في اليوم العالمي للصحافة المصادف لتاريخ الثالث من ماي من كل سنة، ارتأت "الأمة العربية"، دردشة مع الإعلامي الدكتور اسماعيل دبش، حول بعض النقاط التي تهم بعض جوانب المنظومة الإعلامية في ظل التعددية في الجزائر وكذا رهانات الديمقراطية المستقبلية وإليكم جانبا من هذا الحوار. - الأمة العربية: سيدي كيف تقيمون واقع التعددية الإعلامية في الجزائر بعد أكثر من 20 سنة؟ - الدكتور دبش: إنه لمن الواضح الكم الهائل للعناوين المكتوبة والتي تتجاوز في الجزائر 60 جريدة وهذه الأخيرة تتنوع توجهاتها من المعارضة، الأحزاب، الجمعيات ومختلف المشارب والمصادر الإعلامية وأما عن النوعية فهي لا تقترن أو غير خاضعة للدولة بل للمؤسسة الإعلامية ذاتها والتي كانت محل مغالطات لأن البعض يظن أنها خاضعة لرقابة الوصاية وهو خطأ ودليله أن الكثير من الجرائد تجاوزت القوانين الدستورية وأطلقت العنان للتجريح والإساءة للغير حتى أن تلك التجاوزات أو السلوكات ترقى لمستوى الجناية أو الجنحة وبالرغم من ذلك فلم تمس ولم تمارس ضدها أي سلطة قمعية وهو الشيء الذي يبرهن أن الدستور الجزائري يحمي الرأي والرأي الآخر. - بمناسبة اليوم العالمي للصحافة وكونكم من الأساتذة البارزين في العلوم السياسية هل هنالك فرق بين الإعلام العربي والغربي؟ * إن مسألة حرية الإعلام وكما ذكرت تتعلق بمسؤولية الصحف والقوانين الدستورية بينما في دول أخرى ولو حضرت نفس القوانين فالفرق يكمن في أن تلك الحرية هي موجهة وهو ما نلحظه في الدول العربية، فهي مقيدة بأنظمتها خاصة في المشرق وللأسف فهي عبارة عن تقارير وليست بصحف إعلامية نقدية وإن تحدثنا عن المغرب العربي، فالجزائر من بين الدول المتجذرة في احترام الرأي والرأي الآخر منذ عهد الحزب الواحد ودول مجاورة هناك قوانين تضع الصحافيين وراء القضبان حتى لأتفه الأسباب وبالمقابل في الوطن العربي الإعلام العربي لم يرق لمستوى نزيه وحتى الحرية مقابل الغرب دون أن ننسى أن حتى هذا الأخير يسير وفق استراتيجية ثابتة ذات أبعاد تهدد مصالحهم كالحديث عن العراق، فلسطين، وغيرها وأضيف أن كل هذا لم يمنع من أن الصحافة كان لها تأثيرها في تجنيد المحكمة الدولية خلال الحملة التي شنت ضد عمر البشير ولعبت دورا إيجابيا في الجانب الإنساني ودعم القضايا العادلة أكثر من الإعلام الغربي. - بين هذا وذاك أين ترون التكامل في المنظومة الإعلامية؟ * إن هذه القضية مردها للصحافيين ذاتهم فالله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وبعضهم مطالبون بتفسير سلوكاتهم لأنهم يتصرفون بإيعاز من أطراف وبلا موضوعية في الطرح، وعدة جرائد هي موجهة تقدم مصالح أخرى وتتجاوز المنظومة ولا تحتاجها فهي تسعى للمعارضة من أجل المعارضة وأثبتت فشلها في الانتخابات الرئاسية الأخيرة لأنها دعت للمقاطعة وانتهى الأمر بها للتهميش. وأتوقع وبالموازاة أن برنامج الرئيس سوف يرفض التعددية ويرقي النقص في الإعلام السمعي البصري أو ما يسمى بوسائل الإعلام الثقيلة.