الفنانة التشكيلية قديرة جبابلة من ولاية قالمة، تمارس تقنية في غاية الجمال وفريدة من نوعها تتمثل في الرسم على الزجاج عن هذه التقنية والبداية كانت لنا معها هذه الدردشة اكتشفنا خلالها شغفها بالفن وحبها للجمال. "الأمة العربية": من الهواية إلى الدراسة كيف كان ذلك؟ قديرة جبابلة: أنا خريجة المعهد الوطني للفنون الجميلة بولاية قسنطينة، أين زاولت دراستي وتخرجت منها سنة 2004 في اختصاص الرسم الزيتي. "الأمة العربية": ماذا عن هذا النمط الفني أي الرسم على الزجاج؟ قديرة جبابلة: أنا درست الرسم الزيتي والرسم كان في المنطلق على اللوحات العادية ولم ادرس الرسم على الزجاج فهو لا يدرس وليس مقياسا يلقن بمدارس الفنون الجميلة بل هو من وحي التجربة الفردية والشخصية فالفنان التشكيلي يكتشف دوما ما يمكن أن يتخطى به هواياته ووضع ما تعلمه على المحك ليس ثمة ما هو أروع من محك التجربة. "الأمة العربية": كيف تم اكتشافك لتقنية الرسم على الزجاج ؟ قديرة جبابلة: هي تقنية ليست وليدة اليوم بل جذورها تمتد للحضارة العثمانية حيث كان يمارسها الحرفيون العثمانيون باستخدام الخط العربي الملون وانتقلوا بعدها إلى إدخال وإقحام الزخرفة وانتشرت بفعل امتداد وتوسع أرجاء الإمبراطورية العثمانية لتنتقل إلى بلاد الشام وشمال إفريقيا. وبالإضافة إلى كل ما سبق وأن قلته هي تقنية حديثة ممارسوها في بلادنا قليلي العدد ولم تبلغ بعد الانتشار المرجو، واكتشافي لها كان عن طريق الصدفة التي ولدت فنا جميلا يتسم بشفافية الألوان وجماليتها وطريقة تعبيرية مستوحاة من الطبيعة رومانسية كلاسيكية "الأمة العربية": ما هي المواضيع التي تعالجينها في لوحاتك؟ قديرة جبابلة: أحاول أن أعكس تقاليد ولاية قالمة بالدرجة الأولى وكذا تقاليد الجزائر من حلي تقليدية، يوميات المرأة الريفية، الزخرفة، الحياة الصحراوية،و المناظر الطبيعية "الأمة العربية": ما محل الرسم على الزجاج مقارنة بالفنون التشكيلية الأخرى؟ قديرة جبابلة: هو عمل حرفي بالدرجة الأولى ويحتاج إلى كثير من التركيز من أجل ضبط تصور للفكرة المراد التعبير عنها خصوصا في رسم الزخارف والأزهار بالإضافة إلى الأشكال التكعيبية التي اقحمتها كنمط جديد في لوحاتي بالإضافة إلى كونها ليست غالية التكاليف ويمكن للفنان الحصول على موادها فهي متوفرة وللزائر اقتناء لوحاتها. "الأمة العربية": لماذا هذا اللون الفني يدرس كمقياس في مدارس الفنون الجميلة؟ قديرة جبابلة: هو نمط فني قائم بذاته من حيث المقاييس والأشياء المستخدمة ولكن الإرادة تنقص القائمين والمشرفين على مدارس الفنون التشكيلية الذين تقاعسوا ولم يشعروا بضرورة تلقين وتدريس هذا اللون الفني الجمالي. "الأمة العربية": ما هي السبل لتطوير هذا الفن وتلقينه مستقبلا؟ قديرة جبابلة: أنا كفنانة عملت من خلال ممارستي للرسم على الزجاج على تطويره كممارسة بشكل فردي وعرفت به من خلال ممارستي له بدار الثقافة -الإمام الشافعي- بقالمة أين أترأس ورشة وسأعمل مستقبلا على الاتصال بالإذاعة والجرائد للتعريف بها وتشجيع الشباب على تعلمها وإخراجها إلى النور وهذا سيساهم إن شاء الله في إدماجها مستقبلا كمادة مستقلة تدرس في مدارس ومعاهد الفنون الجميلة "الأمة العربية": ماذا عن مشاركاتك؟ قديرة جبابلة: هذا ثاني معرض لي خارج ولاية قالمة وأول زيارة لي لوهران التي سمعت الكثير عنها وعن طيبة أهلها. "الأمة العربية": هل تلقيت تشجيعا من قبل وسطك العائلي أو المهني؟ قديرة جبابلة: بالتأكيد وإلا لما استطعت المضي قدما في هذا المسار وبعد عائلتي كان الفضل أيضا لمدير دار الثقافة الإمام الشافعي حيث أشرف على الورشة وكذا السيد والي ولاية قالمة، وكذلك الزوار الذين شاهدوا لوحاتي وهذا التشجيع شد من أزري.