عرس كبير ب "لعقيبة" تحت حرارة شديدة وأجواء غير ملائمة، توج مساء أول أمس شباب بلوزداد بلقب كأس الجمهورية السادسة بعد فوزه على أهلي برج بوعريريج بركلات الجزاء (21) بملعب مصطفى تشاكر بالبليدة. الشباب لم يكن في يومه تماما وتحمّل ضغط "الجراد الأصفر" الذي اكتسح وسط الميدان والملعب، حيث عانى أبناء "لعقيبة" الأمرّين قبل أن يناموا وكوابيس الخسارة تطرق أحلامهم وتكاد لا تفارقهم رغم التتويج، لكنهم فرضوا منطقهم بعد أن استغلوا سذاجة البرايجية المنقوصين من خبرة كأس الجمهورية التي كانت ميزة البلوزدايين الذين استعملوها كسلاح يدافعون به عن أنفسهم، وكان لهم ذلك. * فلاح برأس مرفوع ويستحق الوساملعل كل من تابع المواجهة النهائية، يقول في نهاية الأمر إن ابن مدينة "السوڤر" أحمد فلاح هو الذي كان وراء تتويج فريقه بنسبة أقل ما يقال عنها إنها كبيرة. الحارس بفضل عزيمته وطريقته في الحفاظ على شباكه، جعلته يفوز على خبرة الحارس البرايجي كيال. فبغض النظر عن تصديه لضربات الترجيح، أنقذ مرماه من أهداف محققة وقاتلة خلال الأشواط الأربعة، على غرار مخالفة ولد رابح، قذفة بوحربيط وكرة إسامبا الأخيرة في د 119 التي كادت تقطع أنفاس البلوزداديين. وبعد كل هذا الإنجاز، يستحق فلاح وسام البطل وسيبقى رأسه مرفوعا في السماء. * بوقجان أدهش الجميعأجمع الكثير من المتتبعين على أن المدافع الأيسر لشباب بلوزداد خليل بوقجان كان أحسن لاعب فوق أرضية الميدان، حيث كان وبكل برودة أعصاب بمثابة جدار منيع تحصنت به المنطقة الخلفية نظرا للطريقة الفذة التي دافع بها عندما أوقف أغلب الكرات الخطيرة التي كان ينقلها البرج، وعليه يمكن القول إن بوقجان أعاد الثقة لنفسه بعد فترة فراغ مر بها. * بن عبد الله فاجأ حنكوش لم يكن المدرب حنكوش يتوقع تماما أداء لاعبه بن عبد الله الذي كان قاب قوسين أو أدنى من عدم المشاركة. بلوزداد كانت قد استغنت عنه لصالح الفريق العسكري، قبل أن تسترجعه في آخر المطاف، إذ أن عدد مشاركاته يعد على الأصابع وإسمه في قائمة اللاعبين المسرحين، لكنه خالف التوقعات وأعطى الكثير عند إحلاله محل المهاجم باي الذي ظهر بوجه شاحب قبل أن يدخل مكان آيت واعمر. • براجة كافح لوحده في الهجوم النقطة السوداء التي عرفها شباب بلوزداد، هي الخط الهجومي الذي أخذ نوما طوال 120 دقيقة، إلا ابن وهران صديق براجة المهاجم الوحيد الذي كافح لوحده ونقل الخطر إلى منطقة برج بوعريريج بفضل مهارته وسرعته في توغلاته، حيث كان وراء معظم المخالفات التي أتيحت لفريقه. وبالرغم من أنه لم يوفق في التسجيل خلال الوقت الرسمي، إلا أنه وقّع هدفا رائعا في ركلات الترجيح. • • * نيبي الحاضر الغائب كان قلب هجوم بلوزداد البوركينابي نيبي الحاضر الغائب في المواجهة النهائية ولم يكن في يومه، حيث لمس عددا قليلا من الكرات التي كانت تنتهي عند المدافعين دون أن تمر إلى