"الصحوات" في قفص الاتهام للتنغيص على حكومة المالكي "الغادرة" يؤكد المتتبعون للملف العراقي أن أعمال التفجير والعنف لم تتوقف في العراق طوال الأشهر الماضية، لأن ما حدث هو أن وتيرة هذه الأعمال قد خفّت نسبياً بسبب نجاح خطط أمريكية بالتعاون مع دول نفطية عربية في استخدام المال لشراء بعض "شيوخ الصحوات" للتعاون معها، مقابل الاستفادة من الأسلحة والأموال والأهم من هذا كله المشاركة في العملية السياسية. ويرى المحللون السياسيون أن هناك عدة تفسيرات لهذا التصعيد المفاجئ، في التفجيرات الأخيرة التي وقعت في العاصمة والنجف ومناطق أخرى من العراق، لاسيما تلك التي تتعلق بالسيارات المفخخة والتي حصدت العشرات من الأرواح العراقية (مدنيين وشرطة) تحمل بصمات بعض الغاضبين من عناصر "الصحوات " وذلك انتقاما لتهميشهم من طرف الحكومة العراقية، كما أن هذه التفجيرات التي طالت المدنيين والأمن العراقيين، تزامنت مع نشاط المقاومة العراقية في الفترة نفسها، إلا أن عملياتها موجهة أساسا إلى قوات الاحتلال الأمريكية التي ألحقت بها خسائر جسيمة في الأرواح والعتاد، حيث كانت آخرها قصف قاعدة أمريكية بمطار بغداد وهو الخبر الذي لم يصدر بحقه أي بيان أو تعليق من الجانب الأمريكي، إذ يرى المحللون أن العمليات التفجيرية الهدف من ورائها هو إضعاف المقاومة العراقية وكسر شوكتها، من خلال اتهامها باستهداف المدنيين العزل. كما أثرت هذه الصحوات في عمليات المقاومة تأثيرًا سلبيًا، بعدما تم شراؤها بالمال من طرف الاحتلال الأمريكي، مقابل التعاون معها ومع قوات الأمن العراقية، حيث نجحت الصحوات في الكشف عن بعض من مخططات المقاومة وأماكن عناصرها، إلا أن المقاومة سرعان ما استدركت أمرها وعادت لتقف في الميدان من جديد. وذلك بعد انقلاب النظام العراقي على تلك العناصر وبعدما أدت إليه خدمات كبيرة في تعقب المقاومة العراقية ومساعدة الأمن العراقي في إفشال مخططات المقاومة، وحسب ما يراه المتتبعون للشأن العراقي، أن قوات الأمنية العراقية، انقلبت على الصحوات وقامت بتفكيك هذا النظام باعتقال عناصره وتحويل البعض الآخر إلى الأعمال والوظائف المدنية بالحكومة العراقية، بحجة أنهم ينتمون إلى تنظيم القاعدة وحزب البعث وكذا اتهامهم بالأعمال الإرهابية. وإلى جانب تنظيم الصحوات، التي تعتبر كطرف مسؤول عن التفجيرات الأخيرة في العراق، هناك القوات الأمريكية وعملاءها التي تقف وراء عمليات الاغتيالات والتفجيرات الأخيرة، حتى يبقى العراق غير مستقر وبالتالي يضمن بقاء الاحتلال بصيغة أخرى غير الصيغة الحالية، في إشارة إلى فرق التفجيرات التي تستعملها حاليا القوات الأمريكية، المصممة على النموذج الإسرائيلي ودون شك أن إسرائيل لها مصلحة في وجود القوات الأمريكية بالعراق. لقد أصبح العراق مرتعا للتفجيرات الانتحارية، من أجل تحقيق أهداف ومصالح في المنطقة، وضرب المقاومة وتشويه سمعتها وبث الرعب وعدم الاستقرار في العراق، بما يعطي الاحتلال الذرائع للبقاء إلى أجل غير مسمى.