بدأت المدن السورية، أمس، في تنفيذ عصيان مدني دعت إليه لجان التنسيق المحلية تحت اسم "إضراب الكرامة"، وتهدف سلسلة الإضرابات هذه بحسب اللجان إلى شل نظام بشار الأسد.ونقلت مصادر إعلامية عن الهيئة العامة للثورة السورية إن حالة أشبه بالعصيان، عمت ريف حماة حيث امتنع المواطنون عن الالتحاق بأماكن عملهم ولم ينتظم الطلاب في المدارس، في حين أغلق سوق الهال بحمص وغابت مظاهر الحياة في الحولة. بالمقابل، أكدت الهيئة أن قوات الأمن لجأت إلى تكسير أقفال المحلات في دير الزور وجسر الشغور، وذلك بغية ثني أهالي المنطقتين عن الإضراب. ودعا الناشطون إلى عصيان مدني والتوقف عن دعم النظام من خلال الامتناع عن الالتحاق بمواقع العمل، بينما طالبت رابطة العلماء السوريين المتظاهرين بالالتزام بكل مراحل الإضراب للوصول إلى العصيان المدني. ويأتي إضراب، أمس الأحد، في إطار سلسلة فعاليات احتجاجية تمتد حتى نهاية العام الجاري وذلك بغية التأكيد على سلمية الحراك الثوري وفق الناشطين. وتشمل المرحلة الأولى من "إضراب الكرامة" إقفال الحارات الفرعية، والتوقف عن تسيير العمل في المراكز الوظيفية، وإغلاق الهاتف الجوال. وتتضمن المرحلة الثانية البدء في إضراب المحال التجارية. أما المرحلة الثالثة، فتشمل الهيئات التعليمية عبر إضراب الجامعات. ويسعى ناشطوالثورة إلى شل قطاع النقل وإغلاق الطرق بين المدن في المرحلة الرابعة. وستستهدف المرحلة الخامسة القطاع العام عبر إضراب موظفي الدولة، في حين ستبدأ خطوة إغلاق الطرق الدولية في المرحلة السادسة الأخيرة. وتأتي هذه الدعوة في ظل تواصل الحملة القمعية التي تستهدف المحتجين في مختلف المدن السورية، فقد أكدت الهيئة العامة للثورة السورية أن 21 شخصا لقوا مصرعهم في إدلب وريف دمشق وحمص ودرعا وحماة. وأوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن من بين القتلى أربعة أشخاص سقطوا في إدلب بشمال البلاد قرب الحدود مع تركيا عندما فتحت قوات الأمن النار لتفريق المتظاهرين الذين احتشدوا في جنازة طفل في معرة النعمان. وفي محافظة حمص، وسط البلاد، قال المرصد إن ثلاثة أشخاص قتلوا بإطلاق نار عشوائي قرب حواجز أمنية، كما قتل أيضا اثنان في محافظة درعا بجنوب البلاد قرب نقاط التفتيش. ووفق المرصد، فقد توفي ثلاثة أشخاص اعتقلتهم قوات الأمن قبل ثلاثة أسابيع في مدينة حرستا بريف دمشق "بعد أن تعرضوا للتعذيب"، كما قتل رجل متأثرا بإصاباته بسبب هجمات القوات الحكومية قبل خمسة أيام في منطقة الحولة وسط البلاد. وفي ريف دمشق، تعرض مشيعون في حي كفر بطنا لإطلاق رصاص لمنعهم من تشييع قتلاهم. وفي مدينة تسيل بمحافظة درعا، قال ناشطون إن قوات الأمن اقتحمت المدينة أمس وسط إطلاق للرصاص، ثم اعتقلت بعض أبنائها. ويواجه السوريون في المحافظات التي تتركز فيها عمليات قوى الأمن، مصاعب جمة في دفن قتلاهم، خصوصا أيام التوتر التي تشهد انتشارا لمن يوصفون بالشبيحة، ويودي تشييع الجنائز في كثير من الأحيان بحياة بعض المشيعين. في السياق ذاته، جرى تبادل لإطلاق نار كثيف بين قوات الجيش ومنشقين بعد رفضهم إطلاق النار على مظاهرة نسائية صامتة في مدينة الزبداني. واعتقلت قوات الأمن عددا من الضباط من أسرة واحدة في مدينة الحولة بحمص. وكانت لجان التنسيق المحلية في سوريا، قد قالت إن 46 شخصا قتلوا الجمعة برصاص الأمن السوري في مناطق متفرقة من البلاد التي شهدت مظاهرات تطالب بالحرية وإسقاط النظام، في جمعة تحمل شعار "إضراب الكرامة". من جانبه، دعا المعارض السوري برهان غليون المجتمع الدولي وجامعة الدول العربية إلى الضغط على روسيا للتمكن من استصدار قرار من مجلس الأمن الدولي يدين النظام السوري في أسرع وقت ممكن. ورأى غليون في مؤتمر صحافي عقب لقائه وزيرَ الخارجية الايطالي في روما، أن حماية الشعب السوري هي مسؤولية الأممالمتحدة، مضيفا أنه لا توجد حرب أهلية في سوريا، بل نظام يسعى لقمع شعبه، حسب تعبيره. من جهته، قال وزير الخارجية الايطالي إن بلاده ستواصل العقوبات المفروضة على النظام السوري وأعوانه، معربا عن استعداد روما لمعالجة اللاجئين السوريين في البلدان المجاورة.