التزم السيد عز الدين ميهوبي كاتب الدولة لدى الوزير الأول المكلف بالاتصال أمس بالعمل على إيجاد صيغة ملائمة لإشراك أهل المهنة والخبراء في إعداد قانون الإعلام الذي سيرى النور قريبا وذلك طبقا لتعليمات رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة الذي ألح على ضرورة التشاور مع الإعلاميين في إنجاز هذا القانون الجديد، والذي سيكون إطارا شاملا لكل المهن المتصلة بقطاع الإعلام. وأوضح كاتب الدولة لدى إشرافه أمس بمقر وكالة الأنباء الجزائرية على افتتاح الفعاليات الخاصة بإحياء اليوم العالمي لحرية الصحافة أنه في ظل غياب تنظيمات مهنية تمثيلية وقوية فإن قطاعه سيعمل على إيجاد الآليات المواتية التي تسمح بإشراك أكبر قدر من المعنيين بمهنة الإعلام وكذا الخبراء والمختصين في مجال الإعلام والاتصال، من اجل إنضاج النصوص القانونية التي ستشمل مختلف المهن المتصلة بالعمل الإعلامي على غرار النشر والإشهار والسمعي البصري وغيرها..مؤكدا بأن الأهداف والآفاق المرجوة من هذا العمل هي الوصول إلى تكريس مهنية الإعلام الجزائري، وعصرنته وتحقيق الغاية السامية منه المتمثلة في حق المواطن في الإعلام. كما ذكر المسؤول أن القانون الجديد سيستند في إعداده إلى كل النقاط الإيجابية التي تضمنها قانونا 1982 و1990 ولا سيما فيما يتعلق بالجانب القانوني وحماية الصحفي، داعيا الأسرة الإعلامية إلى المشارك في إجراء تقييم للذات للوصول إلى وضع إضافات للنصوص الجاري انجازها، والتي لن تقتصر حسبه سوى على مسألة البطاقة الصحفية ''التي كثر السؤال عنها'' بل تتعداها إلى كافة المجالات التنظيمية للمهنة. وفي تقييمه لمسار الصحافة الوطنية منذ إعلان التعددية، اعتبر السيد ميهوبي أن الصحافة الجزائرية مرت بثلاث مراحل بدأت بمرحلة التأسيس التي تميزت بظهور صحافة تعددية متنوعة مع استغلال المهنيين الذين كانوا في الصحافة العمومية للإطار الجديد الذي أتاحه لهم قانون 1990 للعمل في صحف خاصة، بينما وصف المرحلة التي تزامنت مع المحطة الصعبة والدموية التي عاشتها البلاد في التسعينيات بصحافة الكلمة الحرة، ليصل إلى المرحلة الأخيرة من مسار الصحافة الوطنية والتي اعتبرها محطة المهنية، التي تضمن إعلاما هادئا ونزيها وذي مصداقية، مشيرا في هذا الصدد إلى أن ''المهنية تعني أيضا خلو الصحف من كثرة الردود والتصويبات على أخبار غير مؤكدة''. وتأسف كاتب الدولة لدى الوزير الأول لكون الصحافة في الجزائر ورغم مرور 20 عاما على صدور قانون الإعلام الذي اقر التعددية الإعلامية لم ترتق إلى مستوى المؤسسات الإعلامية التي تعد الدراسات وتنشر الأبحاث والإصدارات وتساهم بقدر اكبر في صناعة الرأي العام، وبقيت في معظمها مؤسسات صحفية تسهر فقط على استمرارية صدور الصحيفة، كما لاحظ بأن السنوات الأخيرة كشفت عن غياب أخلاقيات المهنة بشكل كبير والابتعاد عن مبدإ المعادلة الثلاثية التي تشمل الحرية والمهنية وأخلاقيات المهنة، وسجل بأسف أيضا عدم وجود تنظيم يمثل الصحفيين ويسمح للجهات الوطنية بالتداول معه حول القضايا التي تهم مهنة الإعلام، مذكرا في سياق إبرازه للإهتمام الكبير الذي توليه الدولة للقطاع، بوصف رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة للإعلام ب''الركن الحصين في بناء مشروعنا الديمقراطي''. وفي حين أعرب عن ارتياحه للأشواط التي قطعتها عمليتا إنشاء القنوات الإذاعية المحلية ورقمنة القنوات التلفزيونية اعتبر السيد ميهوبي أن مسألة فتح المجال السمعي- البصري تتطلب توفير مناخ ملائم وظروف أكثر تنظيما. وعرض كاتب الدول لدى الوزير الأول المكلف بالاتصال في الأخير البرنامج المسطر هذه السنة لإحياء اليوم العالمي لحرية الصحافة المصادف للثالث ماي من كل عام، مشيرا إلى تنظيم 5 صالونات للإعلام والاتصال بداية من نهار أمس بكل من وهران، قسنطينة، الجزائر، بشار وورقلة، ويوم دراسي في 22 أفريل الجاري بمتحف المجاهد بالعاصمة يخصص لموضوعي مستقبل الصحافة المكتوبة بالجزائر والصحافة والقانون، علاوة على تنظيم مسابقة إعلامية حول موضوع تأهل المنتخب الوطني لكرة القدم إلى كأس العالم.