قرر مؤتمر الطوارئ الدولي حول حروب الاحتلال الذي أنهى أشغاله، أمس الاثنين، بالجزائر، إنشاء لجنة يقظة وإنذار دائمة لتنسيق العمل بين الدول المشاركة والتحرك للدفاع عن سيادة الأمم والوقوف أمام قوى الاحتلال. وجاء في البيان الختامي للمؤتمر، أن المشاركين فيه قرروا تنظيم أنفسهم في لجنة دائمة تسهر على التحضير لعقد محكمة دولية من أجل إصدار عريضة اتهام دولي استنادا على الوقائع ضد مسؤولي ومثيري حروب الاحتلال والنهب وتدمير الأمم. وقرر المشاركون توكيل هذه اللجنة مهمة تنسيق العمل الموحد بين الدول المشاركة والتحرك سويا للدفاع عن تكامل وسيادة الأمم، وكذا تنظيم التعبئة الموحدة ضد الحرب ولكي تخصص ميزانيات الحروب الاجتماعية للتنمية، وأوكل للجنة أيضا مهمة تنظيم التعبئة الموحدة ضد مخططات صندوق النقد الدولي والبنك العالمي والإتحاد الأوروبي القاتلة ضد استبداد العجز في الميزانيات المستخدم في أوروبا لتكسير الحقوق والمكاسب العمالية والاجتماعية. ودعا البيان الختامي إلى إلغاء المديونية الخارجية للدول النامية التي تعتبر حسبهم أداة نهب وتدمير للإقتصادات الوطنية والبلدان المضطهدة وأداة لوضع الدول والأمم تحت الوصاية الأجنبية. واعتبر البيان أن هنالك حالة طوارئ، لأن القوى العظمى تدخلت عسكريا في ليبيا بقيادة حلف شمال الأطلسي فاسحة المجال لانتشار اللاأمن والإستقرار في المنطقة مهددة تكامل ووحدة بلدان الساحل. وأضاف أن حالة الطوارئ موجودة، لأن نفس القوى دمرت العراق وتواصل الحرب في أفغانستان وتخضع هايتي للإحتلال العسكري وتفرض قواعد عسكرية في مختلف مناطق العالم. وخلص المجتمعون من خلال البيان إلى أن تدخل القوى العظمى جاء بهدف تهديد الشعوب التي تناضل من أجل حقوقها وسيادتها، وإلى فرض وصاية أجنبية على هذه الدول مما صادر حقها في التصرف في حاضرها ومستقبلها، وعبر المشاركون في المؤتمر أيضا عن معارضتهم لإنشاء قاعدة عسكرية أجنبية في منطقة الساحل مهما كانت الحجج و الذرائع، كما نددوا بمخططات القوى العظمى الهادفة إلى تفتيت الأمم على أسس قبلية وعرقية ودينية لتحقيق النهب والاضطهاد، على غرار مخطط الشرق الأوسط الكبير الأمريكي. وعبر المشاركون في البيان الختامي عن معارضتهم لأي تدخل عسكري في كل مكان من المعمورة بموافقة الأممالمتحدة أو بدونها وذكروا على وجه الخصوص فلسطين وسوريا وإيران والبحرين، واعتبر البيان أن القوى العظمى عندما تشن حربا اجتماعية في أوروبا والولايات المتحدة باستخدام مخططات الصرامة القاتلة من أجل إنقاذ المضاربين والبنوك والتأمينات الخاصة فهناك بالفعل حالة طوارئ. وتتجلى حالة الطوارئ أيضا حسب البيان عندما تجعل القوى العظمى التدخل في شؤون البلدان نظاما عالميا وتستأثر الحق في التحكم بمصير الأمم والشعوب، وعبروا في الأخير عن رفضهم لتدمير إنجازات الحضارة الإنسانية ووقوفهم ضد القوى العظمى والمؤسسات التي تخدمها التي تهدد استمرار وجود البشرية وتنشر الهمجية ورفضهم لجميع الحروب الإحتلالية ومعارضتهم الصريحة للتدخل الأجنبي. للإشارة شارك في المؤتمر علاوة على الشخصيات الوطنية والنقابيون والجامعيون ومناضلو حقوق الإنسان 105 ممثل ل 42 دولة من القارة الإفريقية وأوروبا وأمريكا وآسيا أغلبهم نقابيين.