تبين وثائق وصفت بأنها سربت من داخل الحكومة السورية أن دمشق تحاول اثناء حلفاء الرئيس عن الانشقاق فيما تكافح قوات الامن لقمع الانتفاضة التي تزداد دموية. ولم يتسن التحقق من صحة الوثائق التي قالت قناة الجزيرة الاخبارية انها وضعتها على موقعها على الانترنت بعد الحصول عليها من عضو سابق في حكومة الرئيس بشار الاسد. وجاء في وثيقة يبدو انها من رئيس الوزراء السابق عادل صفر لوزارة الخارجية ان دولا عربية اخرى تحاول اقناع اعضاء من حزب البعث الحاكم في سوريا بالتخلي عن الاسد، ولاسيما بعض الدول العربية الخليجية. وذكرت الوثيقة ان مسؤولين سوريين لقوا تشجيعا للانتقال الى عواصم خليجية وحصلوا على وعود بالحصول على امتيازات. وأضافت الوثيقة ان عواصم اوروبية وعربية معينة تحاول ايضا التأثير على سفراء سوريين وقناصل وملحقين دبلوماسيين للانشقاق والسعي للحصول على حق اللجوء وهي تحاول ايهامهم بأن النظام في سوريا يسقط، وطالبتهم الوثيقة باتخاذ الاجراء المناسب ازاء هذه التحركات المريبة. وقالت الجزيرة إنها تلقت مئات الصفحات من الوثائق التي تكشف عن انشاء "خلية لإدارة الأزمة" للتعامل مع الاحوال الامنية الاخذة في التكشف. وتبين وثيقتان من بين خمس وثائق نشرتها الجزيرة خططا تفصيلية لكيفية خنق الاحتجاجات والاضطرابات في العاصمة دمشق ومدينة حلب التجارية الرئيسية. وتدعو الوثائق الشرطة الى التعامل مع المظاهرات السلمية بطريقة قانونية، لكنها تقول ان قوات الامن يجب ان "تطارد المنظمات الارهابية السرية" التي تظهر. وتقول المعارضة ان قوات الاسد اعتقلت وعذبت الاف الاشخاص كثيرون منهم في اتهامات بالارهاب. وتقول الوثائق ايضا ان قوات الامن يجب ان تقوم بحملة تطهير واسعة النطاق في مدن وبلدات ادلب وقرى بمحازاة حلب. وتدعو وثيقة تشرح بالتفصيل الخطط الامنية الى تنظيم "الرفاق البعثيين" لكي يساعدوا قوات الامن في خنق الاحتجاجات. وتقول ان قوات الامن يجب ان تستخدم هراوات الشرطة لا الاسلحة النارية وهي تعليمات غير متسقة مع لقطات الفيديو التي وضعها ناشطون لقوات تدعمها دبابات تقصف الاحياء المتمردة وقناصة يطلقون النار على الاحتجاجات. وفي ايام الخميس والجمعة حيث تجتذب الاحتجاجات بعد الصلاة حشودا كبيرة تدعو الوثائق قوات الامن في دمشق الى منع دخول سكان من درعا مهد الانتفاضة المستمرة منذ عام ومن ضواحي العاصمة. وقتل اكثر من 8000 شخص في الحملة وفقا لتقديرات الاممالمتحدة. بان كي مون يحذر من "تداعيات هائلة" للأزمة السورية
قال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، امس الاربعاء، إن الازمة السورية بالغة الخطورة ولها "تداعيات هائلة" على العالم. وقال بان في كلمة في العاصمة الاندونيسية جاكرتا في الوقت الذي اندلع فيه المزيد من المعارك وتعرضت ضاحيتان في دمشق للقصف "لا نعرف كيف ستتطور الاحداث، لكن ما نعرفه هو اننا جميعا نتحمل مسؤولية العمل من أجل حل هذه الازمة العميقة البالغة الخطورة". وحققت قوات الاسد مكاسب في مواجهة مقاتلي المعارضة في أنحاء البلاد خلال الاسابيع القليلة الماضية، لكن لا توجد مؤشرات على انحسار العنف مع ورود تقارير عن عدة هجمات شنها الجيش. وقال نشطاء إن الجيش وجه، امس الأربعاء، نيران الدبابات والمدفعية والمدافع المضادة للطائرات الى ضاحيتي حرستا وعربين اللتين تسكنهما أغلبية سنية واستعادتهما قوات الاسد قبل شهرين من مقاتلي المعارضة، لكنهما شهدتا تجددا لعمليات المقاتلين في الايام القليلة الماضية. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان الجيش أطلق النار على حي الخالدية بحمص بعد يوم من مقتل 14 شخصا في المنطقة ذاتها خلال هجمات بالمورتر. وقال نشطاء إن قذائف مدفعية استهدفت بلدة الرستن الى الشمال من مدينة حمص في وسط سوريا وقلعة المضيق الى الشمال الغربي من مدينة حماة، حيث تعرضت حاملة جند مدرعة لاطلاق النار. وقتل جندي في الهجوم. وأظهرت لقطات فيديو قصفا لقلعة المضيق. ولا يمكن التأكد من صحة التقارير الواردة من سوريا من جهة مستقلة، لان السلطات تمنع دخول منظمات مدافعة عن حقوق الانسان وصحفيين، لكن بينما أحرزت قوات الاسد تقدما في ساحة المعارك بدا الرئيس السوري وكأنه يفقد المزيد من المكاسب على الجبهة الدبلوماسية بعد أن تبنت موسكو حليفته التقليدية نبرة جديدة أكثر حدة بعد شهور من المجاهرة بمساندة النظام السوري. وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف لمحطة كومرسانت الاذاعية الروسية "نعتقد أن القيادة السورية ردت بشكل خاطئ على الاحتجاجات السلمية عند بدء ظهورها وترتكب أخطاء كثيرة جدا"، وأضاف "أدى ذلك للاسف.. الى بلوغ الصراع مثل هذه المرحلة الصعبة". كما تحدث لافروف عن فترة "انتقالية في المستقبل" لسوريا، لكنه واصل رفض مطالب من دول غربية وعربية باستقالة الاسد، قائلا إن هذه المسألة "غير واقعية". ولم يتضح على الفور ما اذا كان هذا التغيير في النبرة سيترجم الى تغير ملموس في الطريقة التي قد تتعامل بها القوى الدولية مع هذه الازمة بعد ان شهدت انقساما بسبب سوريا.