أكد القائد المستقيل لقوات منظمة حلف شمال الأطلسي والولايات المتّحدة في أفغانستان الجنرال ديفيد بترايوس، أن بؤرة المعارك في أفغانستان ستنتقل في الشهور القادمة من معاقل حركة طالبان في الجنوب إلى الحدود الشرقية مع باكستان، نظرًا لتزايد نشاط المقاتلين المتعاطفين مع القاعدة هناك. وبعد أن تقرر تعيينه مديرًا جديدًا لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية قال بترايوس: "في ظل قرار الرئيس بسحب قطاعات من القوات الأمريكية في أفغانستان فإن القوات الخاصة ووحدات المخابرات وقوات السلاح الجوي ستركز في الفترة المقبلة بشكل أكبر على طول حدود أفغانستان الوعرة الشرقية مع باكستان، وسيكون هناك دفع بقوات حكومية أفغانية أكثر في المنطقة الشرقية، كما سنطالب قوات التحالف بنفس التوجه". وأضاف الجنرال بترايوس، أن التحالف بقيادة الولاياتالمتحدة ركز أغلب قوّاته وانتباهه في مناطق هيلمند قندهار في جنوبأفغانستان، وكان أغلب انتشار القوات الأمريكية البالغ قوامها 30 ألف جندي والتي جرى الدفع بها السنة الماضية في تلك المناطق الجنوبية، ولكن الآن نريد أن نقلل تركيزنا على تلك المناطق ونعطي الفرصة للسلطات الأفغانية لكي تتولى الأمور فيها". وكان السناتور الجمهوري الأمريكي النافذ جون ماكين قد أعرب عن اعتقاده بأن وتيرة سحب ثلث الكتيبة الأمريكية من أفغانستان بحلول نهاية سبتمبر عام 2012 تفتح الباب لمجازفة غير ضرورية. واعتبر السيناتور ماكين أن هذه الوتيرة في عملية الانسحاب، قد تضر بالمكاسب التي تم تحقيقها على الأرض، وأضاف ماكين الذي يزور حاليًا كابول في تصريح لشبكة "سي.ان.ان": "الواقع هو أن أي عسكري لم يوص بانسحاب بهذه السرعة وهي مجازفة غير ضرورية". وعلى الرغم من التقارير الأمريكية عن حدوث تقدم على ساحة المعركة في أفغانستان إلا أن معدل القوات الأمريكية التي سقطت في النصف الأول من هذه السنة كان هو نفس المعدل في عام 2010، وهو ما يعني أن حجم خسائر القوات الأمريكية في أفغانستان لم يتغير بعد وعود الرئيس باراك أوباما بنقل المسئولية للسلطات الأفغانية. وقالت صحيفة "يو إس إيه توداي أنه بينما هبط معدل الخسائر في الأرواح بالنسبة للقوات الدولية بشكل عام بمقدار 14 بالمائة في النصف الأول من العام، فإن عدد الأمريكيين الذي قتلوا ظل بدون تغيير.