مثل الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أمس الأربعاء أمام البرلمان، في استجواب غير مسبوق من قبل نواب مستائين من أدائه. وذكرت وكالة فارس للأنباء أن عددا من الوزراء رافق أحمدي نجاد في الجلسة الخاصة، بعدما استدعته مجموعة من النواب الشهر الماضي للمثول أمام البرلمان. وقد دافع نجاد عن حصيلته السياسية والاقتصادية واستخدم في بعض الأحيان أسلوبا ساخرا، قائلا لمستجوبيه "إن الأسئلة التي طرحتموها لم تكن صعبة، ولو طلبتم مني لطرحت أسئلة أكثر تعقيدا". وأضاف "لقد أجبت على كل أسئلتكم، وإذا منحتموني عددا أقل من عشرين على عشرين فلن يكون ذلك منصفا". وتمحورت أسئلة النواب حول المشاكل الاقتصادية وولاء الرئيس للمرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، وأيضا موقفه من الحجاب الذي يوصف بأنه مبالغ في الليبرالية. وأكد نجاد أن ارتفاع نسبة التضخم وتراجع قيمة الريال الإيراني ليسا ناجمين عن السياسة الاقتصادية لحكومته، بل هما نتيجة العقوبات الغربية والأزمة العالمية. ويُتهم الرئيس الإيراني بإهدار الموارد الحكومية، كما يقول منتقدوه إن إلغاءه دعم المواد الغذائية والوقود تسبب في ارتفاع التضخم بشكل حاد. وقد حاول بعض النواب المناهضين له استجوابه منذ شهور، لكن خامنئي كان يمنعهم من ذلك، إلى أن أصدر البرلمان قرار الاستدعاء الشهر الماضي. وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها استدعاء رئيس إيراني للمثول أمام البرلمان للرد على أسئلة النواب، وذلك منذ قيام الثورة الإسلامية في إيران عام 1979. من جهة أخرى قال خبير نووي أميركي إنه تعرف على مبنى في موقع بارشين العسكري يعتقد بأنه يحتوي حاليا أو احتوى في السابق على غرفة ضخمة لإجراء اختبارات على مواد شديدة الانفجار، وذلك في وقت كررت فيه طهران نفيها وجود أنشطة نووية في الموقع وسمحت لفريق الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتفتيشه. وقال مؤسس معهد العلوم والأمن الدولي ديفد أولبرايت إنه درس صورا التقطتها أقمار صناعية تجارية ووجد مبنى يقع في مجمع صغير نسبيا ومنعزل في بارشين، يتناسب مع الوصف الذي ورد في تقرير أصدرته الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة في نوفمبر 2011. وأوضح أولبرايت أن المجمع المقصود يبعد أكثر من أربعة كيلومترات من منشآت مرتبطة بأبحاث على مواد شديدة التفجير في بارشين زارها مفتشو الوكالة الذرية عام 2005. وقال إن الوكالة لديها أدلة على أن غرفة الاختبارات وضعت في بارشين عام 2000، وأنه جرى فيما بعد تشييد مبنى حولها، وأن هذه الغرفة استخدمت لإجراء تجارب ربما تكون مرتبطة بتطوير أسلحة نووية خلال الأعوام القليلة بعد عام 2000. ومنذ العام 2005، رفضت إيران السماح لمفتشي الوكالة الذرية بدخول موقع بارشين جنوب شرقي طهران أثناء جولتين من المحادثات، وذلك قبل أن تعلن بعثتها الدبلوماسية في مقر الوكالة بفيينا الأسبوع الماضي عن سماحها للمفتشين النوويين بزيارة الموقع مرة أخرى. ولم تحدد طهران موعدا لزيارة الموقع، ورفضت اتهامات غربية بأنها تماطل في ذلك لتطهير بارشين من أي مخلفات للأنشطة النووية.