رغم أن ولاية المدية عرفت قفزة تنموية نوعية في العديد من المجالات بالنظر للمكاسب الحيوية التي استفادت منها وخاصة أنها تضم أزيد من 64 بلدية والعديد من القرى إلا أن القطاع الصحي بها لا زال مريضا وبحاجة لالتفاتة جادة من قِبل المسؤولين فالكثير من العيادات تشهد نقصا فادحا في العتاد الطبي والمصالح المختصة والعديد من القرى لا تزال دون قاعات علاج وهوما جعل مستشفيات المدينة عاجزة على استيعاب الكم الهائل من المرضى المتوافدين عليها من مختلف القرى والمناطق. مستشفيات المدينة.. صُراخ وشجارات يومية ومواعيد طويلة الأمد وجهتنا الأولى كانت نحومستشفى محمد بوضياف المتواجد بعاصمة الولاية والذي يعد من بين أهم الهياكل الصحية نظرا لما يتوفر عليه من مصالح وتجهيزات تفتقر إليها جل الهياكل الصحية بالبلديات الأخرى وأنت تلج هذا المرفق الصحي يتخيل لك أن كل السكان مرضى فلا مصلحة شاغرة وصرخات الأطفال تملئ المكان وأصحاب المآزر ذات الألوان البيضاء والخضراء والزرقاء تجوب الأروقة ذهابا وإيابا وبالأخص في مصلحة الطب المتخصص لمعالجة الكم الهائل من المرضى المتوافدين باعتبار أن العديد منهم غير قادر على تحمّل تكاليف العلاج الباهظة بالعيادات الخاصة ما يضطر العديد منهم لانتظار أكثر من أربعة أشهر من أجل الحصول على موعد معاينة مع الطبيب المعالج والذي غالبا ما تنتهي بملاسنات كلامية وشجارات ما بين الأطباء والمرضى على حد السواء وفي هذا الصدد عبر العيد من المرضى الذين التقيناهم بمصلحة طب العيون عن تذمرهم من طول المواعيد والتي لا تقل عن أربعة أشهر وهوموعد طويل على حد قولهم تركنا مستشفى المدية وانتقلنا إلى مدينة بني سليمان أين تتواجد المؤسسة الاستشفائية للصحة العمومية أحد أهم الأقطاب الصحية في الناحية الشرقية للولاية والتي تضمن التغطية الصحية لأزيد من 12 بلدية بالجهة الشرقية للولاية على غرار السواقي، بوسكن، جواب، سيدي زهار، سيدي زيان، القلب الكبير، السدراية وبئر بن عابد، ولم تكن الوضعية بها تختلف كثيرا عن مستشفى المدينة حيث يعلوالصراخ والأنين وممرضون يهرولون ومرضى ينتظرون دورهم. مشروع مستشفى تابلاط وبمدينة تابلاط التي تقع أقصى شمال شرقي الولاية تبدد حلم سكانها فيانطلاق مشروع المستشفى الذي علقوا عليه آمالا كبيرة وهو المشروع الذي أسال الكثير من الحبر وأثار الكثير من الجدل والبلبلة في الآونة الأخيرة حيث كانت مدينة تابلاط إحدى المناطق المستفيدة من الهِبة التي منحتها المملكة العربية السعودية للجزائر من أجل إنشاء ثلاثة مستشفيات عبر الوطن وهي الهِبة التي استبشر بها السكان خيرا باعتبار أن المشروع سيساهم في تخفيف معاناة مرضى الناحية الشرقية ومن الضغط على مستشفيات العاصمة غير أن فرار صاحب المشروع الفائز بالمناقصة أجهض المشروع وبخّر حلم السكان. عيادات بلا مصالح للتوليد وقرى دون قاعات للعلاج أغلب العيادات المتعددة الخدمات المنجزة حديثا أوقديما تفتقر إلى مصلحة للولادة وهوحال عيادة القلب الكبير والعزيزية جواب وبئر بن عابد ما جعل المواطن يعاني الأمرّين خاصة إن كان المخاض في الأوقات الليلية كذلك تبقى جل قاعات العلاج تفتقر إلى المناوبة الليلي كما أن الكثير من القرى لازالت تبحث عن إنجاز قاعات للعلاج.