الشعب الأمريكي الذي لا تهمه كثيرا السياسة الخارجية لبلاده لأنه يعتقد أن أمريكا هي العالم والعالم من حوله لا شيء ويهمه الحريرات التي يستهلكها الجسم الأمريكي أكثر من اهتمامه بما يحصل في العراق، لا يعرف أن الرئيس أو الرؤساء الذين ينتخبهم ويصوت عليهم هم موظفون لدى المصالح الإسرائيلية أو ملحقين لدى الدولة اللقيطة منذ الحرب العالمية الثانية ومنفذين لخططها التي وجدت في أمريكا ضالتها والجواد الرابح بعدما كانت تركب صهوة مجلس اللوردات وحكومة جلالة الملكة في بريطانيا قبل الحرب العالمية الثانية وهذا لا يعني أنها تخلت عن تأثيرها هناك. ما هو حاصل أنها وسّعته حتى وإن كان التأثير اليهودي في بريطانيا أقل منه في أمريكا لاختلاف الأهداف الاستراتيجية المستقبلية. ورغم ما يحدث من تجسس إسرائيلي على أمريكا، فإن الأمر تستره المصالح المشتركة أو التي يعتقد الأمريكيون أنها مشتركة، ولكن الواقع يقول إنها مصالح إسرائيلية صرفة. ورغم خطورة هذه العمليات تكتفي الإدارة الأمريكية بعتاب خفيف على شاكلة "الحجرة من الحبيب تفاحة". ورغم أن أمريكا باستطاعتها بناء علاقات ودية مع الدول العربية والتعاون معها في مختلف المجالات دون الحاجة إلى عدائها المقيت الذي لا يبرره إلا خدمة المصالح الصهيونية، وكل هذا لن يكون في صالح العرب ولن يكون بطبيعة الحال في صالح حتى أمريكا ذاتها، فالمستفيد الوحيد من كل ما يجري في العالم هو إسرائيل .. ورغم ذلك تعادي أمريكا 22 دولة لأجل عيون إسرائيل "العمشة" التي قامت على أنقاض شعب له تاريخه وجذوره الضاربة في باطن التاريخ. وليت هذا العداء امتد إلى العرب وتوقف، بل امتد إلى جيران أمريكا نفسها في أمريكا اللاتينية .. وقد يقفز سؤال ملح إلى الأذهان، ماذا يضر أمريكا وهي الدولة العظمى والمتفوقة في كل المجالات لو بنت علاقات إنسانية مبنية على الاحترام المتبادل مع الأمم الأخرى في إطار مصالحها الاستراتيجية ..؟ بالتأكيد لن يضرها شيء بل على العكس من ذلك ستستفيد وتفيد كثيرا بل سيكون العالم أكثر أمنا، لكن المتضرر الوحيد من هذه العلاقات الطبيعية والدولية هي إسرائيل لأن وجودها بحد ذاته حالة تاريخية شاذة وأمر غير طبيعي بالمرة ولا يفسره منطق ولا قانون ولا عرف أو دين، لذا توجّب عليها أن تجعل علاقة العالم بأعظم دولة وأقوى دولة علاقة غير طبيعية وشاذة في طبيعيتها تصب في صالح وجودها غير الطبيعي. والحقيقة التي يجب أن يدركها العالم أن باراك أوباما وكل الرؤساء الذين سبقوه منذ الحرب العالمية الثانية بمستشاريهم وبيتهم الأبيض و"كنغرسهم" والبنتاغون والخبراء في الميادين المختلفة ووسائل الإعلام المختلفة ليسوا إلا موظفين لدى الكيان الصهيوني.. والمفارقة المضحكة أن هؤلاء الموظفين هم الذين يدفعون لمستخدمهم وليس العكس.