ادت سلسلة غارات شنها الطيران الحربي الاسرائيلي، امس السبت، على غزة في اطار عمليته المستمرة "عمود السحاب" الى استشهاد ثمانية فلسطينيين وتدمير مقر حكومة حماس المقالة في القطاع الذي زاره وزير الخارجية التونسي امس. واكد الجيش الاسرائيلي الذي اصيب اربعة من جنوده في اشكول بجروح طفيفة بصاروخ اطلق من غزة، انه يواصل غاراته لليوم الرابع على التوالي وتحدث عن انخفاض عمليات اطلاق الصواريخ من القطاع حيث قتل 38 فلسطينيا منذ بدء العملية الاربعاء. وقالت ناطقة باسم الجيش ان "قواتنا الجوية شنت اكثر من 830 غارة على غزة منذ بدء عملية عمود السحاب". ووفقا لاحصائية للتلفزيون الاسرائيلي، شن الجيش نحو 180 غارة جوية على قطاع غزة ليل الجمعة السبت. واضافت الناطقة باسم الجيش انه "اطلق اكثر من 350 صاروخا من قطاع غزة على اسرائيل من بينها اكثر من 200 صاروخ تم اعتراضها" من نظام القبة الحديدية المضاد للصواريخ. وبحسب المتحدثة فان "عدد تلك الصواريخ انخفض بشكل كبير". واعلنت مصادر طبية فلسطينية ان ثمانية فلسطينيين بينهم اربعة من ناشطي كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس، قتلوا في غارات اليوم التي استهدفت منطقة رفح جنوب القطاع، ووسطه. وقال الناطق باسم الاسعاف والطوارئ في غزة ادهم ابو سلمية ان اربعة فلسطينيين قتلوا في غارة على منطقة شمال رفح جنوب قطاع غزة "استهدفت مجموعة من المواطنين في حي الزهور". وكان اربعة ناشطين فلسطينيين في كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس قتلوا في غارتين اليوم على القطاع. واصيب اكثر من ثلاثين فلسطينيا بجروح في غارة جوية اسرائيلية، صباح السبت، استهدفت منزل مسؤول في وزارة الداخلية في حكومة حماس في مخيم جباليا شمال القطاع. واستهدفت الغارة منزل ابراهيم صلاح مدير العلاقات العامة والدولية في وزارة الداخلية في الحكومة المقالة الذي لم يصب، لكنها ادت الى اصابة افراد عائلته بجروح، حسبما ذكر مصدر طبي وآخر في وزارة الداخلية في الحكومة المقالة. وفجر السبت شنت مقاتلات حربية اسرائيلية غارات على مقر رئاسة الحكومة الفلسطينية المقالة. وقالت حكومة حماس في بيان تلقت فرانس برس نسخة منه ان مقرها في حي النصر غرب مدينة غزة تعرض للقصف "باربعة صواريخ من طائرات الحربية اسرائيلية فجرا". وقال مسؤول في حكومة حماس لفرانس برس ان "مقر رئاسة الوزراء دمر كليا واصيبت المنازل المجاورة باضرار كبيرة نتيجة للقصف الهمجي الاسرائيلي". واكد متحدث باسم الجيش الاسرائيلي لفرانس برس استهداف مقر حكومة حماس في غزة، واضاف ان الجيش الاسرائيلي استهدف "85 هدفا ارهابيا" في قطاع غزة بغد منتصف ليل الجمعة السبت. وقال طاهر النونو المتحدث باسم حكومة حماس في بيان ان قصف المقر "استهداف لرمز الحكومة بسبب غيظ الاحتلال من الحكومة ونجاحها بادارة البلد"، معتبرا ان "زيارة امير قطر ورئيس الوزراء المصري لغزة ولمجلس (الوزراء المقال) شكلت ضربة للاحتلال". وكان امير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني قام في 23 اكتوبر بزيارة "تاريخية" الى غزة هي الاولى لرئيس دولة منذ ان سيطرت حركة حماس عليه في 2007. وزار رئيس الوزراء المصري هشام قنديل القطاع حيث استقبله هنية في مقر الحكومة المقالة. من جهته، دان وزير الخارجية التونسي رفيق عبد السلام الذي تفقد خلال زيارته التي تستمر بضع ساعات، مقر الحكومة المدمر "العدوان السافر" الاسرائيلي على غزة. وقال "لم يعد هذا العدوان مقبولا ولا مشروعا باي مقياس من المقاييس". وبينما كان يتفقد دمار المقر سمع دوي انفجار نجم عن غارة جوية جديدة على شرق مدينة غزة. واكد النونو ان حكومته "مستمرة بادارة شؤون البلد" وتجري اتصالات مع الدول العربية والاسلامية و"الصديقة" بخصوص الاوضاع في غزة. وفي ساعات الفجر الاولى، قصفت الطائرات الحربية مقر قيادة الشرطة الذي تديره حماس في منطقة الرمال غرب مدينة غزة ما ادى الى اندلاع حريق هائل في المبنى الحق دمارا كبيرا في مباني المقر. وقبل ذلك تعرض مقر الامن الداخلي في حكومة حماس في شمال مخيم الشاطئ شمال غرب مدينة غزة للقصف الجوي ايضا ما اسفر عن وقوع اضرار جسيم في المبنى الذي يضم سجنا. واكد قائد الشرطة الفلسطينية تيسير البطش في الحكومة المقالة ان استهداف اسرائيل لمقار الشرطة والامن "لن يمنعنا من القيام بمهامنا" لتوفير "الأمن والاستقرار". من جهة اخرى، اصيب اربعة جنود اسرائيليين السبت بصاروخ اطلق من قطاع غزة، حسبما اعلن الجيش الاسرائيلي، بينما اشارت مصادر عسكرية الى انهم كانوا "داخل مبنى". وتزامن اعلان الجيش مع صدور بيان لكتائب القسام بانها اطلقت "خمس قذائف هاون" على "موقع ريعيم العسكري" قرب كيسوفيم القريب من وسط قطاع غزة. من جهتها، قالت المتحدثة باسم الشرطة الاسرائيلية لوبا سمري انه تم اطلاق 16 صاروخا من القطاع على جنوب اسرائيل امس بدون ان تسبب اصابات. وقد اعترض نظام القبة الحديدية خمسة منها. واعلن الجيش الاسرائيلي انه تم استدعاء نحو عشرين الف جندي احتياط بشكل عاجل وانضموا الى وحداتهم صباح امس السبت. ووافقت الحكومة الامنية المصغرة المنبثقة من حكومة بنيامين نتانياهو والتي تضم تسعة وزراء مساء الجمعة على استدعاء 75 الفا من جنود الاحتياط في اطار الهجوم العسكري الذي تشنه على قطاع غزة. ويفترض ان تصادق الحكومة الاسرائيلية في اجتماع مجلس الوزراء الاسبوعي الاحد على هذا الاجراء. وفي عمان، دعا حزب جبهة العمل الاسلامي الذراع السياسية للاخوان المسلمين وابرز احزاب المعارضة في الاردن العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني الى سحب السفير الاردني في اسرائيل وذلك على خلفية الغارات على غزة.