اتهم المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية، آية الله علي خامنئي كلا من الولاياتالمتحدة وإسرائيل بالوقوف وراء الهجمات الانتحارية التي أودت بالعشرات من الزوار الإيرانيين في العراق. ونقل التلفزيون الحكومي عن خامنئي قوله أن "أجهزة الاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية هي المتهم الأول لأنها زرعت بذور الإرهاب السامة في العراق". كما قال خامنئي إن "المتهم الأول في هذه الجريمة والجرائم المماثلة هو الأمن والجيش الأمريكيين". * وشهد العراق خلال اليومين الأخيرين هجمات عنيفة خلفت حوالي 150 قتيل، بالإضافة إلى مئات الجرحى. وقللت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون من عودة العنف الطائفي إلى العراق مثلما كان عليه بعد الاحتلال، وقالت في زيارة مفاجئة إلى بغداد السبت أنها لا ترى أي علامة على أن هذا البلد ينزلق إلى حرب طائفية. وربطت الوزيرة الأمريكية بين عودة التفجيرات الانتحارية التي استهدفت بصورة خاصة زوارا شيعة إيرانيين ومن أسمتهم "الرافضين للعملية السياسية الذين يخشون أن يسير العراق في الاتجاه الصحيح"، في إشارة منها إلى تنظيم القاعدة الذي كان الأمريكيون أنفسهم قد اعترفوا بتراجعه في العراق جراء الضربات التي وجهوها له. * وأكد قائد القوات الأمريكية في المنطقة الوسطى الجنرال ديفيد بترايوس أول أمس أن أربعة من الانتحاريين الذين نفذوا هجمات في الفترة الأخيرة كانوا من التونسيين،مشيرا إلى أن أحدهم قد تم اعتقاله. وقال بترايوس أن هناك تقدما ونجاحات أمنية في العراق ولكنها هشة.. * وكان الرئيس باراك أوباما قد زار بدوره العراق قبل حوالي أسبوعين ومن هناك حذر من أن الأشهر ال 18 المقبلة ستكون حاسمة بالنسبة لهذا البلد. * وتعود عمليات العنف وصور العنف والدم بعد قبل تسعة أسابيع من الانسحاب الأمريكي المقرر من المدن العراقية، حيث أعلن الرئيس اوباما في نهاية فيفري أن القسم الأكبر من الجنود ال 140 ألف المنتشرين في العراق سينسحبون من البلد بحلول نهاية أوت 2010 ولن يتم الإبقاء سوى على 35 إلى 50 ألف عسكري في هذا البلد. وسيشرف على عملية الانسحاب هذه السفير الأمريكي الجديد في العراق كريستوفر الذي وصل هو الآخر أمس السبت إلى العراق. * ويرى مراقبون للوضع العراقي أن غياب الإرادة السياسية لتحقيق المصالحة بين جميع الأطراف العراقية هي السبب وراء عودة أعمال العنف الدامية إلى هذا البلد، مؤكدين أن "الفتنة الطائفية" لازالت موجودة ولم يتم القضاء عليها، مثلما يزعم الأمريكيون. والعامل الآخر يرجع أيضا إلى غياب قوات الصحوات العراقية من المدن والتي كانت قد ساهمت في الحد من عمليات العنف مؤخرا. ويرى هؤلاء المراقبون أن حكومة نوري المالكي تتحمل المسؤولية لأنها قامت باعتقال قادة الصحوات وفككتها ورفضت دمج عناصرها في القوات النظامية. ولذلك فقد اختارت معظم العناصر العودة إلى العنف كوسيلة للانتقام. ويذكر أن عدد قوات مجالس الصحوة بلغ حتى نهاية العام الماضي في محافظات العراق حوالي 94 ألف فرد، وتطلق القوات الأمريكية عليهم اسم "أبناء العراق". وشكلت وحدات مجالس الصحوة من أبناء بعض المناطق والمحافظات العراقية وذلك بالاتفاق مع القوات الأمريكية من أجل القضاء على عناصر تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين.