نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية تحذيره من عملية التسلح الصيني ووصفها بأنها "عامل عدم استقرار محتمل" في منطقة المحيط الهادي. وجاء تحذير المسؤول الدفاعي مايكل شيفر بعد أن أصدرت وزارة الدفاع الأميركية تقريرا سنويا استعرضت فيه ترسانة الصين الصاروخية والجوية والتحديث المستمر لجيشها. وجاءت تصريحات شيفر الذي يشغل منصب مساعد وزير الدفاع لشرق آسيا في مؤتمر صحفي لمناقشة التقرير السنوي "التطورات العسكرية والأمنية التي تمس جمهورية الصين الشعبية لعام 2011"، وهو تقرير سنوي يقدم إلى الكونغرس الأميركي من قبل لجان وجهات مختصة بمراقبة وتقييم التوتر بين الولاياتالمتحدة والصين. وجاء في التقرير أن الصين تمتلك جيشا قوامه 1.25 مليون عنصر يعد الأكبر في العالم، وهي تعد العدة لتحقيق هدفها بإنشاء قوة للمهام الإقليمية بحلول عام 2020.ويبين التقرير أن تايوان لا تزال الهدف الأول بالنسبة للقوة العسكرية الصينية خاصة وأن الصين لا تزال تصر على أن تايوان جزء لا يتجزأ من ترابها الوطني، وهناك 1200 صاروخ قصير المدى موجه نحوها تحسبا لأي طارئ. استهداف حاملات الطائرات ونبه التقرير إلى أن الصين تمتلك صواريخ مضادة للسفن قادرة على إصابة حاملات الطائرات الأميركية، كما أنها تقوم بتطوير حاملات طائرات من صنعها. وتجري الصين تجاربها على حاملة طائرات أوكرانية تعود إلى العصر السوفياتي وأعيد تأهيلها. كما يتضمن التقرير إنتاج الصين لطائرة شبح على غرار طائرات الشبح الأميركية وهي تعرف بإسم جاي-20 وقد تم تجريبها بجرأة وجدارة في بكين في جانفي الماضي خلال زيارة وزير الدفاع الأميركي السابق روبرت غيتس. وقد أوضح شيفر أن استخدامه عبارة "عامل عدم استقرار محتمل" في وصف الصين لا يستند إلى حادثة معينة، وأن السبب لاعتقاده ذاك هو عدم شفافية السلطات الصينية فيما يخص جهود وعمليات التسلح التي تقوم بها.كما تطرق التقرير إلى عمليات القرصنة الإلكترونية التي من المفترض أن الصين ترعاها لضمان تفوقها التقني، ويقول التقرير إن عام 2010 شهد هجمات عديدة تبين أن مصدرها كان الصين. ويدعي التقرير أن التفوق التقني وإتقان فنون الحرب الإلكترونية قد أصبح في صلب العقيدة العسكرية الصينية. نفقات عسكرية ويقدر التقرير النفقات العسكرية الصينية عام 2010 بمائة وستين مليار دولار. يذكر أن الولاياتالمتحدة تنفق ما يقارب خمسمائة مليار دولار سنويا على الجانب العسكري، وفي سنوات حروب كحربي العراق وأفغانستان يرتفع الرقم إلى سبعمائة مليار سنويا. وتختم الصحيفة مقالها بتصريح للجنرال الصيني تشين بينغد الذي زار الولاياتالمتحدة منذ ثلاثة أشهر حيث أبدى دهشته من قلق المسؤولين الأميركيين من جهود التسلح الصيني وأكد على أن بلاده لا تنوي تحدي القدرات العسكرية الأميركية. أما صحيفة واشنطن تايمز الأميركية فقد اقتبست عن التقرير قوله إن الصين عززت قوتها النووية بعدة صواريخ متحركة قادرة على حمل عدة رؤوس حربية وتحتفظ بأسلحتها الإستراتيجية في مخازن تحت الأرض. وأشارت الصحيفة نقلا عن التقرير إلى أن هناك اعتقادا بأن الصين تمتلك 75 صاروخا نوويا طويل المدى، وصواريخ "دي إف-31" و"دي إف -31 أي" المتحركة والتي صعب تعقبها.كما يكشف التقرير –بحسب واشنطن تايمز- منشآت صينية ضخمة تحت الأرض، حيث يوجد في شمالي الصين شبكة من الأنفاق بطول ثلاثة آلاف ميل تربط عددا من المخازن والمستودعات تحت الأرض، بالإضافة إلى غرف عمليات تحكم وقيادة وهي معدة لتحمل الضربات النووية. يذكر أن الصين تستخدم المنشآت التحتية منذ عقد الخمسينيات في القرن الماضي. ويقول التقرير إن الصين تعتنق عقيدة قتالية تخص الحرب النووية وتفسر لجوءها إلى الملاجئ تحت الأرض بأن "الصين عليها أن تحتوي الضربة النووية الأولية قبل أن تشن هجمة نووية مضادة".وكان التلفزيون الصيني قد كشف عام 2008 عن شبكة من الأنفاق تحت الأرض بمئات الأمتار في منطقة جبلية بمقاطعة هوبي شمالي الصين.