يشهد العراق، هذه الأيام، سلسلة من التفجيرات العنيفة، التي حوّلته في يوم وليله إلى حمام دم من جديد، بعد تراجع العمليات الانتحارية، لتذهب كل أعمال الخطط الأمنية وزيادة القوات ومجالس الصحوات وقوات الإسناد أدراج الرياح، حيث تزامنت هذه التفجيرات مع إعلان الرئيس الأمريكي باراك أوباما سحب قواته من العراق والزج بها في أفغانستان، حيث ألحقت حركة طالبان بجنود الحلف التي تترأسها الولاياتالمتحدة خسائر كبيرة، الأمر الذي جعل بعض المحللين السياسيين يوجهون أصابع الاتهام إلى استخبارات تابعة لقوات الاحتلال الأمريكي، سعيا منها لعرقلة عملية انسحابها من العراق، خاصة أن المقاومة العراقية أضحت قوة لا يستهان بها بعد الضربات الموجعة التي ألحقتها بجيش الاحتلال. يرى المحللون السياسيون أن تفجيرات بغداد الحالية هي من أجل تصفية حسابات بين الأجهزة الأمنية التي لا أحد يعلم إلى أي جهة هي تعمل، ولأي وزاره تخضع، حيث أن هناك جهات متهمة بالعمل لجهات خارجية وتتلقى دعما من القوات الأمريكية من أجل تمرير أجندات معينة في العراق، حيث أضحى الشعب العراقي الآن بين صراعات داخلية تحاول أن تفرض نفوذها بالضغط عليها، وبين أجندات دولية. وحسب المتتبعين للشأن العراقي، أنه بعد فشل أمريكا فى القضاء على المقاومة العراقية، عمدت إلى اختراع قصة أخرى، وهي التفجيرات التي حدثت وبكثرة وبطريقة ملفتة للنظر مؤخراً. وتأكيداً لتورط أمريكا فى قتل الشعب العراقي، صرحت الحكومة العراقية وجيش الاحتلال بأن الحالة الأمنية قد أصبحت مستتبة فى العراق وأن الجيش والشرطة العراقية قد أصبحا لهما وزن وثقل من حيث التدريب والتجهيز. وتأكيداً على كلامهم هذا، فقد قامت وحدات كثيرة من الشرطة والجيش العراقي بالانتشار في كافة أنحاء البلاد، حسب ما تناقلته وكالات الأخبار قبل بدء التفجيرات. والسؤال المهم هو: كيف استطاع هؤلاء "المخربون" على حد زعم السلطة العراقية والأمريكية تنفيذ كل هذا التفجيرات وبطريقة مدروسة وفى أنحاء كثيرة ومتفرقة فى البلاد، وفي فترات متقاربة للغاية ونجحت كل هذا العمليات!؟ مما يثبت حسب المحللين السياسيين أن الهدف من وراء هذه التفجيرات هو تشويه صوره المقاومة العراقية لدى العراقيين والمسلمين في العالم، وذلك عن طريق رسم صورة مشوهة عن عناصر المقاومة بتصويرهم إرهابيين يستهدفون قتل العراقيين وتخريب البلد ونهب ثرواته الوطنية من أجل خلط أوراق اللعبة.