الفيلم القصير "بقايا قاتلة " الذي أخرجه مؤخرا السيد حجية رضوان ويشغل منصب رئيس مصلحة النشاطات الثقافية بمديرية الثقافة بولاية غليزان، يتطرق لقضية الألغام ومخلفات العهد الاستعماري وجرائمه، بل يرصد من خلال عيون طفل كان يسمع فيما مضى عن الاستعمار بالفرنسي من خلال حكايات والدته ويشاهد في التلفزيون ما كان يروى عن الألغام، وفي مخيلته الطفولية الساذجة والبسيطة لم يكن يدري بأن الاستعمار واقع عايشه الأجداد في الجزائر وحقبة مريرة من تاريخ هدا الوطن. وخلال ثلاثة عشرة دقيقة من العرض، حاول المخرج التوقف عند تلك الفترة من تاريخ بلادنا العصيب وتسليط الضوء عن مخلفات الاستعمار الفرنسي الغاشم، حيث يصور الفيلم والذي أعطاه عنوان " بقايا قاتلة " من خلال مغامرة طفل صغير يذهب في عطلة عند جدته في إحدى القرى النائية، وهناك يخرج للهو كما هي عادة الأطفال دائما ويقترب من منطقة خطرة تحوي ألغاما ويحاول صديقه إبعاده عن ذلك الخطر لكن الطفل الصغير يعتقد جزافا أن تلك الألغام لا وجود لها إلا في الأفلام الحربية التي كان يشاهدها على شاشة التلفزيون، ولكنه سرعان ما يتغلغل أكثر في المنطقة فينفجر لغم وفي تلك الفترة التي تفصل ما بين الموت والحياة يسترجع الطفل ما كانت ترويه له والدته من جرائم ارتكبها المستعمر الفرنسي على أرض الجزائر. وقد شارك المخرج حجية رضوان في فعاليات المهرجان الوطني للفيلم القصير الذي احتضنته الجزائر العاصمة مؤخرا، ويعتبر فيلمه " بقايا قاتلة " أول مشروع سينمائي يرى النور ويجسد على أرض الواقع نصا وكتابيا وإنتاجا، حيث حصل على المرتبة الثالثة من بين مشاركين من ثلاثين ولاية عبر الوطن، وعن هذا الفيلم قال لنا السيد حجبة:" أنه تجربة سينمائية مكّنته من تجسيد حلم بقول أشياء عن طريق الصورة، وبرغم بساطة الإمكانيات تجسد هذا الحلم وأضحى واقعا ملموسا "،، وعن مشاريعه قال لنا:" أنا أستعد في شهر جانفي المقبل لتصوير فيلم يتعرض لظاهرة استغلال الأطفال في التجارة بالمخدرات الذين كثيرا ما يقعون ضحية تجار كبار يستغلونهم في تمرير تلك السموم ويجنون من ورائهم أموالا طائلة في حين يبقى الأطفال الضحايا في منأى عن معرفة الخطر الذي يحدق بهم ويصير هؤلاء لقمة صائغة و قد تقضي على مستقبلهم أو تجرهم فيما بعد إلى طريق الإدمان والاتجار في الممنوع". وغن سبب اختياره لهدا الموضوع الشائك الذي يعد من الطابوهات قال السيد حجبة رضوان:" إن السينما دورها يتمثل في رصد الواقع ووضع الأصبع على الجرح وكشف المسكوت عنه مجتمعيا وإلا فما الغاية من صناعة الأفلام"،، وأضاف ذات المتحدث بأنه يؤمن تماما برسالة السينما في توعية المجتمع وخدمته مضيفا في ذات السياق:" أن السينما تتفاعل مع المجتمع، كما لدي العديد من السيناريوهات ذات المواضيع المختلفة منها ما يرصد تاريخ وآثار عاصمة الظهرة غليزان التي تحتوي على آثار رومانية واقعة على ضفاف وادي مينا، إلى جانب سيناريوهات أخرى تتطرق لمواضيع شتى، لكن المشكلة تكمن في نقص الدعم والإمكانيات رغم أنني تلقيت وعودا تبشر بالخير من طرف السيد والي ولاية غليزان وكذا المسؤولين على قطاع الثقافة من أجل إمدادي ماديا ومعنويا لإنجاز فيلم حول استغلال الأطفال في التجارة بالمخدرات الذي سيبدأ وينطلق في تصويره في شهر جانفي القادم". وتمنى المخرج حجبة رضوان أن ينفتح مجال التشجيع لمحبي الفن السابع في الولاية مؤكدا بأن ال‘رادة لا تنقصه وأمثاله من المبدعين في هدا المجال، لكن تبقى مسألة الدعم هي التي جعلت العديد من أعماله حبيسة الأدراج لأن الزخم الإبداعي موجود، كما يحلم السيد حجبة في عودة ولاية غليزان على الساحة وهي التي فقدت العديد من مهرجاناتها العريقة التي صنعت مجدها في السبعينات كمهرجان المسرح الفكاهي والمسرح والفيلم القصير من أجل النهوض ثقافيا بهذه الولاية التي بدأت وبفضل إرادة العاملين في قطاع الثقافة العودة إلى الساحة لأنها لا تخلوا من الأسماء الفنية والأدبية وحتى الأكاديمية البارزة والتي صنعت اسما لهده الولاية ذات الطابع الفلاحي وشرفتها في المحافل الوطنية.