تشهد بعض بلديات غليزان أزمة خانقة في بعض الحاجيات، التي يحتاجها المواطن، ولا يمكن الاستغناء عنها، فكان غيابها الواقع المرّ له، حيث إنّ ما رصدته الأمة العربية في الزيارة الميدانية يكشف عن واقع حال المواطنين بحجة إلى التفاتة المسوؤلين، لرفع هذه المشاكل، خاصة وأنّها تزامنت وزادت حدتها مع الموعد الانتخابي المقبل، حيث يطالب هؤلاء بتوفير المازوت، والسيولة المالية، والطوابع الجبائية، وندرة شهادات الميلاد، وهو الرباعي الذي زاد في استياء المواطن، حسبما وقفت عليه الجريدة في الزيارة التي قادتها إلى بلدية جديوية. البداية كانت لنا من مقر البلدية، حيث توجد مصلحة الحالة المدنية، وهناك ندد المواطن الجديوي بالصعوبة التي يلقاها في استخراج شهادة الميلاد، حيث الطوابير اللامتناهية لطالبي هذه الوثيقة، وعند الساعة الثامنة من صباح الخميس الماضي، عجت مصلحة الحالة المدنية بالمواطنين، وآمالهم في الحصول على شهادة الميلاد، لكنّ ما آثار انتباهنا هو أنّ العاملين بهذه المصلحة كانت إجابتهم اتجاه هؤلاء بالنفي، أي لا وجود اليوم لاستمارة شهادة الميلاد الأصلية، ومن هنا كان المواطن الجديوي في قمة الغضب، ليبدأ رحلة البحث عن هذه الشهادة، سواء من علاقاته الودية مع العاملين في هذه المصلحة، أو التوجه نحو البلديات الأخرى، خاصة البلديات الريفية التي لا تتوفر على نسمة سكانية معتبرة، على غرار بلدية حمري أو واريزان، حتى وإن كان مسؤولي هذه البلديات تفطنوا لرحلة طالبي شهادة الميلاد، وراحوا يضعون الختم فوق شهادة الميلاد، حتى لا تستخدم في بلديات أخرى ماعدا البلدية المتوفر فيها، ومن هنا يحكي من صادفته الأمة العربية زادت مشاكل المواطن ثقلا في الحصول على شهادة الميلاد. ويضيف عبد النور وهو شباب بأنّه وان كان قد وجدت هذه الشهادة على مستوى مصلحة الحالة المدنية لبلدية جديوية فإنّ العدد المتوفر لا يكفي ما يريده المواطن، وربط البعض بأنّ نقص هذه الشهادة لكثرة الطلب عليها، خصوصا وأنّ الجزائر ستكون يوم 10 ماي مع موعد الانتخابات التشريعية، فمن المواطنين بحجة إلى تجديد بطاقة التعريف الوطنية، تحضيرا لهذا الاقتراع، ولإنشاء ملف هذا التجديد يتطلب توفير شهادة ميلاد المعني الأصلية وشهادة أحد الوالدين، حسبما صرح به مصدر من مكتب بطاقة التعريف الوطنية بدائرة جديوية، فامتعاض المواطن اتجاه ندرة شهادة الميلاد، والساعات التي يقضيها حتى يتم الحصول عليها لا يزال يشغل باله، وبحاجة إلى التفاتة السلطات المحلية لإيجاد الطريقة المثلى في القضاء على هذا المشكل، الذي يبقى متواصلا، خاصة في فصل الصيف، والوتيرة التي تشهدها مصلحة الحالة المدنية ببلدية جديوية هي نفسها الصورة التي ألفها المواطن هذه الأيام، أي أسابيع قبل اقتراع 10 ماي. وأصحاب ملفات تجديد بطاقة التعريف يعانون من ندرة الطوابع مشكل آخر أثقل كاهل المواطن الجديوي، وحتى المواطن في بلديات غليزان الأخرى، بل حتى في عاصمة الولاية، وهو مشكل غياب الطابع الجبائي ذات 100 دج في قباضات الضرائب، حيث كشف عدد من الموطنين في حديثهم مع الأمة العربية بأنّ هذه الأزمة حلت منذ أيام بهذه البلدية، وحتى في بلديات أخرى، حيث كشفت رحلتهم بأنّ غياب الطابع الجبائي أصبح قاسما مشتركا في جميع البلديات، وهو الطابع الذي يستعمله المعنيون في استخراج بطاقة التعريف الوطنية أو تجديد هذه البطاقة، حيث إنّ أغلب هؤلاء صدموا بغياب الطابع، بعد أنهوا عذابهم في تكوين الملف، الذي من شروطه توفير شهادة ميلاد المعني والأب، وعندما يطلب من المواطن في أي ملف يريده شهادة الميلاد، يتصور عذابه مع رحلة شاقة في