وصل بابا الفاتيكان إلى سيدني استعدادا للمشاركة في الأيام العالمية الثالثة والعشرين للشباب، وسط مطالبات بضرورة أن يقدم اعتذارا رسميا عن الفضائح الجنسية التي هزت الكنيسة الكاثوليكية في أستراليا، وحطت طائرة بنديكت السادس عشر في قاعدة ريتشموند العسكرية شمال غرب سيدني حيث كان في استقباله رئيس الوزراء كيفن راد وأسقف سيدني جورج بيل، قبل أن يتوجه إلى مكان سري بعيد عن الإعلام للإقامة فيه عشية انطلاق فعاليات يوم الشباب العالمي الخميس المقبل• واستعدادا لهذه المناسبة توافد الآلاف من أبناء الطائفة الكاثوليكية إلى سيدني لحضور الاحتفالات، وسط إجراءات أمنية مشددة حيث توقعت السلطات الأمنية مشاركة أكثر من مائتي ألف شخص من شتى أنحاء العالم• وترافق ذلك مع استعدادات جماعات ليبرالية مناهضة للكنيسة أعلنت عزمها الاحتجاج على زيارة البابا، وعلى الصلاحيات الأمنية التي منحتها الحكومة للشرطة خلال فترة المهرجان منها الحق باعتقال أي شخص وإغلاق أكثر من ثلاثمائة شارع، واستنكرت هذه الجماعات ما وصفتها الإجراءات التعسفية ضد الجماعات المناهضة لزيارة بابا الفاتيكان، ومنها فرض غرامات مالية ضد كل من يرتدي قميصا أو يحمل شعارا عليه كتابات مناوئة، وتزامن ذلك مع مطالبة تجمع يعرف باسم "ضحايا الاعتداءات الجنسية في الكنائس" بضرورة أن يقدم بنديكت السادس عشر اعتذارا رسميا إلى الضحايا وذويهم لما تعرضوا له من اعتداءات جنسية على يد رجال دين ينتمون للكنيسة الكاثوليكية في البلاد• وكان البابا أعرب في تصريح إعلامي عن عزمه الأسف لما تعرض له بعض الأشخاص على يد أشخاص ينتمون للكنيسة، وهو ما اعتبره تجمع أسر وذوي الضحايا أقل بكثير مما تطالب به• وفي هذا الإطار قال المتحدث باسم (الطقوس المحطمة) الذي يعدا واحد من تلك التجمعات إن تصريحات بنديكت لا تتعدى نطاق العموميات وليست كافية، مما يستدعي أن يقدم البابا اعتذارا عن الطريقة التي تعامل بها أساقفة الكنيسة الكاثوليكية في البلاد مع تلك الاعتداءات ومحاولات تغطيتها وعرقلة وصولها إلى المحاكم المختصة•