اعتبر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أن التوصل لاتفاق بشأن إصلاح المنظومة الاقتصادية الأوروبية "مسألة حيوية"، مشيرا إلى أن أوروبا لا تملك فرصة ثانية وخطر تفككها لم يكن كبيرا كما هو اليوم. وقال ساركوزي في خطاب بمرسيليا بجنوب فرنسا قبل ساعات من قمة أوروبية حاسمة ببروكسل "يجب اتخاذ قرار فوري، كلما تأخرنا في اتخاذ القرار كانت تكلفته أكبر وفاعليته أقل"، وفقا لمصادر اعلامية. وأوضح ساركوزي الذي كان يتحدث أمام مؤتمر لأحزاب اليمين الأوروبية، أن فرنسا وألمانيا تؤيدان اتفاقا مع الدول ال 27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، الا أنه أكد اللجوء إلى توقيع اتفاق مع الدول ال 17 الأعضاء في منطقة الاورو فقط في حال بروز صعوبات. وأكد أن أوروبا لم تكن ضرورية كما هي اليوم ولم تكن في خطر كما هي اليوم. لم يسع هذا العدد من الدول للانضمام إليها، ولم يكن خطر تفكك أوروبا كبيرا كما هو اليوم". من جانبها، عبرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن قناعتها بتوصل البلدان الأوروبية لحلول مناسبة خلال اجتماع بروكسل، واعترفت في كلمة لها أمام اجتماع مرسيليا بأن المحادثات ستكون صعبة. وطالبت ميركل من الدول غير الأعضاء في منطقة الاورو "بالتفهم"، ودعت لتقديم مؤشرات قوية للخارج، مشيرة إلى أن الأقوال ليست كافية بل يجب تدعيمها بمزيد من الروابط وقرار بتعديل المعاهدة الأوروبية. في المقابل، قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إنها تثق تماما في قدرة الاتحاد الأوروبي على حل أزمة الدين المعقدة، لكنها دعت قادة الاتحاد في الوقت نفسه إلى الخروج ب"خطة عمل" مقنعة خلال قمتهم ببروكسل. وأضافت كلينتون في أعقاب اجتماع لحلف شمال الأطلسي، أن المسؤولين الأمريكيين لديهم "ثقة كبيرة في أوروبا"، منوهة إلى أن لأمريكا "مصلحة كبيرة" في ازدهار أوروبا. وتواجه فرنسا وألمانيا مهمة صعبة في إقناع نظرائهما في الاتحاد الأوروبي لتأييد اقتراحهما لإبرام معاهدة جديدة تمنح بروكسل صلاحيات رقابية أكبر على الموازنات الوطنية وسلطات فرض غرامات تلقائية على المخالفين. وتشمل الإجراءات المقترحة سبلا لمنع الدول من زيادة مستويات الدين لدرجة تتعذر إدارته، ومبادرات لتعزيز جدار الحماية حول اقتصادات منطقة الاورو الهشة. وتعتبر هذه القمة حاسمة لمستقبل الاورو الذي يواجه مخاطر نتيجة الأزمة اليونانية بعد التحذيرات المتكررة من وكالة "ستاندارد آند بورز" للتصنيف الائتماني التي هددت بخفض تصنيف دول منطقة الاورو وانتقدت بشدة الأربعاء الاتحاد الأوروبي ومصارفه.