توج فريق شباب بلوزداد بالنسخة ال45 من كأس الجزائر، عقب فوزه في اللقاء النهائي على شباب أهلي برج بوعريريج بضربات الترجيح 2-.1 التي لجأ اليها الفريقان بعد انتهاء الوقتين الإضافيين بالتعادل السلبي. وقد تسلم قائد شباب بلوزداد، معمري كأس الجزائر بحلتها الجديدة من يدي رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، الذي حضر كل أطوار المواجهة التي احتضنها ملعب مصطفى تشاكر بالبليدة، تحت درجة حرارة جد مرتفعة قاربت 40 درجة، مما أثر كثيرا على أداء اللاعبين، الذين أنهوا اللقاء في وقته الرسمي والإضافي بصعوبة كبيرة. وأثبت النهائي ال45 من ''السيدة كأس الجمهورية''، أن كرة القدم لا تعترف بالمنطق، وإنما تكرس منطقها، فترفع من شأن من شاءت وتحط من شأن من أرادت. فرغم أن السيطرة والأداء في المواجهة كان من جانب لاعبي أهلي برج بوعريريج، إلا أن الحظ لم يكن إلى جانبهم، حيث أن عدم تركيزهم أثناء تنفيذ الضربات الترجيحية، منح الخصم شباب بلوزداد أسبقية التتويج بالكأس السادسة في تاريخه، بالإضافة طبعا إلى الدور الكبير الذي لعبه الحارس الشاب لبلوزداد فلاح، سواء أثناء المباراة بتدخلاته الموفقة في أكثر من فرصة، أو بصده لبعض الرميات الحرة لبخة ورفقائه. وبالتالي يمكن القول، إن فريق أهلي البرج دفع ثمنا غاليا بسبب تضييعه عدد من الفرص الذهبية السانحة التي أتيحت له في المباراة، بسبب نقص التركيز لدى خط هجومه. لكن مع ذلك يستحق كل التقدير على ما قدمه طوال مشوار منافسة الكأس، لاسيما وأنه يصل لأول مرة في تاريخه إلى النهائي. بالمقابل، أثبت أبناء العقيبة، أنهم يبقون أحد الاختصاصيين في منافسة السيدة الكأس من خلال إضافة نجمة سادسة إلى رصيدهم الثري. وذلك بعد أن نالها في سنوات 1966 و 1969 و 1970 و 1978 و .1995 **انطباعات حول النهائي ال45 ** ؟محفوظ قرباج (رئيس شباب بلوزداد): '' أنا سعيد جدا بهذا التتويج ولو أننا لم نقدم مباراة كبيرة. لقد نجح لاعبونا في الاحتفاظ ببرودة الأعصاب. ولما رأينا بأن المباراة ستؤول إلى ضربات الترجيح كنت متأكدا بأن الحارس فلاح سيكون في المستوى مثلما فعله في الأدوار السابقة ضد مولودية الجزائر ووداد تلمسان. أثبتنا اليوم أن شباب بلوزداد يبقى فريقا طيبا وسيكون له شأن كبير في المستقبل. محمد حنكوش (مدرب ش.بلوزداد): '' لقد واجهنا اليوم فريقا عنيدا لشباب البرج الذي يستحق نتيجة أفضل. كنا واثقين في امكانياتنا حتى النهاية. نشكر حارسنا فلاح الذي كان في المستوى''. فلاح (حارس مرمى ش.بلوزداد): ''كنا محظوظين كثيرا وخاصة في حصة الضربات الترجيحية. لقد حافظت على هدوئي. أنا فخور بمساهمتي في تتويج فريقي الذي سيفتح لي آفاقا جديدة أتمناه. أشكر كثيرا الفريق المنافس الذي كان بإمكانه الفوز بالكأس''. معمري (قائد ش.بلوزداد): ''عانينا الأمرين ضد فريق جيد لشباب أهلي برج بوعريريج. كل اللاعبين كانوا في المستوى ولو أن الحرارة أرهقتنا كثيرا. لقد أمنا بحظوظنا حتى النهاية. ألاكس (لاعب ش.بلوزداد): ''نحن سعداء بهذا التتويج الذي يسمح لنا بإنهاء الموسم بنجاح. اليوم لم ألعب بمستواي الحقيقي. لقد تأثرنا كثيرا بالحرارة الخانقة. أوجه تحية خاصة لفريق البرج الذي لعب مباراة في القمة وكان يستحق التتويج بالكأس هو الآخر''. عبدالقادر يعيش(مدرب أهلي ب. بوعريريج): ''هذه هي كرة القدم. لقد سيطرنا على أكبر فترات المقابلة وسنحت لنا العديد من الفرص للتهديف لكن بدون النجاح فيها للأسف. في بعض الأوقات رياضة كرة القدم غير منصفة. صراحة لا نستحق الهزيمة اليوم. مروان كيال (حارس أهلي ب. بوعريريج): ''لقد خسرنا النهائي بطريقة مجحفة، في وقت سيطرنا كلية على المنافس. اللاعبون قدموا عروضا جيدة خاصة في الوقتين الإضافيين حيث سنحت لنا فرصا عديدة للتسجيل، للاسف أن الحظ لم يكن بجانبنا. ورغم هذا الاخفاق المر، نحن فخورين