الحصول على هذه الوثيقة، ولدى الزيارة التي قادت الجريدة إلى قباضة الضرائب بجديوية، الخميس الماضي، أكد العاملون غياب هذا الطابع، وأنّ ما هو موجود من صنف 20دج، وهو الطابع الأخر الذي لم يكن قبل أيام متوفرا في هذه القباضة، حيث يستعمل في استخراج شهادة السوابق العدلية، وعن مشكل غياب الطابع الخاص في تكوين ملف بطاقة التعريف الوطنية فإنّ المواطنين يأملون في توفره، قبل إنهاء صلاحيات بعض الوثائق، خاصة أنّ إنشاء مثل هذه الملفات تتزامن مع الموعد الانتخابي، وأغلب المواطنين يلجأوون في هذه الأيام إلى تجديد بطاقات التعريف الوطنية، لاستعمالها يوم الاقتراع، من أجل تأدية الواجب الوطني، خاصة بالنسبة لسكان الريف، ومنهم النساء على وجه أخص، يتفكرون بطاقة التعريف الوطنية كل موعد انتخابي، فلا تكاد تستعمل هذه البطاقة عند القرويين إلا في هذه المناسبة. زبائن بريد الجزائر يصدمون بغياب السيولة رحلة المواطن لا تنتهي، فإذا كان البعض يبقون بحاجة إلى توفير استمارات شهادة الميلاد أو الطوابع الجبائية فإنّ رحلة تزيد شقوة في البحث عن السيولة المالية، بريد الجزائر في بلدية جديوية، يعرف هذه الأزمة، حيث إنّ المواطن يصدم عندما يفتح مكتب البريد أبوابه بخبر غياب السيولة، فالغياب والنفي هو ما يسمعه المواطن في هذه البلدية، وهو ما رصدته يومية الأمة العربية في الزيارة التي قادتها إلى بريد الجزائر بجديوية، حيث المكتب شبه فارغ، لكنّ المواطن هناك تأكد من استمرار الأزمة، ولدى استفسارنا سرّ الصورة التي أصبح عليها هذا المكتب خصوصا في الصبيحة، فكانت انطباعات المواطن بسبب ندرة السيولة المالية، وقد اشتكى زبائن بريد الجزائر في هذه البلدية يتواصل الأزمة، خاصة وأنّ المواطن والموظف ملزم بالإنفاق على أهله، فحتى أصحاب المحلات، أضحوا يعلقون داخل لوحات مكتوب عليها " شد مد القرض مات"، فالقرض من التجار أصبح صعبا، وغلاء الأسعار أصبح عنوان المعاناة اليومية، وفي غياب السيولة يزيد المواطن غبنا يقول أحدهم، الذي أكد بأنّ العثور على السيولة في بريد الجزائر أصبح عسيرا، حيث إنّ بعض الموظفين يرغمون إلى قطع العشرات من الكيلومترات، وساء بالتوجه إلى ولايات مجاورة، على غرار الشلف ومستغانم، وألح الزبائن على ضرورة توفير هذه السيولة، خاصة أنّ قطاع التربية والتعليم العالي في عطلة ربيعة، وتعد العطلة عندهم فرصة للتنقل من أجل زيارة الأهل والأقارب، وهذا في نظرهم يتطلب توفير السيولة، التي تبقى معاناة الجديويين، وهم الذين يعانون الأمرين في رحلة البحث عنها. المازوت يحضر صباحا ويغيب مساء لفت انتباهنا ونحن نتجول عبر الشارع الرئيسي لمدينة جديوية، شارع عالم عبد الرحمن، وضعية محطات توزيع الوقود، حيث لا تتوفر بلدية جديوية سوى على محطتين، احدها تتواجد قرب السوق اليومي المغطاة، والأخرى على مشارف المدخل الشرقي للمدينة، ولأنّ بلدية جديوية حيوية بموقعها، يقطعها الطريق الوطني رقم 04، الذي لا تزال الحركة المرورية عليه معتبرة، حيث يشهد يوميا توافد كبير للمركبات على اختلاف أنوعها، هذا الوضع خلق أزمة في مادة الوقود، خاصة مادة المازوت، التي تنعدم في بعض الأحيان على مستوى المحطتين، وحسب الانطباعات المسجلة لدى أصحاب المركبات فقد انتقدوا ندرة المادة، حيث أفادوا بغيابها في المساء، وحضورها في بعض الأيام خلال الفترة الصباحية، لأنّ أيضا بلدية جديوية هي منطقة فلاحية، هي مدينة اللحوم الحمراء، فإنّ معاناة الفلاحين في البحث عن هذه المادة لم تنتهي، ولا يزال النقص يشكل عائقا أمام هذه الفئة، ناهيك أنّ أغلب المركبات أضحت اليوم تستهلك مادة المازوت.