قال المهندس سعد الحسيني عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين إن مسألة تطبيق الحدود "مرهونة بإرادة الشعب الذي يختار الأسلوب العقابي الذي يراه"، وأكد أن لتطبيق الحدود شروطا ينبغي تحقيقها، وأولويات لابد من إنجازها قبل الحديث عن هذه المسائل· وجاء كلام الحسيني ردا على تصريحات نسبتها صحيفة مصرية إليه هو والدكتور محمود عزت، نائب المرشد العام لجماعة الإخوان خلال مؤتمر أقامته جماعة الإخوان المسلمين بأحد أحياء محافظة الجيزة قال فيها _ بحسب الصحيفة- إن الجماعة "تسعى لإقامة الحكم الإسلامي وتطبيق الحدود وامتلاك الأرض"، وهو ما اعتبره الحسيني "اجتزاء لكلمات عابرة في مؤتمر شعبي استمر ساعة ونصف الساعة، وتجاهلا لمحور المؤتمر الأصلي الذي تحدث عن حماية الثورة ونهضة الأمة"· وفي تصريح خاص لأون إسلام قال الحسيني إن ما صرح به هو وعزت خلال هذا المؤتمر الشعبي يتمثل في أن "الحديث عن تطبيق الحدود يأتي بعد تحقيق شروطها من حرية وعدالة ومساواة وأن تختار الأمة حاكمها وأن يكون الحاكم أجيرا عند الشعب، وأن يتمتع الشعب برفاهيته التي تحقق له الكفاية، وحينها إذا قررت الأمة ورأى الشعب أن الأسلوب العقابي الأمثل للخارجين على مبادئ الأمة وقوانينها هو الأسلوب العقابي الوارد في الشريعة الإسلامية فهذا هو خيار الشعب"· وأضاف: "كل أمة وكل شعب في العالم يختار قوانينه، ويختار الأسلوب العقابي الذي يراه مناسبا له ومتفقا مع مبادئه وعقائده، ونحن كإخوان وكجزء من الشعب المصري نرى أنه بعد تحقيق الشروط اللازمة لتطبيق الشريعة فإن الأسلوب الأمثل هو المتفق مع الشريعة الإسلامية، هذا رأينا، ونحن ملتزمون بخيارات الشعب التي يقرها"· الأولوية للثورة والنهضة واستدرك الحسيني قائلا: "نحن تحدثنا في المؤتمر بشكل رئيسي عن أن ما يجب إعطاؤه الأولوية الآن: حماية الثورة، ومشروع نهضة للشعب والأمة، وتطوير أنفسنا·· هذه هي قضيتنا الآن، وأظن أنها مبادئ عامة يتفق عليها الجميع، وإذا كان د·عزت في معرض رده على أحد الأسئلة قد أوضح أن لتطبيق الحدود شروطا يجب تحقيقها أولا فليس ذنبنا أن يتم اجتزاء هذه الكلمات ويتم تناسي المؤتمر بكامله وتصويره بهذه الصورة"· وتساءل الحسيني: "عندما تتوفر هذه الشروط ويتم تحقيقها وينعم الشعب في ظلالها، ونصل إلى هذه المرحلة التي يختار فيها الشعب الأسلوب العقابي لكل خارج على مبادئه وقوانينه·· ما المشكلة في أن يكون هذا هو رأينا؟ وما المشكلة أن نشرح هذا للشعب؟"· واستنكر الحسيني أن يتم اجتزاء كلمات بعينها من سياقها ووضعها في سياق آخر يوحي بغير ما كان المؤتمر يهدف إليه، ف"المؤتمر الذي استمر ساعة ونصف الساعة وتحدث عن حماية الثورة والنهضة اختزل في عبارات بعينها، ولي أن أتساءل لماذا لم يكن العنوان أو فحوى الموضوع عن أهداف المؤتمر التي تحدثنا عنها؟"