لأننا فزنا بفريق ستكون له كلمته مستقبلا. علي هواري (مهاجم أهلي ب. بوعريريج): ''صراحة فريقنا لا يستحق الانهزام اليوم وبهذا الشكل. لقد سيرنا بطريقة جيدة المباراة في تقريبا كل أطوارها وكان بمقدورنا التسجيل في أي لحظة نظرا للفرص العديد التي لم نحسن استغلالها. وكان باستطاعتنا تسجيل ولو هدف. أما سلسلة ضربات الجزاء فهي قضية حظ. البطاقة الفنية ملعب مصطفى تشاكر بالبليدة، حوالي 40 ألف متفرج، طقس حار ، أرضية صلبة تحطيم جيد للثلاثي محمد بنوزة وأمين مكنوس ويحيى بلفكرون. الإنذارات: شباب أهلي برج بوعريريج: بلواهم (د42) ومحمد رابح (د88) شباب بلوزداد: معمري (د65) بوقجان (د69) حريدة (95) تشكيلة الفريقين: *شباب بلوزداد: فلاح - معمري - بوقجان - بن دحمان - هيريدام - لحمار - اليكس - حريزي (غربي د87) - براجة- آيت أوعمر (باي د55 و بن عبد الله د105) - نيبي. المدرب: محمد حنكوش * شباب أهلي برج بوعريريج: كيال - حشود - لوصيف - بلواهم - منصور (إسامبيا د60) - ليناريز - علي هواري (رضوان بن حليمة د76)- بيتام (إيلول د81)- محمد رابح - بوحربيت - بخة. المدرب: عبد القادر يعيش . أجواء من النهائي ''أبناء العقيبة'' يحققون السادسة والاحتفالات تتواصل بدون انقطاع ألهب تتويج شباب بلوزداد بالكأس السادسة أنصاره، الذين غزوا شوارع العاصمة مباشرة بعد إيقاف الحارس فلاح لضربة اللاعب البرايجي بخة. وتشكلت مواكب طويلة من السيارات في مختلف الشوارع الرئيسية للعاصمة، وعبر نوافذ تلك السيارات يشاهد المناصرين حاملين أعلام الفريق البلوزدادي بالأحمر والأبيض، يرددون أغاني الفريق. وقد تواصلت الاحتفالات إلى غاية ساعة متأخرة من ليلة الخميس إلى الجمعة، لتهدأ العاصمة خلال وقت الصلاة ، ليتجدد الاحتفال في المساء. ولعل أن أجمل الاحتفالات على الإطلاق كان يستمتع بها سكان حي بلوزداد الشعبي، والذي يعد أحد معاقل الفريق الرئيسية. فهذا الحي يشهد منذ أكثر من أسبوع احتفالات يومية، تتخللها إشعال ألعاب نارية والمفرقعات خلال الليل. وبعد التحاق المناصرين الذين تنقلوا إلى البليدة لمساندة فريقهم، التقت الجموع في ساحة 11 ديسمبر أين تواصلت الاحتفالات، هناك، والتي تخللتها زغاريد النسوة من العمارات المجاورة. السطايفية يشاركون بلوزداد الفرحة ''نكاية'' في البرج ومن جانب آخر صنعت مدينة سطيف هي الأخرى الحدث بحيث أقدم مناصرو الفريق المحلي لوفاق سطيف على الاحتفال بتتويج فريق شباب بلوزداد على حساب أهلي شباب برج بوعريريج. وكان أهلي البرج قد أقصى غريمه التقليدي وفاق سطيف في نصف نهائي هذه المنافسة وصعد بذلك لأول مرة في تاريخه إلى الدور النهائي. مدينة الورود تتلون بالأبيض والأحمر والأسود والأصفر كانت أسراب الجراد الأصفر (مناصري اهلي البرج) أول من اكتسح مدينة البليدة، حيث تنقل الآلاف منهم إلى مدينة الورود منذ الساعات الأولى من نهار أول أمس. كل الطرق كانت تؤدي إلى البليدة بالنسبة للبرايجية،. هذا، وفضل أنصار الشباب التريث في التنقل إلى البليدة، بسبب حرارة الجو، وكذا نظرا لقرب المسافة. وبعدها فسح المجال لصراع ''العربات'' الذي انطلق بين مناصري الفريقين في مدينة قلت فيها حركة أبنائها الذين أجبرتهم الأجواء الحارة على التزام مساكنهم وفسح المجال للضيوف. قرباج يوفي بوعده بتتويج شباب بلوزداد بالكأس السادسة، يكون رئيس الفريق، محفوظ قرباج، قد وفى بالوعد الذي قطعه على نفسه، عندما صرح من قبل ''أني لن أدخل بلوزداد إن لم أحمل الكأس في يدي هذا الموسم''. وعليه سيدخل قرباج معقل الشباب مرفوع الرأس، لينجح في إعادة الفريق البلوزدادي إلى الواجهة بعد سنوات عجاف طويلة. ولعل أن هذا الإنجاز سيضع قرباج في موضع قوة، وسيسكت أصوات المعارضة، التي كانت ''تشوش'' على الفريق. ولم يفوت قرباج هذه الفرصة دون أن يهدي هذا التتويج للمناصر البلوزدادي الذي توفي قبل أيام.