الحارس كيال. لكن نيبي رد الصاع صاعين في ركلات الترجيح، حيث أمضى هدفا في منتهى الروعة، أدخل الثقة في نفوس اللاعبين وزميله فلاح الذي تصدى لمحاولتين. • * أنصار بلوزداد: "بوتفليقة ماعندناش الماء"ردد أنصار شباب بلوزداد عبارة "بوتفليقة ماعندناش الماء"، مباشرة مع بداية عزف أداء النشيد الوطني، حيث أرادوا أن يوصلوا إلى فخامة الرئيس بوتفليقة معاناتهم والطريقة الوحشية التي عوملوا بها في ملعب تشاكر، وكان بعضهم قد أغمي عليه من شدة الحر والعطش. وبالمقابل، ردد أنصار البرج عبارات مماثلة. • * الحرارة تجاوزت 40 درجة والماء ممنوعيمكن القول إن السلطات المعنية لم تختر الوقت الملائم لإقامة نهائي كأس الجمهورية، خاصة مع الحرارة الشديدة التي عرفتها مدينة البليدة والتي تجاوزت 40 درجة، ما جعل الأنصار لا يقوون على تشجيع فريقهم من شدة الحر والعطش. وعلاوة على ذلك، كانت الحنفيات "ناشفة" ولا توجد فيها قطرة ماء، الأمر الذي احتار له الجميع للمعاملة الحيوانية التي يعامل بها المناصر الجزائري. • • * الحماية المدنية ألهبوا المدرجات • عناصر الحماية المدنية صنعوا لوحدهم الفرجة في المدرجات، على مدار 120 دقيقة، فتارة يحملون رايات برايجية وتارة أخرى بلوزدادية، بالمقابل خيم سكوت رهيب وسط أنصار الفريقين بسبب التعب، حيث صرح أحد المناصرين قائلا "بإمكان الحماية المدنية أن يلهبوا المدرجات يومين متتاليين، كيف لا وقارورات المياه المعدنية الباردة أمامهم والجمهور يكاد يموت عطشا". • • * "السياربي" نالت حصة الأسد • نال أنصار شباب بلوزداد حصة الأسد في تذاكر دخول الملعب، حيث احتل مناصرو الشباب مدرجات البليدة وزينوها بالألوان الحمراء والبيضاء وتحصلوا على ست مدرجات، في حين نال "الجراد الأصفر" أربع مدرجات ونصف، ومع ذلك صنع صورة جميلة ستبقى خالدة في الأذهان بالأصفر والأسود. • * راية الوفاق حاضرة بالبليدة • يبدو أن العلاقة بين أنصار بلوزداد وسطيف زادت قوة خلال الموسم الأخيرة وأصبح المناصرون من كلا الفريقين يتبادلان الخدمات في وقت الحاجة. الراية السطايفية كانت حاضرة بقوة في مدرجات تشاكر بجانب اللونين الأحمر والأبيض، وساند السطايفية "السياربي " عنادا في غريمه التقليدي أهلي البرج الذي أقصاهم في نصف النهائي، لكن أنصار الكحلة والبيضاء نسوا ذلك الإقصاء بتتويج بلوزداد بالكأس الذي صنع أفراحهم.* رأس الوادي عاشت ليلة بيضاءمدينة رأس الوادي التابعة إداريا لولاية برج بوعريريج، سكانها من أنصار وفاق سطيف لم يناموا أول أمس وقضوا ليلة بيضاء بتتويج شباب بلوزداد بلقب الكأس، حيث أعلنوا عن أفراحهم وجابوا شوارع المدينة ب "الفيميجان" وحملوا في أيدهم كل شيء يحتوي على اللونين الأحمر والأبيض. سكان رأس الوادي يعشقون الوفاق حتى النخاع ويبغضون البرج، رغم أن الدائرة تابعة لولاية برج بوعريريج.