قال محمد بن رازق مدير تطوير الأعمال في مؤسسة "فارس للتجارة و التعاون والشراكة " ومقرها في إمارة الشارقة بالإمارات العربية المتحدة، إن فكرة إقامة معرض دائم للجزائر دبي ليست جديدة، بل شرع في دراسة خطواتها منذ سنوات لما لها من اسقاطات ايجابية على أكثر من صعيد، تخدم الاقتصاد والشراكة البينية الجزائريةالإماراتية، وكان مشروع إقامة هذا المعرض الترويجي للمنتجات الجزائرية في صلب محادثات اللجنة المختلطة في دورتها الأخيرة في العاصمة الإماراتيةأبوظبي، حيث اتفق على دعم هذا المسعى بقوة. وأكد بن رزاق أن المبادرة قطعت حتى اليوم، أشواط عمل كبيرة على صعيد التحضير ووضع الترتيبات الأخيرة لهذا المشروع لإقناع أكبر عدد من المنتجين والمصدريين الجزائريين بجدوى المشاركة في هذا المعرض الذي يهدف على المدى المتوسط والبعيد إلى تعزيز الاستثمار البيني والشراكة والتعاون، مؤكدا أنه وإلى غاية منتصف شهر ديسمبر الجاري أبدت العشرات من المؤسسات الاقتصادية الناشطة في مختلف القطاعات نيتها واستعدادها المبدئي للمشاركة في هذا المعرض الدائم وقد استوفت جميعها شروط التسجيل وفقا للتنظيم التجاري الخاص بضبط وتنظيم التعاملات الخارجية في الإمارات العربية المتحدة، مؤكدا في اللقاء الذي نشطه أمس الاثنين مناصفة مع المدير العام للوكالة الوطنية لترقية التجارة الخارجية محمد بنيني بمقر الوكالة، أن المعرض الجزائري في دبي ليس بهدف تسويق المنتجات في الإمارات العربية المتحدة، بقدر ما يستهدف الأسواق المجاورة في المنطقة والتي تمثل سوق ب 1.5 مليار مستهلك، موضحا أن الجزائر تأخرت عن ركب التجارة الدولية في المنطقة بخلاف دول الجوار مثل تونس والمغرب اللذان دشنا معرضهما الدائمين قبل حوالي 3 سنوات وكانت لهما مردودية وربحية ملفتة. وأضاف بن رازق أن الإمارات العربية المتحدة ستعفي في إطار هذا المعرض الدائم المنتجات الجزائرية من الحقوق والحواجز الجمركية، وستكتفي فقط بإلزام المصدرين الجزائريين بدفع 4 بالمائة كضريبة لعبور السلع، وهو إجراء ثمنه المتعاملون الجزائريون، على اعتبار أنه محفز لتكثيف نشاطاتهم سواء على صعيد التصدير أوالاستيراد. من جانب آخر، قال بن رازق إن المعرض الجزائري الدائم في دبي سيكون أيضا فرصة ليس للتجارة فحسب، بل لإقامة علاقات عمل وشراكة بين المتعاملين الجزائريين ونظراءهم الإماراتيين وباقي المتعاملين الاقتصاديين في منطقة الخليج العربي، موضحا أن التجربتين التونسية والمغربية في المنطقة كانتا ناجحتين للغاية، حيث تم استقطاب العشرات من المستثمرين الإماراتيين إلى البلدين في إطار علاقات الشراكة والتعاون التي أبرمت على هامش معرضيهما الدائمين في دبي. وسيحاول معرض الجزائر في دبي اقتفاء اثر التونسيين والمغاربة والاستفادة من تجربتيهما في أسواق المنطقة. وحسب ذات المسؤول، فان المعرض الجزائري سيكون "بارومتر" حقيقيا لقياس مدى تنافسية المنتج الجزائري في منطقة الخليج العربي، مبديا تفاؤله بنجاح التجربة بالنظر إلى الباع والصيت الكبير الذي حققته المنتجات الجزائرية في العديد من الأسواق الخارجية، خصوصا في إفريقيا وعدد من الدول الأوروبية التي اعترفت بجودة المنتج الجزائري وتنافسيته الكبيرة. للتذكير، فإن مؤسسة "فارس للتجارة والأعمال والشراكة" تأسست سنة 1985 يسيرها رجل الأعمال الإماراتي سيف سعيد بن ساعد السويدي ومقرها في إمارة الشارقة، مهامها تقريب المستثمرين العرب وربط علاقات الشراكة والتعاون البيني بما يخدم المصالح الإستراتيجية لكل طرف.