تعيش ولاية وهران خلال السنوات الأخيرة على وقع ظاهرة خطيرة لا سيما وأن ضحاياها هم من فئة الأطفال والقصر والذين أطلق على تسميتهم بأطفال الشاحنات، أطفال يضطرون إلى معانقة الواجهات الخلفية للشاحنات الواردة والخارجة من ميناء وهران للظفر بما تحمله تلك الشاحنات مما يجعل حياتهم على كف عفريت. ففي هذا السياق وقفنا على أطفال دون سن العاشرة وهم في عملية ترصد للشاحنات ذات الوزن الثقيل القادمة من الميناء والمحملة بشتى أنواع السلع والمواد منها المواد الغذائية ، الحبوب, المصبرات, الزيوت وغيرها, بالإضافة إلى سلع أخرى كقطع الغيار, الأدوات المدرسية وغيرها من السلع, حيث يقوم أولئك الأطفال بتشكيل عدة مجموعات مكونة من ثلاثة أو أربعة عناصر وينطلقون للانقضاض على شاحنات السلع وهذا عند النقطة السوداء والمحددة بمنعرج طريق الميناء حيث يصعد عدد من الأطفال إلى الشاحنة حين يضطر السائق إلى خفض السرعة التي تسير بها الشاحنة نضرا لما تقله من حمولة وما يتطلبه المنعرج وتهدف عملية الإغارة التي ينفذها الأطفال إلى سرقة ما تحمله هذه الأخيرة من مواد, برمي السلع وما وجدوه بها من حبوب ومواد من أعلى الشاحنة إلى الأرض في الوقت الذي تتدخل فيه مجموعات أخرى لحمل تلك المسروقات و نقلها إلى وسيلة النقل التي أحضروها معهم معرضين حياتهم لخطر الموت تحت عجلات المركبات العابرة للطريق وفي هذا السياق تجدر الإشارة إلا أن الإحصائيات الأخيرة تشير إلى وفاة 29 طفلا في الفترة الممتدة بين أواخر السنة المنصرمة إلى غاية شهر اكتوبر الفارط من العام الجاري. و الغريب في الأمر أن بعض المواطنين استوقفونا للحديث عن كون الأطفال يعملون ضمن جماعات وعصابات مختصة في النهب حيث يقوم أولئك الأطفال الذين يعدون في عداد الموتى بنقل المسروقات إلى مركبات وشاحنات تكون في انتظارهم مقابل دنانير معدودة مما يستدعي تدخل الوصاية لردع الظاهرة التي أرقت أصحاب الشاحنات على غرار مستعملي الطريق وباتت تهدد حياة الأطفال بالموت المحتم .