قال أحد القادة الميدانيين لقوات المجلس الانتقالي إن من تبقى من مقاتلي القوات الموالية للعقيد معمر القذافي باتوا محاصرين في قطاع صغير من مدينة سرت مسقط رأس العقيد الهارب بعد معارك شرسة شهدت سقوط الكثير من القتلى والجرحى. وقال عصام بغار القائد الميداني لكتيبة الزنتان بحسب مصادر اعلامية، ان احد حيين كانا تحت سيطرة الموالين للقذافي قد سقط في ايدي قوات المجلس النتقالي في وقت متأخر من ليل الثلاثاء الأربعاء. وأضاف أنه تم تحرير حي الدولار الليلة الماضية والقتال الان يدور في الحي رقم 2. وأوضح ان القوات الموالية للقذافي تقهقرت الى منطقة من الحي رقم 2 مساحتها اقل من كيلومتر مربع. مشيرا الى القاء القبض على العديد من القناصة خلال اليومين الماضيين كان بينهم قناصتان من النساء. وقالت مصادر طبية ان 11 على الاقل من مقاتلي المجلس قتلوا أمس الأول وحده بينما اصيب 95 في القتال من أجل السيطرة على آخر جيوب المقاومة في سرت. وبين القتلى مصطفى بن دردف وهوقائد ميداني معروف في كتيبة الزنتان اصابته قذيفة هاون. وكان بن دردف تاجرا في بنغازي قبل ان ينضم للانتفاضة. ويعلق المجلس الانتقالي أهمية خاصة على سرت، آخر معاقل الموالين للقذافي، اذ قال انه سيرجئ الاعلان عن انتهاء الحكم الاستبدادي للقذافي، الذي امسك بالسلطة قبل 42 عاما، لحين السيطرة على مسقط رأس العقيد السابق. وفي مدينة بني وليد الصحراوية التي تقع على مسافة 170 كيلومترا جنوب شرقي طرابلس رفعت اعلام الثورة بعد تحرير تلك المدينة والتي كانت المنطقة الاخرى المتبقية لقوات القذافي الاثنين.وسارت قوات المجلس الانتقالي أمس الأول عبر شوارع المدينة في عربات لنقل الجنود وتجمعت في ساحتها الرئيسية وأعربوا عن فرحتهم احتفالا بالسيطرة عليها. يذكر أن قوات المجلس الانتقالي اجتاحت مقر القذافي في طرابلس في أوت، ولا يزال العقيد الليبي السابق متواريا عن الانظار فيما يعتقد بعض مسؤولي المجلس انه يختبئ في سرت، بينما تعتقد الغالبية انه يختبئ في صحراء ليبيا الواسعة جنوبا. ومن جانبه، اعلن حلف شمال الاطلسي أن مهمته في ليبيا لم تنته بعد رغم التقدم الذي احرزته قوات المجلس، حيث قالت كارمن روميرومتحدثة بلسان الحلف في بروكسل "ما زال من السابق لاوانه تحديد جدول زمني"، وتابعت "اقتربنا جدا من النهاية، ولكن ما زالت هناك تهديدات تمس المدنيين" وكررت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون خلال زيارة مفاجئة الى طرابلس أمس الأول كلام المتحدثة بلسان الحلف الاطلسي. وقالت كلينتون خلال حديثها لرئيس المجلس مصطفى عبد الجليل ورئيس المكتب التنفيذي (بمثابة رئيس وزراء) محمود جبريل "نعرف ان القتال الدامي مازال مستمرا". وأضافت أن الناتووالتحالف الدولي، سيواصلان عملياتهما العسكرية حتى ينتهي التهديد الذي يشكله القذافي واولئك الذين ما يزالون يتشبثون بالماضي، على حد قولها.