بدأ سكان المناطق التي شملتها الحرائق المهولة التي ضربت عاصمة الكورنيش جيجل حتى نهاية الاسبوع الماضي في احصاء خسائرهم التي تشير الاحصائيات الى انها ستكون أكبر مما توقعته مصالح الغابات بالولاية والتي لم تشهد لها جيجل مثيلا مند ازيد من ثلاث سنوات . وقد أشارت الإحصائيات الأولية التي أمكن جمعها من مختلف الجهات التي لها علاقة بالشأن البيئي والفلاحي بعاصمة الكورنيش إلى هلاك ازيد من (500) شجرة مثمرة بمختلف البلديات التي مستها الحرائق المذكورة وبالأخص بلديتي برج الطهر والشقفة بصفتهما الأكثر تضررا من هذه الحرائق التي دامت قرابة أسبوعين كاملين والتي عجزت مصالح الإطفاء عن التحكم فيها بل أن بعضها ظلت تشتعل لعديد الأيام دون أن تتدخل أي جهة لإخمادها.كما أشارت الإحصائيات المذكورة الى اعتلاء أشجار الزيتون لقائمة الأشجار المثمرة التي أتت عليها هذه الحرائق حيث هلكت أكثر من (200) شجيرة من هذا النوع على مستوى بلدية برج الطهر لوحدها وهو ما يشكل ضربة كبيرة وموجعة لثروة الزيتون ليس بالبلديات التي مستها الحرائق الأخيرة فحسب وانما بالولاية بأكملها خاصة في ظل التراجع الكبير الذي عرفته ثروة الزيتون بهذه الولاية خلال السنوات الأخيرة والذي انعكس بشكل كبير على كميات الزيت المنتج وبالمرة على سعر هذا الأخير الذي قفز خلال الموسم الماضي الى مافوق (600) دينار للتر الواحد بعدما كان في حدود (300) دينار سابقا. واذا كانت الخسائر المسجلة في ثروة الزيتون وكذا بقية الأشجار المثمرة الأخرى مرشحة للارتفاع وربما التضاعف خاصة وأن سكان الكثير من القرى التي مستها الحرائق الأخيرة لم يلتحقوا بعد بهذه الأخيرة قصد إحصاء خسائرهم على اعتبار أنهم يقيمون بمختلف المناطق الحضرية البعيدة عن هذه القرى فان خسائر مصالح الغابات قد تكون أفدح بكثير وذلك بالنظر إلى المساحات الغابية الشاسعة التي أتت عليها موجة النيران.