وصل البابا بينيديكتوس السادس عشر إلى العاصمة الإسبانية مدريد للقاء مئات الآلاف من الشباب المشاركين في الأيام العالمية للشبيبة.الأيام العالمية للشباب، تجمعٌ تنظمه الكنيسة الكاثوليكية مرة كل عام منذ 1984، البابا يوحنا بولس الثاني هو الذي كان وراء هذه الفكرة بغرض جلب الشباب إلى الكنيسة بعد أن هجرها آباؤهم. يحضر العديد من الشباب والشابات من مختلف أنحاء العالم لإسبانيا للتعارف والنقاش والصلاة معا، هذا العام من المنتظر أن يتجاوز عددهم في قداس الأحد المليوني شخص، شابة إسبانية تشرح أسباب تواجدها في مدريد"الأيام العالمية للشباب هي قبل كل شيء طريقة تفكير وروح معينة تدعو للالتقاء والتعارف، انه إحساس جميل أن نشعر أن كل هؤلاء الشباب حضروا لمدريد تحت لواء ديني إلى جانب هذا هناك جانب احتفالي في هذا التجمع."هذا ما يقوله الشباب، قليل من الدين وقليل من الاحتفال واللقاءات لكن بالنسبة لرجال الدين والبابا،العالم الحالي بات لا يطمئن هؤلاء الشباب ولهذا فهم ينظرون بقلق للمستقبل وهنا تكمن ميزة هذا التجمع كما يقول الأب جاك نوبل عابد رئيس الوفد الفلسطيني لهذه الأيام الشبابية:" الأيام الشبابية مميزة لأنها تجمع شباب العالم المسيحي حول قداسة البابا. الكنيسة تحرص دائماً على أن تكون الأخلاق المسيحية هي القيمة الأساسية الوحيدة. والأخلاق المسيحية هي شعارنا. لا القتل والمخدرات وما إلى ذلك، أمور يقصدها عالم اليوم المتعولم والمنفتح على الإنترنت وما إلى ذلك من أمور التكنولوجيا الجديدة،و الكنيسة تواكب هذا الحدث، لكن ضمن خطوط عريضة حمراء يجب ألاّ تمَس".ساحة "لابيورتا دل سول" التي اشتهرت في الأيام الماضية بمحتجيها الذين نصبوا الخيام من أجل المطالبة بحياة كريمة، عرفت أمس الأربعاء مشادات بين الشباب ورجال الشرطة حيث رفض المتظاهرون أن تدفع اسبانيا من ضرائبهم أموالا لشباب متدينين في حين أنهم يعيشون أزمة خانقة كما يوضح هذا المحتج الإسباني: "هذه الزيارة وهذا التجمع ليس لهما معنى، فإسبانيا تعيش أزمة اقتصادية لا مثيل لها وفي نفس الوقت تقوم الحكومة الاسبانية بإنفاق مبالغ ضخمة لاستقبال مليوني شخص إضافة لهذا إسبانيا تعترف بالزواج المثلي وهذا التجمع مخالف لمبادئ العلمانية". ألقت الأزمة الاقتصادية بظلالها على أيام الشباب الكاثوليكي حيث تعذر على العديد منهم في الدول النامية حضور هذا التجمع لكن الواضح أن الكنيسة التي تأثرت من الفضائح الجنسية لبعض كهنتها باتت تحاول إعادة الثقة مع الشباب وتحاول أن تواجه الأفكار التقدمية اللا دينية التي أصبحت تحظى بانتشار كبير في دول أوروبا الكاثوليكية.