يجتمع أمس 1300 مجاهد هم اليوم مندوبون عن المنظمة الوطنية للمجاهدين يمثلون مختلف ولايات الوطن في أشغال المؤتمر ال11 للمنظمة الوطنية للمجاهدين. أكد الأمين العام للمنظمة الوطنية لمجاهدين السعيد عبادوأن الانتخابات التشريعية المقبلة تعد "ثمرة جهد مخلص واستشراف واعد من أجل تمكين البلاد من إصلاحات جذرية تؤهل مكونات الدولة لدخول مرحلة جديدة في مسيرتها تحقق عبرها طموحات الشعب والرقي السياسي والاجتماعي والازدهار الاقتصادي" للبلاد. وأضاف الأمين العام للمنظمة في الكلمة الافتتاحية للمؤتمر ال11 للمنظمة أن تجسيد هذه الأهدافيتم في "كنف دولة تحكمها القوانين ويسودها العدل ويعم فيها الأمن والاستقرار ويتمتع فيها المواطن بالحرية وممارسة الديمقراطية". واعتبر المتحدث أن تلك الأسس تعد "اللبنات الأساسية التي تضمن للمواطن العزة والكرامة"، كما تيسر الدرب ل"كسب كل الرهانات والتحديات في أبعادها المختلفة". وعرج عبادو في كلمته إلى الحراك السياسي في الجزائر، مشيرا إلى"التفاعلات" التي تشهدها الساحة السياسية التي "تميزت كما أوضح بميلاد أحزاب جديدة تنتمي إلى مرجعيات مختلفة يظلها سقف الوحدة الوطنية واحترام قيم ومثل الشعب وتقديس تضحياته". وأبرز في هذا الإطار أن التعددية السياسية "تضع الشعب مرة أخرى أمام مسؤولياته في ممارسة حقه بكل سيادة في اختيار من يراهم أهلا للتعبير عن قناعاته وتطلعاته. وتابع عبادو موضحا أن الرئيس بوتفليقة "كان له الفضل في فتح الآفاق أمام البلاد لولوج مرحلة جديدة في مسيرتها"، مشيرا إلى أنه "لا غرابة أن يصدر ذلك من مجاهد أصيل من جيل ميزه الله بخصائص نادرة أبرز ملامحها قدرته على فهم الإرادة الشعبية وإدراكه لأوان الاستجابة لتلك الإرادة وتوفيقه في اختيار الآليات المناسبة لإحداث التغيير المنشود". وأكد في ذات السياق أن "الحاجة تتنامى للاستفادة من تجربة رئيس الجمهورية الذي عرف بفضل صدق عزيمته ونفاذ بصيرته كيف يخرج البلاد مما ألم بها من محن ويؤمن إقلاعها السياسي والاقتصادي والاجتماعي ويعيد لها مكانتها اللائقة بين الدول وكذا تمكينها من التفاعل الإيجابي مع مستجدات حركة التاريخ. وكشف عبادو أن التحضيرات الوطنية للاحتفال بخمسينيتي عيد النصر والاستقلال قد "استكملت مراحلها"، وذلك عشية الاستعداد أيضا لتنظيم الاستحقاق التشريعي المقرر يوم 10 ماي المقبل. وكان رئيس الجمهورية قد أكد في رسالة قرأها باسمه وزير المجاهدين أمام المشاركين في المؤتمر أن "الثورة الحقيقية إرادة تغيير وبناء وتجديد مستمر"، معتبرا أن "الوطنية الأصيلة قرينة المواطنة الصالحة التي ينبغي أن تتجلى لدى كافة أفراد المجتمع وعيا وسلوكا". وأبرز رئيس الجمهورية أن هذه المواطنة تتجلى في "التزام كل المواطنين بتحمل مسؤولياتهم وأداء واجبهم الوطني وممارسة حقهم الدستوري بالمشاركة المكثفة في مختلف المواعيد الانتخابية المقبلة إبتداء من الانتخابات التشريعية معبرين عن اختيارهم الحر مدركين أن صوتهم مهم ومؤثر في صناعة القرار وتحديد المسار وفي حماية مكتسبات البلاد وتثمينها". وذكر رئيس الدولة أن "بلادنا إنتقلت من الشرعية الثورية إلى الشرعية الدستورية" من خلال "تحديث مؤسسات الجمهورية ودعم دولة الحق والقانون وتجذير الممارسة الديمقراطية وكذا حماية الحريات وترقية حقوق الإنسان في مختلف جوانبها".