قال حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله إن لسورية قيادة وشعبا فضلا كبيرا في حفظ وصيانة القضية الفلسطينية ومنع تصفيتها وبقاء الموقف السورى شرط أساسي لبقاء هذه القضية مؤكدا انه لولا سورية لما انتصرت المقاومة اللبنانية عام 2000 وتحررت الأراضي اللبنانية ولما صمدت غزة في وجه العدوان الإسرائيلى ولما بقيت قوية إلى الآن. وأضاف نصر الله في كلمة له بمناسبة يوم القدس العالمي نقلتها قناة المنار إن الحق الذي يجب أن يقال وألا يخاف فيه أحد لومة لائم هو حقيقة موقع سورية والقيادة السورية في الصراع العربي الإسرائيلي وفي القضية الفلسطينية بالتحديد منوها بتمسك سورية قيادة وشعبا وجيشها بالثوابت الوطنية وبدعمها ووقوفها إلى جانب المقاومة في لبنان وفلسطين موضحا أن ذلك الدعم كان دائما يجلب المزيد من الضغوط والتهديدات الأمريكية والغربية على سورية. وقال نصر الله كلنا يؤيد الحاجة إلى إصلاحات كبيرة وهامة في سورية لتتطور وتصبح أفضل وأقوى من أجل شعبها وأمتها وكل المنطقة نتيجة موقعها الهام في المنطقة، والسوريون واللبنانيون والشعوب العربية والإسلامية يريدون هذا الموقف القومي في سورية القوية بالإصلاحات والتطوير. ودعا نصر الله الدول الشقيقة والصديقة وكل من يحرص على سورية وشعبها ودمائها ومستقبلها ووحدتها الوطنية للعمل وتضافر الجهود لتهدئة الأوضاع في سورية ولدفع الأمور إلى الحوار والمعالجة السلمية لافتا إلى أن العمل في أي إتجاه آخر أو التصرف بأي سلوك آخر هو خطر على سورية وعلى فلسطين وعلى كل المنطقة، متسائلا ماذا يريد أولئك الذين يطالبون اليوم بتدخل دول الناتو عسكريا في سورية، أيريدون مستقبلها أم تدميرها. وأكد الأمين العام لحزب الله أن من يحيي النعرات والنزعات ويحرض طائفيا ومذهبيا في سورية يريد تدميرها وتخريبها واسقاط موقعها وأولئك الذين يخطبون اليوم على كثير من الشاشات ويستخدمون التحريض الطائفي والمذهبي يريدون دفع سورية إلى حرب أهلية لأنها كانت دائما محكومة بالشعور الوطني والقومي ويريدون أن تصبح طائفية ممزقة متناحرة ومتصارعة قائلا إن سورية حافظت على وحدتها طوال التاريخ.. هكذا كانت وهكذا يجب أن تبقى. ورأى نصر الله أن هناك من يريد دفع سورية إلى التقسيم خدمة لمشروع الشرق الأوسط الجديد الذي تم تمزيقه في لبنان وغزة مع سورية وإيران وكل الأشقاء. وأشار نصر الله إلى أن البعض من اللبنانيين الذين يساعدون على توتير الأوضاع في سورية ويرسلون السلاح ويحرضون لن يبقوا بمنأى لأن لبنان لن يبقى بمنأى فالتطورات في سورية ستطول المنطقة كلها موضحا أن أي تطور سلبي أو سيىء سيطول المنطقة كلها وأي تطور إيجابي سيكون لمصلحة الجميع. وقال نصر الله.. وكما قال الرئيس الأسد قبل أيام.. إن اميركا والغرب تريد من القيادة السورية تنازلات ولا تريد منها إصلاحات وآخر ما يهم أمريكا هو الإصلاحات بدليل أن هناك دولا أخرى في العالم محكومة بدكتاتوريات قاسية وليس فيها أي مساحة للديمقراطية ولا لحرية التعبير عن الرأي ولا حتى للحريات الشخصية ولكنها تحظى بدعم وتأييد وحماية أمريكا وفرنسا وبريطانيا وغيرهم فالمسألة ليست مسألة إصلاحات بل مسألة تنازلات وعلينا أن نقف جميعا مع سورية حتى لا تتنازل وتبقى بقوتها وموقعها القومي وحتى تتمكن من تحقيق الإصلاحات براحة وطمأنينة وثقة لأنه لا يمكن أن يمشي أحد سريعا في إصلاحات تحت الضغط وإن الطمأنينة والثقة والهدوء والانفتاح والتعاون والحرص على الوحدة الوطنية هو الذي يفتح أبواب الإصلاحات على مصراعيها مؤكدا جدية القيادة السورية في هذه الإصلاحات.