أكدت حركة طالبان فيما نفت فرنسا، أن صفقةً لتبادل الرهائن كانت وراء إطلاق سراح صحفيين فرنسيين احتجزهما التنظيم الأفغاني 547 يوما. وبحسب مصادر اعلامية، عاد أرفي جاسكير (47 عاما) وستيفان تابونييه (46 عاما) إلى أهلهما في فرنسا، حيث رويا بعض تفاصيل الاحتجاز الذي خلا عموما من سوء المعاملة كما قالا. وقال المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد إن فرنسا اضطرت إلى الموافقة على شروط طرحها التنظيم بينها إطلاق سراح بعض قادته البارزين.في حين لم توضح السلطات الفرنسية ملابسات الإفراج عن الرهينتين، لكن وزير خارجيتها آلان جوبيه نفى وجود صفقة أو دفع فدية، معربا عن شكره للرئيس الأفغاني حامد كرزاي ما اعتبره دورا لعبه في تحرير الصحفيين اللذين يعملان لقناة فرانس 3 الحكومية. وخطف جاسكير وتابونييه في ديسمبر الماضي في ولاية كابيسا شمال شرق العاصمة كابل، مع ثلاثة أفغان بينهم مترجم أطلق سراحهم في وقت سابق. وكانت طالبان تبنت عملية الخطف، وهددت بقتل الفرنسيين ومترجمهما إذا لم تستجب فرنسا لمطالب بينها الإفراج عن بعض قادتها المحتجزين, وسحب القوات الفرنسية من أفغانستان. وجاء إطلاق الرهينتين أياما فقط بعد إعلان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أن بلاده ستسحب قبل نهاية العام بضع مئات من أصل أربعة آلاف جندي فرنسي منتشرين في أفغانستان.الا أن جوبيه نفى أن يكون لتوقيت إعلان الانسحاب علاقة بإطلاق سراح الصحفيين. وتحدث جاسكير وتابونييه اللذين بديا في حالة صحية حسنة بحسب مصادر اعلامية عن معاملة حسنة لقياها عموما، وقالا إنهما لم يتعرضا للضرب والتهديد، لكنهما اشتكيا من ظروف الحياة الصعبة جدا في الجبال ومن رداءة الطعام الذي كان يقدم لهما. وتحدث الإعلام الفرنسي عن مفاوضات طويلة شاركت فيها الاستخبارات الفرنسية ووسطاء عديدون وشبكة من قادة طالبان، قادت أخيرا إلى الإفراج عن جاسكير وتابونييه. وبعد أشهر من خطفهما، ألقى ساركوزي على الصحفيين باللائمة فيما تعرضا له بحجة أنهما قررا دخول منطقة خطرة.