يكون مدرب المنتخب الوطني وحيد حاليلوزيتش قد انهى البرنامج التحضيري الذي اعده خصيصا للتربص الذي سينطلق، يوم الأحد المقبل، ويدوم إلى غاية 11 أوت بمركز ماركوسيس الفرنسي، حيث أكد أنه أنهى كل الترتيبات ومن المنتظر أن يلتحق اللاعبون بالمعسكر في اليوم المحدد، بما أن جميع الدوريات لم تنطلق بعد، وألح كثيرا على ضرورة استغلال هذه الأيام القليلة من أجل التعرف على اللاعبين من خلال أسلوب الخطاب الذي سيعتمده، حيث قال أنه سيكرس كل الوقت تقريبا للتحدث إليهم ومحاولة فهم أهم العوائق التي تمنعهم من التألق مع المنتخب. وأوضح كذلك أن هذا التربص يختلف كثيرا عن سابقيه، حيث أنه برمج في بداية الموسم. مما يعني أن جميع اللاعبين يتواجدون في لياقة بدنية جيدة باعتبار أنهم قاموا بالتحضير من هذا الجانب مع أنديتهم، وبالتالي سيحاول التركيز أكثر على الجانب النفسي والتكتيكي، لأن هدفه الأول من هذا التربص هو غربلة القائمة واختيار التشكيلة المثالية. "التأهل إلى المونديال يستدعي مني إحداث تغييرات جذرية في التشكيلة وطريقة اللعب" وبما أن الهدف الأسمى الذي يسعى حاليلوزيتش لتحقيقه هو قيادة "الخضر" إلى نهائيات كأس العالم 2014 بالبرازيل، فقد كشف أن التشكيلة الحالية لن تتمكن من تحقيق هذا المبتغى، إذ أن مستواها لا يزال في سقوط حر، سواء فرديا أوجماعيا، وهو ما يستدعي منه إحداث ثورة حقيقية، سواء من جهة التشكيلة أو طريقة اللعب، وهو بصدد متابعة مباريات المنتخب الوطني عبر الأشرطة بدقة كبيرة من أجل الوصول إلى معرفة الخلل الحقيقي. وأكد في هذا الإطار، أن التأهل إلى المونديال ليس بالأمر الهين ويحتاج إلى لاعبين بمستوى عالي. ولذلك فإن تدعيم التشكيلة بعناصر جديدة حسبه أمر ضروري، خاصة في حال اكتشاف ضعف اللاعبين الذين تم استدعاؤهم لتربص فرنسا. وأوضح أنه سيخصص حيزا هاما من وقته لمعاينة اللاعبين الجزائريين في مختلف البطولات من أجل الوقوف على مستواهم الحقيقي، وبعدها ستكون له نظرة واضحة عن التشكيلة التي سيدخل بها غمار المنافسات المقبلة. تصريحات حاليلوزيتش تربك الركائز وتشجع اللاعبين المحليين وبقدر ما أربكت تصريحات المدرب البوسني ركائز المنتخب الوطني، خاصة الذين انتقلوا إلى الخليج مؤخرا، حيث أصبحوا مهددين بالإبعاد عن التشكيلة، فقد شجعت أكثر اللاعبين المحليين، خاصة عندما أكد أنه سيمنح الفرصة للجميع دون استثناء، لأنه سيبدأ العمل من جديد وبقواعد مختلفة عن سابقاتها. وعليه، فإنه ينتظر أن يضاعف المحليون من مجهوداتهم للفوز بثقة المدرب. مما سينعكس إيجابيا على مستوى البطولة، لكون كل لاعب يحاول إبراز قدراته للتواجد أولا ضمن التشكيلة الأساسية لفريقه، وبعدها بحثا عن مكانة في المنتخب الوطني، وهو ما سيخلق نوعا من المنافسة داخل الأندية، لا سيما الكبيرة منها والتي تضم الكثير من النجوم، على غرار اتحاد العاصمة وشبيبة القبائل. نجاح مهمة "الخضر" في بلوغ المونديال يتوقف على ما سيقوم به المدرب هذا، ولا تزال عملية القرعة الخاصة بتصفيات مونديال