير وأكبر مصدر للسلاح للخرطوم. ويواجه البشير منذ الرابع مارس 2009 مذكرة توقيف اولى بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية، ثم اصدر قضاة المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف ثانية في 12 جويلية 2010 تتهمه بارتكاب ابادة جماعية في دارفور المنطقة الواقعة غرب السودان والتي تشهد حربا اهلية، فيما رفض الرئيس السوداني الاعتراف بسلطة تلك المحكمة.