زعمت الوثائق الأمريكية التي نشرتها صحيفة "هاآرتس" الاسرائيلية الصادرة في عدد الجمعة 7 اكتوبر الجاري "أنه في 3 ماي 1973 حذر ملك الاردن حسين المخابرات الامريكية من وقوع مواجهة عسكرية كبيرة، مشيرا إلى أن قوات جزائرية و سودانية ستصل الى مصر، وقوات مغربية ستصل إلى سوريا، وأن طائرات ميراج ليبية موجودة اليوم في مصر، وقوات عراقية كبيرة موجودة على الحدود الأردنية العراقية، وأن العراقيين أرادوا أن يضعوا في الأردن طائرات حربية، سيتم نقلها إلى ساحة أخرى". وقالت صحيفة "الوفد المصرية" التي نقلت الخبر انه بعد 38 عاما على حرب أكتوبر 1973، لا يزال الفشل المخابراتي الإسرائيلي الأمريكي في هذه الحرب هو الأبرز، وهو ما دعا أجهزة الاستخبارات بالبلدين لدراسة وتحليل أسباب هذا الفشل، وكيف حدثت الهزيمة رغم ما كانت تمتلكه الأجهزة من قدرات ومصادر معلومات وعملاء بدرجة ملوك أو مقربين من دوائر القرار بالدول العربية آنذاك، وعلى رأسهم الصديق والعميل "الوفي" لإسرائيل ملك الأردن. وتواصل "الوفد" نقلا عن "هاآرتس" ان "الملك حسين نقل يوم 25 سبتمبر 1973، معلومات تفصيلية عن قدرات السوريين والمصريين، المدعومة بالقوات الجزائرية والمغربية والسودانية لشن هجوم عسكري وأن كميات كبيرة من المعدات العسكرية السوفيتية، بما في ذلك صواريخ أرض - جو، تم نقلها إلى سوريا، وأن هناك إمكانية أن يبادر المصريون بعملية عسكرية ضد إسرائيل، ومن المحتمل أن يبدأ السوريون بالعملية، وينضم إليهم المصريون على طول خطوط القناة". وحسب ما كتبته "هاآرتس"، فإن تقارير الملك حسين وصلت إلى وزير الخارجية الأمريكي هنري كيسنجر، وبحثها مع السفير الإسرائيلي في حينه، سمحا دينيتس، الذي أكد أن لديه معلومات مشابهة مثيرة للقلق تفيد بوجود دور مركزي للسوريين في تحرك عسكري قادم، وأنهم بدأوا بالاستعدادات. المحلل العسكري الاسرائيلي أمير أورن الذي أعد التقرير بعنوان "هل تسمع.. حوّل" والذي لا يكون اختياره لهذا التوقيت بريئا، حيث تتسم المنطقة العربية عموما بالحراك السياسي ومملكة بنو هاشم خصوصا، حيث يوجد الملك عبد الله في وضع لا يحسد عليه، يرصد إخفاقا استخباراتيا امريكيا مستشهدا بما حدث لشارون الذي فشل في إقناع المخابرات الأمريكية، تقاطع مع فشل الكولونيل الاسرائيلي سيمان طوف مع الجنرال يوئيل بن بورات قائد وحدة 848 ونائب رئيس الأركان الجنرال يسرائيل طال، الذين لم يسامحوا أنفسهم لعشرات السنين لأنهم "لم يقلبوا العالم" لإقناعه بوجهة نظرهم بوجود حرب محتملة على اسرائيل".