البرازيل تصنع الحدث في الشارع الجزائري، حيث يرى الكثير من المتتبعين لمسيرة "الخضر" أن نجاح المهمة يتوقف على العمل الذي يقوم به المدرب حاليلوزيتش، لأن المعطيات الحالية توحي بأن الجزائر لن تتمكن من احتلال الصف الأول في المجموعة. وفي حال تخطيها لهذا الدور، فإن مهمتها في المرحلة الأخيرة ستكون أشبه بالمستحيلة، لأنها ستواجه حتما أحد أفضل المنتخبات في القارة السمراء، وأجمع هؤلاء على أن مستوى كل من مالي، البنين، ارتيريا ورواندا متوسط وفي بعض الأحيان ضعيف مقارنة بالأسماء التي تضمها التشكيلة الوطنية، لكن الحذر يبقى مطلوبا، لأنه لم تعد هناك منتخبات قوية واخرى ضعيفة وهي الفكرة التي أكد المدرب البوسني انه سيحاول تمريرها لأشباله، حيث قال بأن مستوى الكرة الإفريقية في تطور مستمر والجزائر لديها تجربة كافية في هذ الميدان، حيث ان الكل يتذكر ما فعله مالاوي في اولى مباريات "الخضر" في نهائيات كأس إفريقيا للأمم الماضية، رغم أن الفارق بين الطرفين شاسع جداو إضافة إلى الهزيمة النكراء امام منتخب إفريقيا الوسطى المجهول، وأوضح حاليلوزيتش أن دخول كل المباريات بنفس العزيمة امر ضروري لأن أي خطأ ستكون عواقبه وخيمة. أمام حاليلوزيتش متسع من الوقت لتقوية التشكيلة ودراسة المنتخبات المنافسة ويعتقد أنصار الخضر أنه لويستعيد المنتخب الوطني روح تصفيات المونديال الماضي فإنه لن يجد صعوبة في المرور إلى الدور الأخير، ولكن بقائه في نفس المستوى الذي ظهر به بعد منافسة كأس العالم بجنوب إفريقيا يجعل حظوظه ضئيلة جدا ويعطي الفرصة للمنتخب المالي الذي يضعه الكثيرون كمرشح أول للتأهل، وقبل ذلك هناك تفاؤل بأن المدرب الجديد للخضر قادر على بناء فريق تنافسي خاصة وأن أمامه متسع من الوقت وتنتظره عدة مباريات رسمية لتجريب خططه ومعاينة اللاعبين الجدد كما أن المواعيد القادمة ستكون مفيدة ليس فقط للمنتخب الوطني وإنما أيضا لمتابعة المنتخبات المنافسة في تصفيات المونديال، فالمنتخب المالي ليس بالمنتخب القوي خارج قواعده وبامكان الخضر الفوز عليه خاصة وأنهم أثبتوا قوتهم داخل الديار، حيث لم ينهزموا طيلة عامين في أي مباراة رسمية، كما أن المنتخب المالي يعاني داخل أرضه وكل مبارياته فاز بها بفارق هدف واحد وأمام منتخبات متواضعة، بينما يبقى منتخب البنين متواضع جدا بميدانه وينبغي استغلال ذلك للعودة بالنقاط الثلاثة من هناك كما حدث من قبل أمام زامبيا، كما أن خط دفاعه ضعيف جدا حيث تلقى تسعة أهداف كاملة وسجل خط هجومه سبعة أهداف لكن أمام منتخبين متواضعين. وبدوره، فإن المنتخب الرواندي يمكن اعتباره الحلقة الأضعف في المجموعة، حيث يحتل المرتبة الأخيرة في مجموعته وانهزم بلاثية في كل مبارياته تقريبا كما سبق وان هزمه المنتخب الوطني بثلاثية في آخر مواجهة بينهما في الجولة الخامسة من تصفيات كأس العالم وافريقيا 2010، هذا ويبقى دفاع المنتخب الرواندي ضعيف، حيث تلقى عشرة أهداف كاملة وسجل خط هجومه أربعة أهداف أغلبها في مباراة واحدة أمام بورندي المتواضع.