أطاح تمرد عسكري، بأبرز الضباط الموالين للرئيس اليمني علي عبدالله صالح، منذ تولي الأخير رئاسة اليمن في العام 1978، حيث جاء ذلك غداة مطالبة الإدارة الأمريكية الأطراف اليمنية المتصارعة “الالتزام الصارم” باتفاق نقل السلطة، الذي رعته “المبادرة الخليجية” لحل الأزمة المتفاقمة في اليمن، على وقع احتجاجات شعبية مطالبة بإسقاط النظام الحاكم. وأعلن ضباط وجنود في دائرة التوجيه المعنوي التابعة للجيش اليمني، تمردا على مدير الدائرة العميد الركن علي حسن الشاطر (70 عاما)، الذي يعد أبرز معاوني الرئيس صالح، طيلة 33 عاما، كونه يشرف على الجهاز الإعلامي للقوات المسلحة والأمن، منذ أكثر من 35 عاما، كما يرأس صحيفة 26 سبتمبر العسكرية الأسبوعية، المقربة من القصر الرئاسي. ووفقا لمصادر اعلامية، قال مصدر بدائرة التوجيه المعنوي لجريدة (الاتحاد) إن عددا من الضباط والجنود المنتسبين للدائرة تمكنوا من السيطرة بشكل كامل على مقر الدائرة، المطل على ميدان التحرير، وسط صنعاء، والذي يعتصم فيه المئات من المسلحين القبليين المواليين لصالح، منذ 3 فيفري الماضي وأضاف أن هؤلاء الضباط الجدد، طالبوا بإقالة الشاطر لتورطه في قضايا فساد، مشيرا إلى أن أغلب العاملين في دائرة التوجيه “انضموا” لهم وأيدوا مطالبهم. وقد عُرف الشاطر بصرامته الشديدة ضد العاملين معه، إضافة إلى معاداته الدائمة للصحفيين المواليين للمعارضة التي تتهمه، ومنظمات حقوقية غير حكومية، بالتضييق على الحريات الصحفية في اليمن. وأكد المصدر أن منفذي التمرد قاموا بإغلاق كافة مكاتب دائرة التوجيه، قبل أن يقطعوا الطريق الرئيسي الذي يمر أمام المبنى، المحاط بحراسة أمنية مشددة، ما تسبب بزحمة سير شديدة، في الطريق الذي يربط شمال العاصمة بجنوبها.مشيرا إلى أن قوات تابعة للشرطة العسكرية قامت بمحاصرة دائرة التوجيه المعنوي للجيش اليمني. وأضاف أنه شوهد جنود من قوات الشرطة العسكرية، يقطعون طريقا مؤديا إلى ميدان التحرير، حيث سمحوا لعدد من الحافلات التي تقل مواطنين يعتقد أنهم مناصرون للسلطة، بالمرور إلى الميدان، الذي كان يشهد تظاهرة موالية لصالح، الذي يواجه منذ نحو عام أعنف موجة احتجاجات مناهضة له.. وقال مصدر آخر بدائرة التوجيه المعنوي إنه تم اختيار العقيد الركن يحيى جعدار، الذي يشغل، منذ نحو عامين، منصب نائب مدير دائرة التوجيه المعنوي للشؤون الدينية، مديرا للدائرة خلفا للشاطر، مشيرا إلى أن “الضباط الثوار” يرفضون هذا الاختيار، بحجة أن جعدار، مقرب من قائد المنطقة العسكرية الشمالية الغربية، اللواء علي محسن الأحمر، الذي انشق عن الرئيس صالح، أواخر مارس الماضي، وأضاف أن هؤلاء، يطالبون بتعيين العقيد علي غالب الحرازي، نائب مدير دائرة التوجيه المعنوي، أو العقيد عبداللطيف عبدالله، رئيس مجلة الإيمان الدينية” التي تصدرها الدائرة العسكرية. وتزامن هذا التمرد مع حركات احتجاجية تشهدها العديد من المؤسسات الحكومية والعسكرية في اليمن، المضطرب أمنيا وسياسيا منذ مطلع العام الجاري. و كانت مصادر اعلامية يمنية، أعلنت أمس الأول،عن اعتصامات واحتجاجات للموظفين في اللجنة العليا للانتخابات والاستفتاء بصنعاء، وجامعة تعز، إضافة إلى “تغيير” مدراء بقوات خفر السواحل بمحافظة الحديدة غرب اليمن. وقال مصدر مسؤول بحزب الإصلاح الإسلامي المعارض، إن المعارضة تدعم بقوة الحركات الاحتجاجية داخل المؤسسات الحكومية، كونها تساعد على تطهير الفساد في البلاد، مشيرا إلى أن أداء الحكومة الانتقالية، التي ترأسها المعارضة، سيكون معرضا للفشل في حال استمرت القيادات الحكومية الفاسدة في عملها، على حد قوله.