انطلقت، أمس، في الدوحة أعمال منتدى الأممالمتحدة الرابع لتحالف الحضارات بمشاركة ألفي شخصية من عوالم السياسة والثقافة والصحافة ومنظمات المجتمع المدني ومن الشباب وقودِ التحولات التي تشهدها مناطق مختلفة من العالم. وفي كلمة افتتاحية، دعا بان كى مون الدول التي تشهد أحداث الربيع العربي في منطقة الشرق الأوسط، إلى إحداث انتقال سلمي للسلطة ودعم المصالحة الوطنية لتحقيق التنمية المستدامة وإعطائها الأولوية خلال المرحلة المقبلة وضمان حقوق الإنسان لكل شعوب العالم. وذكر أن مسائل من قبيل دعم العدالة والكرامة والفهم المشترك تعد قيما تشكل جوهر تحالف الحضارات. وقال إن الإنسانية تعيش مرحلة هامة في تاريخها، وإن الوقت قد حان لتوسيع شبكة الحوار بين الشباب وتعزيز البرامج الخاصة بالمرأة وتوفير فرص العمل والوظائف الكريمة، داعيا إلى بناء عالم أكثر أمنا وتسامحا. وقال أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني تحدث عبد الله بن حمد العطية نائب رئيس مجلس الوزراء عن تكريس قطر لحرية الإعلام من خلال كفالة حرية الرأي للجميع وتقريب الثقافات والديانات المختلفة دون المساس بالآخر، وتنشيط دور الشباب في المساهمة الفاعلة في تحقيق مبادئ تحالف الحضارات. بدوره، هاجم رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إسرائيل دون أن يسميها قائلا "طالما يستمر إرهاب الدولة في الشرق الأوسط وتخريب مساعي المصالحة وقصف الأطفال الأبرياء بالقنابل وأسر الناس الأبرياء في السجون المفتوحة، فإننا لن نرى السلام يعم العالم"، ودعا في كلمة مسجلة إلى حل سريع لمشكلة الشرق الأوسط يؤدي إلى إحلال السلام في المنطقة، كما أشار إلى ما سماه "الدكتاتوريات الموجودة في المنطقة، والتي تطلق النار على شعبها". كما دعا أردوغان الدول بتحالف الحضارات إلى مساعدة منظمة اليونسكو لتجاوز الصعوبات الاقتصادية التي نجمت عن انسحاب الولاياتالمتحدة من المنظمة احتجاجا على ضم الدولة الفلسطينية إلى اليونسكو. من جهته، قال رئيس النمسا هاينز فيشر إن الأحداث الحالية التي تشهدها مختلف دول العالم تؤكد على توق الناس إلى قيم العدالة والتعليم والأمن، مشيرا إلى أن النمسا ستحتفل عام 2012 بذكرى مرور قرن على القانون الإسلامي الذي تبناه البرلمان النمساوي، وهو الاعتراف بالإسلام داخل أوروبا ويؤكد في الوقت نفسه على حقوق المسلمين باعتبارهم مكوّنا من مكوناتها الثقافية. يذكر أن منتدى هذا العام ينعقد لمدة ثلاثة أيام تحت شعار "حوار الثقافات خدمة للتنمية"، وسوف تستضيف النمسا النسخة الخامسة من المنتدى في شتاء عام 2013. على صعيد آخر، نقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصادر لم تسمها أن دولا أوروبية وكذلك الأمانة العامة للأمم المتحدة احتجوا لدى قطر لدعوتها الرئيس السوداني عمر حسن البشير إلى حضور المنتدى، وذلك رغم صدور مذكرة توقيف له من محكمة الجنايات الدولية على خلفية اتهامات بجرائم حرب في دارفور. وأوضحت المصادر أن الرئيس السوداني الذي وصل قطر بالفعل اضطر إلى عدم المشاركة في الافتتاح، وفسر وزير الخارجية السوداني غياب البشير بقوله في تصريح مقتضب للصحفيين عقب الافتتاح "الرئيس لم يتغيب قصدا، إنما هناك أمر جمعه مع أمير دولة قطر لتطوير بعض الحوار حول القضايا الثنائية بين البلدين".