طالبت جماعة "الإخوان المسلمين" التي تعرضت للاضطهاد في عهد النظام الحاكم في مصر سابقًا بتطبيق حد السرقة في الشريعة الإسلامية "بقطع يد السارق" بحق الرئيس السابق حسني مبارك إذا ما أدين بسرقة أموال الدولة في محاكمته بتهمة الفساد المالي واستغلال النفوذ. ونقلت مصادر اعلامية عن محمود غزلان، عضو مكتب الإرشاد، المتحدث باسم الجماعة قوله "إذا سرق رجل ملايين من أموال الدولة، فإن العقوبة لابد أن تكون قطع يديه ولا مجال للنقاش فى ذلك، فهذا كلام الله"، وذلك في تعليقه بشأن العقوبة المتوقعة للرئيس السابق، الذى يحاكم حاليا بتهمتي قتل المتظاهرين وتصدير الغاز ل "إسرائيل". وأكد أنه يجب "شنق" مبارك (83 عاما) في حال ثبوت إدانته بقتل المتظاهرين في اتهامه بالتحريض على قتل أكثر من 800 من المتظاهرين السلميين في أحداث ثورة جانفي. وأضافت المصادر الإعلامية، بأن موقف "الجماعة" يعكس مدى قوتها وأسلوبها السياسي في المستقبل"، مشيرة إلى أن الدعوة التى أطلقتها "الجماعة" بشأن إنزال عقوبة قاسية ضد مبارك ما هي إلا المطلب الأول في ظل قائمة من المطالب الطويلة. من جانبه، زعم فريد الديب، محامي الرئيس السابق، أن الطبيب الألماني ماركس بوشلير، الأستاذ بجامعة هايدلبرج الألمانية، المعالج لمبارك، تلقى تهديدات بالقتل من شخصيات مجهولة من خلال رسائل تلقاها على عنوانه بمستشفى هايدلبرج، وأنه "سيذبح إذا حضر لعلاج مبارك". وقال إن الرسائل تضمنت أيضًا أن الرئيس السابق لابد أن يترك لمصيره لأنه قام بعمل الكثير، ولابد أن يدفع الثمن، وأن "هناك من يريد استخدامك في أن تمكن مبارك من عدم الذهاب إلى المحاكمة بحجة الحالة الصحية"، بحسب قول الديب. ونقلت صحيفة "المصري اليوم" الصادر عددها، أمس، عن الديب، إن هذه الرسائل جعلت الطبيب الألماني يخشى الحضور لمتابعة حالة مبارك، وهو ما أدى لاستبداله بالدكتور ياسر عبد القادر، أستاذ الأورام بكلية طب جامعة القاهرة. وقال إن الحالة النفسية لمبارك تحسنت بعد نقله إلى المركز الطبي العالمي، لأنه مستشفى عسكري ويشعر أنه بين أيد أمينة، كما أنه من الناحية الطبية أفضل من مستشفى شرم الشيخ. وأكد الديب حضور مبارك جميع الجلسات المقبلة لمحاكمته، لأن محكمة الجنايات لابد فيها من حضور المتهم ولا يجوز الحضور بتوكيل عنه. وعن حضوره على سرير أو وواقفًا على قدميه قال: "هذا الأمر يحدده الأطباء، وإن كان دخوله على السرير أفضل لضمان سرعة إسعافه وعلاجه وقت اللزوم". وكان مبارك يقيم في منتجع شرم الشيخ على البحر الأحمر منذ الإطاحة به في فيفري الماضي ونقل يوم الأربعاء بطائرة إسعاف طبي إلى القاهرة. ومثل تحت حراسة مشددة أمام قاض بمبنى أكاديمية الشرطة في ضواحي القاهرة مع نجليه علاء وجمال في الثالث من أوت الجاري. وقال رئيس المحكمة المستشار أحمد رفعت إن محاكمة مبارك ستجري في جلسات متتابعة دون التقيد بالأيام المحددة لتوزيع العمل وهي يومان، كما سيتم السماح لكاميرات التليفزيون المصري فقط دون غيرها ببث وقائع المحاكمة والنطق بالأحكام على الهواء مباشرة. ويواجه مبارك تهمة "القتل العمد" وهي جريمة تعاقب بالإعدام في حال إدانته. ويحاكم أيضا وزير الداخلية السابق حبيب العادلي، بالإضافة إلى ستة مسئولين سابقين من الشرطة. كما سيحاكم غيابيا رجل الأعمال المقرب من مبارك حسين سالم.