* سطيف كلها بالأحمر والأبيض • مباشرة عقب نهاية ضربات الترجيح لصالح بلوزداد، خرج العشرات من أنصار الوفاق يحتفلون بتتويج أبناء العقيبة بالكأس السادسة وجابوا مدينة عين الفوارة بسياراتهم، حيث أعادوا ذكريات تتويج فريقهم بالكأس العربية الموسم الفارط. خروج السطايفية كان عنادا في أنصار أهلي البرج، الذين عادة ما كانوا يفرحون لخسارة الوفاق. • * بعض المناصرين عادوا مشيا من البليدة • لم يجد العشرات من أنصار بلوزداد وسيلة نقل تقلهم وعادوا مشيا إلى العاصمة عبر الطريق السيار، حيث وصلوا في حدود الرابعة صباحا وأشلائهم متناثرة من شدة الإرهاق، الحرارة والعطش الذي تسبب فيه التنظيم الكارثي لمركب مصطفى تشاكر. • * ذوو الاحتياجات الخاصة احتفلوا بالتتويج • لم يقتصر الاحتفال بالتتويج بكأس الجمهورية على فئة الشباب وأصحاب القوامة، بل حتى ذوي الاحتياجات الخاصة من الشيوخ والعجائز خرجوا إلى شوارع بلوزداد حاملين في أيديهم الرايات البلوزدادية فرحا بالكأس التي طالما انتظروها منذ 14 سنة. • * بلوزداد تهدي كأس الجزائر للرموز الذين افتقدتهم • أجمع لاعبو بلوزداد وكل الطاقم الفني والإداري على إهداء الكأس السادسة لأرواح الرموز البلوزدادية التي تبقى خالدة في تاريخ شباب بلوزداد، ويتعلق الأمر بفرحات خميسة، خليفة بوهلال، حميد آيت إقرين، حسين ياماها والشاب وليد الذي توفي مؤخرا. وبالرغم من أن هؤلاء انتقلوا إلى رحمة ربهم، إلا أنهم كانوا حاضرين وأساميهم ترددت على لسان كل لاعب ومسير. • * حنكوش: "أهدي الكأس لكل بلوزداد" • أعرب مدرب بلوزداد حنكوش عن سعادته الكبيرة بفوز فريقه بكأس الجمهورية، حيث صرح: "كان التخوف باديا في الدقائق الأولى نظرا لطبيعة المباراة، لكن عرفنا كيف نساير الفترات العصيبة التي عرفتها الأشواط التي كانت فيها البرج أحسن من بكثير. لكن بفضل العزيمة والإرادة القويتين، أظن أننا نستحق الفوز عن جدارة واستحقاق، والحمد لله وفقنا في التوقعات وبلوزداد تظفر بالكأس السادسة وخمسة في عينين الحساد". • * قرباج (رئيس بلوزداد): " أهديها لكل من فقدتهم الساحة البلوزدادية" • فرحة عارمة غمرت رئيس بلوزداد محفوظ قرباج عقب إحراز الشباب لقب كأس الجمهورية السادسة، حيث عبّر عن شعوره دون تمعن وقال: "قلت لكم من قبل عندما أجريت قرعة الثمن ربع النهائي التي أوقعتنا مع تلمسان، أنه في حالة ما إذا فزنا على هذا الأخير سننال اللقب، والحمد لله حلمي تحقق وأهدي الفوز للأرواح الطاهرة التي فقدتها الساحة البلوزدادية على غرار خميسة، حرايق، أيت إيقرين والشاب الوليد الذي لم يحضر معنا النهائي". • * فنير "عشت على الأعصاب" • "لا أستطيع أن أصف لكم الفرحة التي تغمرني، ورغم أنني لم يكن لدي الحظ في المشاركة رفقة زملائي، إلا أنه لا يسعني إلا أن أقول إنني نلت أول لقب لي في مشواري الكروي مع شباب بلوزداد. أشكر اللاعبين كثيرا وأهدي الكأس لعائلتي وسكان مدينة الطاهير".