قرر الاتحاد العام للأدباء والكتّاب العرب خلال اجتماعهم في الجزائر، مؤخرا، الاحتفاء بالمنامة عاصمة الثقافة العربية 2012. وقال الشاعر ابراهيم بوهندي رئيس أسرة الأدباء والكتاب البحرينية، حسبما نقلته وكالة أنباء البحرين، إن الأسرة طرحت أثناء مشاركتها في اجتماعات المكتب الدائم للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب التي عقدت في الجزائر مؤخرا الاحتفاء بالمنامة عاصمة الثقافة العربية 2012 وهو القرار الذي لاقى استحسان الجميع. ونوه إلى أن البيان الختامي الذي صدر في ختام الاجتماع أكد "عزم المجتمعون على بذل الجهود الضرورية لإنجاح تطبيق القرار المتخذ باعتبار المنامة عاصمة للثقافة العربية أسوة بما تم مع عواصم عربية أخرى"، مشددين على اقتراحهم السابق بأن تعلن القدس عاصمة دائمة للثقافة العربية، يتم الاحتفاء بها جنباً إلى جنب مع العاصمة التي يقع الاختيار عليها. وبهذه المناسبة، قرر الأدباء والكتاب العرب بأن يعقد المؤتمر العام الخامس والعشرين والفعاليات الثقافية المصاحبة له في ضيافة أسرة أدباء وكتاب البحرين برعاية وزارة الثقافة البحرينية في نهاية عام 2012. من جهة أخرى، وتحت شعار "أبواب العودة" جدد منتدى الوحدات الثقافي مبادرته بإعلان القدس العاصمة الأبدية للثقافة العربية للسنة الثالثة خلال مهرجان خطابي وفني أقامه، مساء أول أمس الأحد، بمسرح عمون وسط العاصمة الأردنية عمان بحضور جماهيري كثير. وقدمت فرق جفرا للثقافة والفنون بقيادة صوت القدس حسن سلطان، وزهرة المدائن التابعة لنادي الوحدات بقيادة الموسيقار محمد حسونة، وإناث مدرسة مخيم عمان الإعدادية الرابعة، باقة من أغنيات التراث الفلسطيني وعرضا للأزياء الشعبية لاقى استحسان الحضور. وخلال المهرجان، الذي أداره الفنان عبد الكريم القواسمي، قال قاضي قضاة فلسطين تيسير التميمي إن المقدسيين يتعرضون لأبشع جرائم التطهير العرقي، مشيرا إلى أن "نائب رئيس بلدية القدسالمحتلة أصدر قرارا بطرد 70 ألف مقدسي، هذا اليوم الأحد"، وأضاف: "إن القدس لنا بقرار رباني وإن زعماء إسرائيل يساومون لنعترف بيهودية دولتهم، مؤكدا أن كل من يعترف بيهودية الكيان الإسرائيلي كافر بالإسراء والمعراج"، كاشفا عن مشروع لإسكان مليون مهاجر يهودي في القدس. وحول زيارة القدس، قال التميمي: "هناك من حرّم زيارة القدس من علمائنا باعتبارها تطبيعا مع المحتل، ولكنني أقول إذا كان الهدف هو الصلاة في الأقصى ودعم صمود أهلها والمبيت في فنادقها والشراء من تجارها، وعدم الذهاب إلى القدسالغربية أو شواطئ تل أبيب للسياحة والمتعة، فهذا جائز شرعا. ووصف التميمي صمت الأمتين العربية والإسلامية بأنه مريب، مشيرا إلى أن هناك 200 كنيس و70 مستوطنة داخل البلدة القديمة، وتساءل هل هناك مشروع عربي إسلامي لمواجهة المخطط الصهيوني؟! وأكد أن المدينة المقدسة وحق العودة جوهر القضية الفلسطينية وأي تنازل يعد تصفية لقضيتنا العادلة، كما يرى التميمي أن الوطن البديل يعد تصفية للقضية الفلسطينية، فالأردن للأردنيين وفلسطين للفلسطينيين، ولا يمكن أن تمر المؤامرة التي وصفها بأنها خبيثة وكل من يتحدث أو يفكر في الوطن البديل يتآمر على قضيتنا ووجودنا ومقدساتنا. ربيع فلسطيني قادم وعبر الهاتف ومن قلب القدس، خاطب خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري الحاضرين بقوله: "سنبقى المنزرعين في معراج نبينا بلد الفاروق وبلال بن رباح وصلاح الدين والعلماء ونواجه مخططات الاحتلال... جذورنا مزروعة منذ آلاف السنين". ووصف التهويد بأنه عمل إجرامي مرفوض. قائلا: إننا "ملتزمون بحقنا الإلهي تجاه قدسنا الذي لا يقبل أي تنازل". بدوره، تمنى عضو مجلس النواب الأردني السابق "راعي المهرجان" يوسف القرنة أن يكون الربيع العربي ربيعا لفلسطين، وليس سايكس بيكو أو شرق أوسط جديدا، ودعا الفلسطينيين إلى الخروج عمّا سماه الرتابة وقال: "آن الأوان لانتفاضة ثالثة ومقاومة واحدة سلمية أم سياسية أم عسكرية، آن للفعل الفلسطيني أن يخرج من قمقمه"، وأكد القرنة أن "الوطن البديل مؤامرة صهيونية وهذا يدفعنا للوقوف موحدين لمواجهة المؤامرة التي تحاك ضد الأردن". توحيد الصفوف أما رئيس منتدى الوحدات الثقافي، عزمي صافي، فأدان محاولات الترويج لدولة فلسطينية منقوصة ومقتصرة على الضفة الغربية وغزة خالية من عاصمتها القدس، ودعا الأمتين العربية والإسلامية إلى توحيد صفوفها وإنهاء الخلافات في مواجهة التحديات، كما دعا أنصار الحق والحرية إلى رفع الظلم عن شعب يعاني القمع والاستبداد وتعاني مقدساته وتاريخه وفولكلوره من التزوير. ومن جانبه، يرى الأمين العام لمؤتمر "شد الرحال للقدس" هشام التلاوي أن القدس ليست رمزا احتفاليا فقط، ففلسطين هي القدس، ولا قيمة لنابلس أو حيفا أو يافا بدونها، وقال: "لن نلتفت لمن يتهمنا بالتطبيع فهي اتجاهنا، ولن تضيع طالما نقشناها في وجدان أطفالنا وكل عربي ومسلم، ودعا إلى الذهاب إلى القدس لمن يستطيع لدعم أهلنا ماديا ومعنويا.