يبدي سكان ولاية المسيلة، هذه الأيام، استياء وامتعاضا شديدين حيال الارتفاع الرهيب في اسعار الخضر والفواكه بمختلف المحلات والاسواق عشية شهر رمضان. فعلى سبيل المثال لا الحصر، ارتفع سعر البطاطا من 20 دج إلى 40 دج والطماطم من 25 إلى 40 دج واللوبيا الخضراء من 80 إلى 120 دج والخس من 35 إلى 60 دج، فيما قفز سعر الكيلوغرام الواحد من الليمون من 50 دج إلى 200 دج،وهي الأسعار التي أكد المواطنون في حديثهم للنصر أنها مرتفعة مقارنة بالأيام القليلة الماضية ليؤكدوا أن التجار يعمدون على رفع الاسعار عمدا قبل حلول شهر الصيام للتهرب من المراقبة وعدم اتهامهم بالمضاربة ورفع الاسعار في حال دخول الشهر. وعن سبب الارتفاع المفاجئ لأسعار الخضر والفواكه، أكد عدد من البائعين بالتجزئة في مختلف الأسواق للنصر عدم علمهم لأسباب هذا الارتفاع موضحين أن الزيادة في الأسعار كان من طرف بائعي الجملة الذين رفعوا في سعر غالبية الخضر والفواكه خاصة تلك التي تعرف استهلاكا كبيرا خلال شهر رمضان ليضطروا بدورهم على البيع بأسعار أكبر من الأسعار التي كانت متداولة سابقا مؤكدين إلى أن الأسعار ستعرف تزايدا أكبر بمجرد حلول شهر الصيام، كما أكد هؤلاء أن عاملي العرض والطلب لم يتغير في السوق، حيث تتوفر السلع بشكل عاد كما أن الطلب ظل كما هو، حيث لم يزد على ما كان عليه سابقا وهو ما يجعل الجميع محتارا حول الاسباب الحقيقية لارتفاع الأسعار التي أرجعها الكثيرون لعمليات المضاربة والاحتكار التي أضحت تنطلق في السنوات الأخيرة باكرا وحتى قبل حلول شهر الرحمة على حد تعبيرهم. ويحدث هذا في الوقت الذي شكلت فيه مصالح التجارة بالولاية 10 فرق متنقلة، هذه الاخيرة التي انطلقت في عملها منذ أيام وقبل حلول أول أيام شهر الصيام والتي من شأنها أن تراقب الأسواق والمحلات والسهر على جودة وسلامة مختلف المواد والسلع ومراقبة الاسعار المتداولة ومكافحة المضاربة والاحتكار، غير أن الارتفاع المحسوس الذي شهدته الولاية هذه الأيام في مختلف السلع خاصة الخضر والفواكه تؤكد على ضرورة مضاعفة جهد تلك الفرق للتمكن من فرض النظام داخل الأسواق وتفويت الفرصة عن المضاربين بفرض أسعار تحاكي جيوب المواطنين، الذين طالما عانوا من استغلال التجار خلال شهر رمضان من كل سنة. كما تستعد العائلات السوقهراسية كباقي عائلات الوطن الأخرى، لاستقبال شهر رمضان المعظم وسط ترتيبات لايخلو جلها من مراعاة المصاريف المخصصة لهذه المناسبة، وذلك بالموازاة مع الارتفاع المفاجئ لأسعار الكثير من المواد الأساسية كاللحوم بنوعيها الحمراء والبيضاء إضافة للخضراوات. وفي جولة قادتنا إلى السوق وسط مدينة سوق أهراس، والذي يعد أكبر أسواق الولاية، حيث بات هذا الأخير يشهد إقبالا كبيرا للمواطنين الذين أبدوا تخوفا كبيرا من إستمرار ارتفاع الأسعار خاصة العائلات ذات الدخل المحدود. وهكذا سجلت اللحوم الحمراء زيادة كبيرة في الأسعار بعد أن وصل سعر الكيلوغرام الواحد من اللحم حدود 1200 دج، فيما كان قبل أيام لايتجاوز 900 دج، كما قفز سعر الكيلوغرام من اللحوم البيضاء من 240 دج إلى حدود 350 دج وهي زيادة اعتبرها المواطن قياسية في ظرف وجيز. وقد حافظت الأسماك على المراتب الأولى في الغلاء، حيث لم ينزل سعر الكيلوغرام الواحد للسردين عن حدود 300 دج. موازاة وصل الكيلوغرام الواحد من البطاطا إلى 45 دج بعدما كان لايتجاوز 30 دج فيما تضاعف سعر الطماطم من 25 دج للكيلوغرام الواحد إلى 50 دج وقد سجلت الفاصوليا الخضراء زيادة قياسية بعد أن وصل سعرها إلى 170 دج فيما قفز سعر السلطة من 40 دج للكيلوغرام إلى 90 دج. من جهتهم اعتبر الباعة على مستوى السوق أن هذه الزيادة مرتبطة أساسا بقانون العرض والطلب، وقد يتحكم فيه بعض البارونات من الممولين نتيجة أرتفاع الطلب لتحقيق الربح السريع الأمر الذي بات يدق ناقوس الخطر في ظل إرتفاع أسعار المواد الأساسية التي قل بعضها من جهة وبوضع الجهات المسؤولة.