مصابون يلقون حتفهم قبل الوصول إلى المستشفيات بسبب تأخر الإسعاف معظم الطرقات الخاصة بالمدن الجزائرية الكبرى، وبالخصوص العاصمة، صارت لا تسلم من شبح الازدحام الذي غدا يغلق الطرقات ويعطلها لساعات طويلة، ويعزز هذا الوضع افتقار الثقافة القانونية لعديد السائقين والذين لا يرون بدا في المرور عبر المساحات المخصصة لسيارات الإسعاف في الطرق السريعة أو عدم السماح لها بالتجاوز، برغم صفاراتها التي تطلقها. هذه الذهنيات التي أخذت في الانتشار بين أوساط السائقين، وبالخصوص الشباب، ناهيك عن غياب الثقافة المرورية في أوساطهم، يدفع فيها المسعف حياته جراء تأخره في وصوله للمستشفى. للاطلاع على القضية عن كثب، تقدمت "الأمة العربية" إلى بعض المعنيين من سائقي سيارات الإسعاف، فأكد لنا "ر.س" بأن أغلب سائقي سيارات اليوم يفتقرون لأدنى حس بالمسؤولية، إلا من رحم الله، فلا يتوانى بعضهم في عدم الاستجابة لنا عند نطلب منه الابتعاد بسبب وجود حالات مستعجلة أو توجهنا إلى حالة مستعجلة، وهذا أمر مؤسف.أما "عبد الله" والذي يعمل في مستشفى بالعاصمة، فكشف لنا بأنه برغم وجود رواق لسيارات الإسعاف، إلا أن السائقين لا يتوانون عند عدم وجود رجال أمن الطرقات من الشرطة أو الدرك، في المرور به، بالخصوص في حالات الازدحام، ليسدوا المرور به أمامنا، هذا ما يعطل من عملنا كثيرا ويوصل المريض بمضاعفات كثيرة جراء تأخر إسعافه. وأضاف، أما في وسط المدينة والطرق الفرعية والثانوية الضيقة، فحدث ولا حرج.وعند سؤالنا لبعض الممرضين والأطباء بمستشفى مصطفى باشا، أكدوا لنا بأن الوضعية الصعبة التي يصلنا فيها المريض المسعف، مردها في الغالب إلى تأخر وصوله إلى المستشفى أو عدم تقديم الإسعاف الأولي له في الوقت المناسب، بالخصوص الإصابات التي يتعرض أصحابها لنزيف حاد، سواء الداخلي أو الخارجي. وأكدت الممرضة "راضية" أن دقائق قليلة، قد يتسبب فيها تأخر المسعفين أو وصول سيارات الإسعاف، كافية لتحديد مصير المسعف وتسطير مستقبله.أما السيد حمزة والذي قابلناه بمصلحة الاستعجالات، فكشف لنا بأن تأخر سيارة الإسعاف بسبب الازدحام الكبير للوصول إلى مكان الحادث الذي تعرض له رفيقه إثر سقوطه من السلم وتعرضه لإصابات بالغة، دفعهم إلى نقله بسيارة عادية، هذا ما ضاعف من حالته وزاد من ألمه.ومن جهته، قال لنا نور الدين إن وجود بعض المواطنين المستعجلين فوق اللزوم وبدافع التجاوز، خاصة في أوقات الازدحام المعروفة، وتسببهم في تأزم الوضعية المرورية وخنقها، خاصة من بعض الشباب المتهورين، دفع بأصحاب الأولوية للمرور في ممر الإسعافات والاستعجالات أمرا صعبا، هذا ما يتطلب صرامة أكبر تجاههم من الجهات المعنية، لأن أرواح آخرين في خطر.