ضيّع المنتخب الأولمبي فرصة ذهبية في آخر لحظة لتحقيق حلم الجزائريين بالمشاركة في أولمبياد لندن 2012، حيث تبخر الحلم في النهاية بطريقة مأساوية بعد مشوار رائع قدم فيه أشبال المدرب آيت جودي مردودا جيدا بشهادة الجميع حتى اقتنع كل المتتبعين بأن هذه المجموعة ستعوض فشل المنتخب الأول في التأهل لنهائيات كأس إفريقيا للأمم 2012. ولكن كل المفاجآت غير السارة انكشفت في مباراة الأمل الأخير أمام نيجيريا، حيث قدم "الخضر" أسوأ أداء من كل النواحي، حتى أن المدرب لم يجد الطريقة التي يعيد بها الروح للمجموعة التي كانت شبه تائهة، وهو ما يعطي الانطباع بأن المشكل يبدو أعمق بكثير من مجرد خطأ تكتيكي من الناخب الوطني أو عدم استطاعة اللاعبين مواكبة المستوى العالي للمنافسين، حيث أشار البعض إلى أن الأمر يخص الأزمة الشاملة التي تمر بها الكرة الجزائرية، سواء على صعيد المنتخبات أو الأندية على المستوى القاري. أطراف توجه أصابع الإتهام للفاف وزكري يطالب آيت جودي بكشف الحقيقة وبناء على المعطيات السابق ذكرها، فإن بعض التقنيين يؤكدون بأن السياسة التي تنتهجها الاتحادية الجزائرية لكرة القدم هي التي أوصلت الأمور إلى ما هي عليه، حيث أن الصراعات الكثيرة التي تحدث قبيل وأثناء وبعد المنافسات الرسمية، سواء مع المنتخب الأول أو الأولمبي، والتي يكشف عنها المدربون واللاعبون في كل مرة، هي بمثابة إشارات ضمنية إلى أن هناك خللا في التسيير وأن أطرافا تسعى لزعزعة استقرار الكرة الجزائرية مع سبق الإصرار والترصد. ورغم كل ما قيل عن التكتلات والتدخلات المكثفة في الصلاحيات، إلا أن هيئة روراوة لم تحرك ساكنا لمعاقبة المتسببين في ذلك. وقد أكد المدرب السابق لوفاق سطيف ومولودية الجزائر، نور الدين زكري، في تصريح للإذاعة الدولية من مدينة ميلان الإيطالية، أن الفاف تتحمّل مسؤولية إقصاء المنتخب الأولمبي، حيث دعاها لإعطاء تفسيرات للمعايير التي اعتمدها أثناء انتقاء آيت جودي، كما طالبها بعدم رمي ثقل الإقصاء على هذا المدرب ليتحمّل العبء دون سواه. وفي هذا الصدد، ناشد ناشد المدرب زكري زميله ومواطنه آيت جودي بتملك الجرأة والصراحة ويقول للرأي العام إن كان مدرب المنتخب الأول حليلوزيتش قد تدخل في صلاحياته أم لا، وهذا بناء على الشائعات التي ترددت في وسط الشارع الرياضي الجزائري وغذت الرأي العام، مفادها بأن روراوة أوفد المدرب البوسني للمغرب من أجل تقديم المساعدة الفنية لآيت جودي، حيث قال في هذا الصدد "سمعنا ليلة أول أمس تصريحات آيت جودي عقب خسارة نيجيريا، حيث قال إن ثمة أشياء وقعت ما بين الشوطين.. فيا حبذا لو يصارح هذا المدرب الجماهير الجزائرية وينورنا بتفاصيل ما حدث"، وأضاف "أتساءل عن الدافع الذي جعل البعض يتسرع لترشيح الجزائر للحصول على بطاقة أولمبية؛ فنيجيريا حصدت الذهبية في دورة ألعاب 1996 ولم يرشحوها بالمغرب؟ لقد نفخوا في جسد هؤلاء الشبان حتى سقط منتخبنا في الورطة". وعلى صعيد آخر، تم وضع الصحافة الوطنية خاصة المتخصصة منها في قفص الإتهام، حيث قيل إنها تسببت بشكل أو بآخر في إقصاء "الخضر"، وذلك بتقديم تشكيلة آيت جودي على أنها مثالية وقادرة على التأهل بسهولة إلى أولمبياد لندن، وهذا بعد النتائج الإيجابية التي حققوها خلال التصفيات الأخيرة وكذلك في المباريات الودية، وبذلك اعتقد رفقاء سعيود بأنهم وصلوا إلى القمّة وسرقوا النجومية من أبطال أم درمان، ولكنهم اصطدموا بالحقيقة المرّة ودفعوا الثمن غاليا دون أن يتفطن المدرب لذلك. الجميع يحمّل آيت جودي المسؤولية أجمع كل المتتبعين لمشوار المنتخب الأولمبي في التصفيات الأخيرة المؤهلة لاولمبياد لندن 2012، على أن سبب إقصاء "الخضر" هو عدم قدرة المدرب عز الدين آيت جودي على تشكيل مجموعة متماسكة قادرة على رفع التحدي. حيث ورغم أن اللاعبين أبلوا بلاء حسنا في المباراتين الأولى والثانية، إلا أنهم انهاروا تماما في المواجهة الثالثة أمام منتخب نيجيريا وبدت هناك هشاشة كبيرة في الخطوط الثلاثة، حيث عجز المدافعون عن التصدي لهجمات المنافس وظهر عدم الإنسجام للعيان، لا سيما وأن المنتخب النيجيري تمكن من تسجيل هدفين من نفس المكان. وبينت المباراة أيضا بأن آيت جودي لم يحضّر لهذا الموعد جيدا من الناحية التكتيكية ولم يجهز خطط الإنقاذ في الحالات الأسوأ، بدليل أنه لم يجد الطريقة التي ينظم بها تشكيلته بعد تسجيل نيجيريا لهدفين، حيث ترك عنصرين فقط في الوسط، فيما اعتمد على ثلاثة مهاجمين، وهو ما سمح للخصم بالسيطرة وإضافة هدفين.
آيت جودي "الإقصاء كانت أسبابه عديدة وأعتذر للشعب الجزائري" هذا، وقد اعتذر مدرب المنتخب الأولمبي آيت جودي للجمهور الجزائري عن الإقصاء بتلك الطريقة بعد شوط أول متوسط، مرجعا أسباب الانهزام لعدة عوامل، من بينها إصابات المدافعين بيطام وبلعمري مع بداية الشوط الثاني، وسماع اللاعبين لنتيجة المقابلة الأخرى بتقدم منتخب السنغال، أين كان الفريق الأولمبي مطالبا بتسجيل هدف ثان، وهو الشيء الذي أثر نفسيا في اللاعبين الذين لعبوا تحت الضغط بسبب ذلك. كما كان هدف التعادل في وقت حرج جدا صعّب من مهمة لاعبيه، وفي الأخير إقصاء أحد أحسن اللاعبين في الوسط بالبطاقة الحمراء ساهم بشكل كبير في التأثير على المجموعة. كما أضاف مدرب "الخضر" أن التغييرين الاضطراريين أديا إلى تقليص الاختيارات وإيجاد الحلول، كما عبّر عن عدم رضاه عن أداء بعض اللاعبين، خاصة في وسط الميدان، رغم أنه أعطى تعليمات للاعبين لم تحترم، بالإضافة إلى حدوث أمور بين الشوطين لم يشأ آيت جودي التكلم عنها في الوقت الحاضر.