وقّع الدكتور عبد الله حمادي عملا فنيا متميزا أخرجه في كتاب وسمه تحت عنوان، تاريخ بلدة قسنطينة، ويأتي هذا الكتاب في 150صفحة متحدثا عن الماضي الماضي البعيد لمدينة قسنطينة، حيث يغوص في مختلف المقاومات التي كانت تدافع عن أسوار المدينة عبر مختلف الحقب التاريخية، وتجدر الغشارة إلى أن البحث الذي أجراه عبد الله حمادي اعتمد فيه بصفة جوهرية على مخطوطة الشيخ أحمد بن المبارك ابن العطار، 1770 1890، المحتفظ بها بالمكتبة الوطنية. واستنادا إلى الدكتور حمادي، وهو مؤرخ وباحث بجامعة منتوري بقسنطينة، فإن هذه المخطوطة المترجمة إلى اللغة الفرنسية تصحح بعض المعطيات الخاطئة المتعلقة بتاريخ المدينة، ويتضمن الكتاب كذلك توضيحات حول حقائق تاريخية أخرى لقسنطينة مثلما يوضحها مؤلف هذه المخطوطة الذي احتك لمدة أربعين سنة بالعثمانيين بقسنطينة، كما عاش مدة مماثلة من حياته في عهد الاستعمار الفرنسي. ومن بين هذه الحقائق، يستدل المؤلف بالفترة العثمانية لصالح باي وأحمد باي وتواجد اليهود منذ القرن ال 13 بأحياء القصبة والشارع حاليا بالجزء الشمالي للمدينة فضلا عن المقاومة الشرسة لعائلة عبد المؤمن بن علي أثناء الغزو العثماني عام 1300 التي أجبرت المقتحمين على بناء قلعة المنصورة، حيث لم تفلح في غزوها إلا من خلال التواطؤ والتآمر مع بعض القوى المعارضة للثوار. كما تجدر الإشارة إلى أن الكتاب مدعم من قبل المكتبة الوطنية، وستصدر منه 1.500 نسخة، من بينها 1.000 نسخة تتكفل بها مديرية الثقافة بالولاية وال 500 نسخة المتبقية من طرف عائلة الشيخ بن العطار.