لا زالت المؤشرات العامة للمشهد الانتخابي الأمريكي تضع المرشح الديمقراطي باراك أوباما في موضع راحة قبل أسبوعين من موعد الاقتراع مقارنة بغريمه الجمهوري جون ماكين، الذي فقد المزيد من النقاط منذ إعلان الأزمة المالية العالمية وإبدائه الارتباك أمامها مقارنة بمنافسه أوباما الذي ظل متوازنا. * هذا الكلام أكده الأستاذ الأمريكي أرون كابيل من كلية العلوم الاجتماعية والاقتصادية للمعهد الكاثوليكي بباريس، الذي نشط رفقة صحفي الإذاعة والتلفزيون الأمريكي جورج كازولياس ندوة عن بعد ربطت فيها السفارة الأمريكية بالجزائر الثلاثاء الصحفيين الجزائريين بالمحاضرين من باريس، وقد سطر الأستاذ الجامعي هيئة الناخب الأمريكي الذي سيصوت على المرشح الديمقراطي أوباما مقابل هيئة الناخب الذي سيصوت لصالح ماكين. * وإذا كانت الانتخابات الأمريكية تختلف اختلافا مطلقا على ما عهدناه من أنماط تصويت، فإن المتاح للأمريكان في ظل النظام الفدرالي ونظام الناخبين الكبار، هو ترقب يوم سير الاقتراع لمعرفة مدى إقبال الناخبين الأمريكان الذين لا تملك الحكومة الفدرالية نظاما لإحصائهم. * فناخبو باراك أوباما هم الشباب بين 18 و35 سنة حسب الخبير الأمريكي، وهم أيضا المثقفون والنقابيون المنظمون. ويملك أوباما حضورا واسعا بين النساء الأمريكيات لمعالجته قضية الأمهات العازبات التي تعلّن أبناءهن، يضاف إليهم الناخبين من أصول لاتينو - اسبانية وآسيوية. * مقابل هؤلاء سوف يكون حظ الجمهوري ماكين لدى كبار السن من الناخبين وأقلهم مستوى تعليمي، بل الطبقة الشغيلة أكثر والرجال البيض دون النساء إضافة إلى المحافظين والمتدينين أكثر من المتحررين. * وفي شرح للمشهد الانتخابي الذي ستعيشه أمريكا يوم 4 نوفمبر المقبل، قال أرون كابريل إن المواطن الأمريكي الذي تأثر كثيرا من جراء الأزمة المالية العالمية وانهيار البورصات، لا تهمه السياسة الخارجية لبلاده مثلما تهمه المشاكل الاقتصادية التي تقابله، لأن الأمريكي بطبعه لا يهتم إلا بما يحدث في محيطه المباشر مثل اهتمامه بمشاكل حيه على حساب ولايته وولايته على حساب الفدرالية. * فهذا المواطن الأمريكي حسب المتدخلين من باريس، هو الذي سيكون مؤشرا على نجاح المرشح أوباما، حيث تبدو الأمور محسومة في معظم الولاياتالأمريكية إما لصالح المرشح الجمهوري أو المرشح الديمقراطي حيث تقسم إلى ولايات حمراء جمهورية وزرقاء ديمقراطية، أما الولايات التي ركز المرشحان العمل فيها فهي الولايات غير المحسومة أو التي بإمكانها أن تخلط الأوراق وترجح الكفة لصالح هذا أو ذاك، وعددها الآن 10 ولايات منها بنسلفانيا، كولورادو وفلوريدا. * وحسب الصحفي جورج كازولياس فإن الحملة الانتخابية الحالية شهدت استعمال الانترنت بصورة مكثفة ما وضع المرشحين مقابل المواطنين الأمريكيين دون رقابة ولا مقص الرقيب، وقد عرفت كثيرا من الأكاذيب والإشاعات على كليهما وكانت الصحافة تتدخل في كل مرة لتصليح هذا الخبر أو ذاك عن طريق الحقائق التي قالها كل منهما. * أما بخصوص معرفة من المرشحين سيكون مؤشره أعلى في 4 نوفمبر يوم الاقتراع فما على الجمهور إلا التطلع إلى طوابير الناخبين ووجود الشباب فيها، فبقدر ما كثر الشباب بقدر ما كان حظ أوباما أوفر، فإذا لم يفز ماكين في إنديانا عند الساعة السابعة مساء فيعني ذلك أن اوباما قد فاز فيها، وإذا فاز اوباما في ولاية فرجينيا فيعني أنه الرابح في الانتخابات على المستوى الوطني، مع التذكير أن نسب المشاركة لا يمكن أن تعرف إلا أيام أو أسابيع بعد الاقتراع.