· ورأى الحسيني أن هذا الاجتزاء الغريب للكلمات والعبارات ليس جديدا على صحيفة "اعتادت على مهاجمتنا، وكثيراً ما أثارت القضايا الغريبة، وأشهرها قضية العرض الرياضي لطلاب الأزهر الذي أطلق عليه المليشيات قبل بضعة أعوام (في عهد مبارك)، وفي أعقابه صودرت الحريات ونهبت الأموال واعتقل الشرفاء"· "امتلاك الأرض" ونسبت صحيفة "المصري اليوم" السبت للحسيني قوله خلال المؤتمر الشعبي الخميس الماضي بحي إمبابة (غرب القاهرة): "إن لجنة التخطيط بالجماعة تسير على خطة لتحقيق هوية المجتمع الإسلامية تمهيدًا للحكم الإسلامي"، كما نسبت لعزت قوله: إن تطبيق الحدود يأتي بعد امتلاك الأرض فلابد أن تقام الحدود بعد أن يكون الإسلام في حياة الناس وأخلاقهم وتعاملاتهم"· كما أجرت الصحيفة متابعة لما نشرته عبر استطلاع رأي سياسيين، قائلة إن تصريحات الإخوان أثارت ردود أفعال غاضبة من قيادات الأحزاب والسياسيين، خاصة بشأن ما ورد عن تطبيق الحدود بعد امتلاك الأرض وتمهيد المجتمع للحكم الإسلامي· وقال رفعت السعيد رئيس حزب التجمع في تعليقه على التصريحات التي نسبتها الصحيفة لعضوي مكتب الإرشاد: "كفى لعباً بالنار، نحن نمر بمرحلة حرجة والوطن على حافة الهاوية وتصريحات قيادات الجماعة تضعها في وضع مُربك"، معتبرا أن "قيادات الإخوان تطلق مثل هذه التصريحات الآن لجس نبض القوى السياسية وأحزاب المعارضة، وأن الجماعة لا تستطيع إعلان تلك التصريحات رسمياً، وأتحدى من يدعى غير ذلك وقياداتها تكتفي بالتلاعب بالألفاظ"· واعتبر ياسين تاج الدين، نائب رئيس حزب الوفد: أن هذه "التصريحات أزالت القناع الذي لبسته الجماعة وادعت فيه الالتزام بالدولة المدنية والحفاظ على مؤسسات الدولة، وحديثهم عن امتلاك الأرض يدل على جهل بطبيعة الظرف الحالي وبالشريعة الإسلامية التي يدعون معرفتهم العميقة بها"· كما قال الدكتور نبيل لوقا بباوي، المتحدث الرسمي باسم الحزب الوطني الحاكم سابقا: إن هذه التصريحات كانت مطلوبة منذ وقت سابق حتى تعرف القوى السياسية موقف الجماعة من الدولة المدنية، وأضاف: "أحترم عزت لأنه كشف عن هذا الفكر في المرحلة الحالية وعبر عن قناعات الجماعة"، وأشار بباوي إلى أن "هذه التصريحات ستثير قلق الأقباط والقوى الليبرالية"· وقال عصام سلطان، نائب رئيس حزب الوسط، إن "تصريحات قيادات جماعة الإخوان المسلمين مقلقة للمواطن العادي والقوى السياسية وأحزاب المعارضة"، معتبرا أن هذه التصريحات تتنافى مع مقاصد الشريعة الإسلامية ومبادئها"· عزت ينفي وفي وقت لاحق، نفى محمود عزت نائب المرشد العام للإخوان المسلمين ما نسبته إليه الصحيفة واصفا إياه بأنه "محض كذب وافتراء وتدليس"، وأكد أنه اتخذ الإجراءات القانونية، وأن محاميه قام بتقديم بلاغ للنائب العام اليوم حول هذه الافتراءات، كما أكد للموقع الرسمي للجماعة أن ما قاله في المؤتمر الذي عُقد في إمبابة عندما سُئل عن تطبيق الحدود، لم يَرِدْ فيه عبارة امتلاك الأرض على الإطلاق· ولم يصدر رد عن صحيفة المصري اليوم حتى الآن· * الحديث عن تطبيق الحدود يأتي بعد تحقيق شروطها من حرية وعدالة ومساواة وأن تختار الأمة حاكمها وأن يكون الحاكم أجيرا عند الشعب، وأن يتمتع الشعب برفاهيته التي تحقق له الكفاية، وحينها إذا قررت الأمة ورأى الشعب أن الأسلوب العقابي الأمثل للخارجين على مبادئ الأمة وقوانينها هو الأسلوب العقابي الوارد في الشريعة الإسلامية فهذا هو خيار الشعب"·