أسقط مسلحون قبليون صباح أمس الأربعاء طائرة حربية يمنية في منطقة أرحب شمال صنعاء حسبما أفادت مصادر قبلية وشهود عيان لوكالة الأنباء الفرنسية. وقال مصدر قبلي إن مقاتلين قبليين "اسقطوا بواسطة المضادات الجوية طائرة حربية في بيت عذر وسط منطقة أرحب" على بعد 40 كلم شمال صنعاء، مشيرا إلى أن الطائرة من طراز سوخوي 22. من جانبه، قال شاهد عيان لذات الوكالة، أنه رأى "حطام الطائرة المشتعل على الأرض وقد توافد سكان المنطقة نحو المكان". كما أكد مصدر قبلي للوكالة، أنه تم العثور على الطيار حيا في المنطقة وهو بات في أيدي القبائل دون أن يدلي بالمزيد من التفاصيل. ويقوم الطيران منذ أيام بقصف قرى منطقة أرحب شمال صنعاء دعما للقوات الموالية للرئيس علي عبدالله صالح التي تخوض معارك مع مسلحين قبليين معارضين في هذه المنطقة، لاسيما بعد مقتل عميد في الحرس الجمهوري خلال هجوم قبلي في نهم (60 كلم شمال صنعاء) ليلة الأحد إلى الإثنين. كما أفاد مصدر قبلي أن ثلاثة مسلحين قبليين قتلوا ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء في "نهم". وتتحكم قرى منطقة أرحب في المدخل الشمالي للعاصمة وتضم خمس قواعد تابعة للحرس الجمهوري بقيادة أحمد، النجل الأكبر للرئيس اليمني. ويشكل انتشار وحدات الحرس الجمهوري في مناطق شمال صنعاء مانعا أمام اتصال قوات اللواء المنشق علي محسن الأحمر بتلك المتمركزة في شمال اليمن. وأدت المعارك في المنطقة بين الوحدات العسكرية الموالية والمعارضة وكذلك بين القبائل المؤيدة والمناهضة للرئيس الى عشرات القتلى. و كان انفجار عنيف ناجم عن سقوط قذيفة هاون قد هز مساء أول أمس مقر قيادة معسكر الأمن المركزي اليمني في شارع حده بالعاصمة اثر تهديدات أطلقها نجل الأخ الشقيق للرئيس اليمني يحي محمد صالح بقطع رواتب الفرقة الأولى مدرع المؤيدة لمطالب المحتجين الذين ينادون بتنحي الرئيس علي عبد الله صالح وأسرته عن حكم اليمن. وأكد مصدر أمني لوكالة الأنباء الفرنسية، أن الانفجار الذي وقع مساء الثلاثاء كان نتيجة قذيفة هاون سقطت على المعسكر مما تسبب في جرح 4 جنود كانوا في ميدان التدريب. وقال شهود عيان أن عدداً من العربات المحملة بالعتاد العسكري والجنود، خرجت عقب الانفجار مباشرة من المعسكر من دون أن تعرف وجهتها، مشيرين إلى أنها توزعت في عدة جهات من صنعاء. واتهم المصدر الأمني اللواء المنشق علي محسن صالح الأحمر قائد الفرقة الأولى مدرع بالوقوف وراء استهداف المعسكر، وقال "ان الحادث وقع بعد تهديد من اللواء المنشق". ويأتي هذا التطور عقب تهديدات أطلقها قائد المعسكر يحي محمد صالح طالب فيها "إعادة هيكلة الفرقة الأولى مدرع، وتعيين قيادة جديدة لها ودعوة جنودها وضباطها للانضمام للقيادة الجديدة، وإيقاف المستحقات المالية والمادية عن القيادة المعزولة". وقال صالح الصغير "لقد جندت قيادة الفرقة الكثير من شباب الإصلاح "الإخوان المسلمون"، والمتطرفين فيها خارج لوائح القانون العسكري، وسخرت سلاح الدولة والمؤسسة العسكرية لدعم الصراعات السياسية، والآن تنشر آليات الجيش داخل الأحياء السكنية في صنعاء، وهي مبررات كافية لعزلها وإيقاف مستحقاتها ومحاكمتها". يشار إلى أن ميزانية الفرقة الأولى مدرع التي انشقت عن الجيش اليمني بقيادة الأخ غير الشقيق للرئيس اليمني اللواء على محسن صالح الأحمر تصل إلي نحو ملياري ريال يمني أي نحو 10 ملايين دولار شهريا، فيما تصل موازنة باقي القوات الموالية لصالح أضعاف تلك الموازنة في بلد يصنف بالأفقر على مستوي منطقة الشرق الأوسط.