باشر السيد عبد العزيز بوتفليقة مهامه الرئاسية رسميا أمس بعد أن أدى اليمين الدستورية بقصر الأمم بنادي الصنوبر، بصفته رئيسا للجمهورية تم انتخابه لعهدة جديدة من قبل الشعب الجزائري بالأغلبية الساحقة في رئاسيات التاسع أفريل الجاري. وقد حضر مراسم تأدية رئيس الجمهورية للقسم المطابق للمادتين 75 و76 من الدستور عدد من الشخصيات التاريخية والسياسية يتقدمهم رؤساء الجزائر السابقون، السادة أحمد بن بلة، الشاذلي بن جديد وعلي كافي، علاوة على أعضاء الحكومة ومسؤولين في الدولة وممثلي الحركة الجمعوية والأحزاب السياسية، وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد في الجزائر. وقد استهل الحفل الذي حضره أيضا معظم المترشحين الذين نافسوا الرئيس بوتفليقة في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، بتلاوة آيات بينات من كتاب الله العزيز، قبل أن يتقدم رئيس المحكمة العليا السيد قدور براجع، ليتلو على الرئيس النص الخاص باليمين الدستورية المحدد في المادة 76 من الدستور، والذي ردده الرئيس عبد العزيز بوتفليقة واضعا يده اليمنى على المصحف الشريف. وعقب الانتهاء من تأديته القسم واستماع الحاضرين إلى النشيد الوطني، الذي عزفته الفرقة النحاسية للحرس الجمهوري، ألقى الرئيس بوتفليقة خطابا للأمة جدد فيه عزمه على مواصلة العمل خدمة لمصلحة الوطن العليا، مع إشراك كل ما تملكه الأمة من قوى حية في تسيير الشأن العام، مذكرا بالأولويات التي حددها في برنامجه الرئاسي للعهدة الثالثة، التي يتطلع خلالها لضمان الاستمرارية في سلسلة المكاسب والإنجازات المحققة، ولا سيما منها مواصلة مسعى المصالحة الوطنية وتعميقه وتحسين الظروف المعيشية للمواطنين من خلال توفير السكن والمياه وشبكات الصرف والطاقة والهياكل الصحية، وكذا تنويع النسيج الاقتصادي للبلاد وتكثيفه بإنعاش الاستثمار في فروع الاقتصاد العمومي وتشجيع النشاطات التي تدر قيمة مضافة كبيرة والتي ترتكز على الإبداع والتجديد. كما جدد الرئيس استعداده لمواصلة وتكثيف محاربة الممارسات السلبية كالمحاباة والمحسوبية والرشوة والفساد، ملتزما على صعيد العمل الخارجي بالثبات في مبادئ الدولة ومواقفها المساندة لكافة القضايا العادلة في العالم ولاسيما منها قضايا الشعوب المكافحة من أجل التحرر على غرار الشعبين الفلسطيني والصحراوي. بعد ذلك انتقل رئيس الجمهورية إلى مقبرة العالية حيث وضع إكليلا من الزهور ووقف وقفة ترحم على أرواح الشهداء، ليتوجه عقبها مباشرة إلى قصر الرئاسة بالمرادية حيث حيا العلم الوطني واستعرض فصيلة من الحرس الجمهوري وأسلاك الجيش الوطني الشعبي الثلاثة التي أدت له التحية الشرفية، وليباشر بذلك مهامه رسميا كرئيس للجمهورية لعهدة رئاسية ثالثة، بعد أن اختاره الشعب الجزائري في الاستحقاقات الأخيرة التي تحصل خلالها على نسبة 90,23 بالمائة من أصوات الناخبين.